سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نكشفت مخطط أمريكا لدعم الانتخابات السودانية.. مندوب أوباما في رسالة بخط يده: أقنعت الإدارة بدعم الانتخابات لأنها طوق النجاة للبشير لأن أمثاله أفضل من يقومون بالفوضى وقمع المعارضة ونشر الفساد
سنعض بالنواجذ حتى يبقي "البشير" مثل مبارك والقذافي أفضل حكام العرب ولاءً لأمريكا كشفت وثيقة أمريكية أرسلها مستر سككوت جريشن مندوب الرئيس الأمريكي في السودان إلى احد أصدقائه في الولاياتالمتحدة عن المخطط الأمريكي إزاء السودان ودعمها للانتخابات الرئاسية هناك، بالإضافة إلى المخاوف الأمريكية من أن تصبح السودان دولة مستقلة تسيطر وتستغل جيدا مقدراتها ومصادرها الطبيعية " مصر الجديدة " تنشر نص الخطاب: يقول جريشن في خطابه.. صديقي العزيز غريشن أولا اسمح لي أن أكون صريحا معك فكما تعلم نحن الأمريكان نملك من الكبرياء والقوة بأن لا نجامل أحدا ونفضل أن نقول " للأعور " أنت أعور" في عينه كما يقول السودانيون الذين أنت بين ظهرانيهم، فعلى الرغم من أن تخصصي بعيد كل البعد عن الاجتماع والسياسة والشئون الدولية، إلا أن خطابك الأخير كشف لي عن حقائق مهمة جدا أولها انك أنجزت الهدف الاستراتيجي الأساسي الذي ابتعثت من اجله على أكمل وجه بنسبة نجاح 100 %، فهاهو انفصال السودان أصبح قاب قوسين أو ادني، كما انك استطعت إقناع الإدارة الأمريكية بدعم الانتخابات السودانية المخزية والتي يحتاجها المؤتمر الوطني بشدة لأنها بمثابة طوق نجاة للرئيس البشير من المحكمة الجنائية الدولية وتعطيه شرعية مزيفة لقيادة البلاد لفترة زمنية أخرى. وهو ما يكشف أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو انفصال الجنوب السوداني عن الشمال، وان الولاياتالمتحدة عملت على دفع الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى إجراء الانتخابات الرئاسية كخطوة للهروب من المحكمة الجنائية الدولية في ظاهرها، ولكن في الباطن كان الهدف الأساسي منها هو استقلال الجنوب السوداني الذي أعلن الرئيس السوداني انه سوف يجري استفتاء حوله إذا ما فاز في الانتخابات الرئاسية، والنتيجة حسب الأجندة الأمريكية واحدة وهي انفصال الجنوب السوداني. ويضيف جريشن وكما هو معلوم فان الأجندة الأمريكية والتي تتمثل في الفوضى الخلاقة فان أمثال البشير الذين يعيثون في بلدانهم فسادا هم أفضل من يقومون بهذا الفوضى والتي تتمثل أولا في القمع للمعارضين وان وصل للإبادة الجماعية بالإضافة إلى الفساد في مؤسسات الدولة، فعلى حد علمي فإن السودان من المفترض أن يكون سلة غذاء العرب ولكن بفضل تخبط البشير والفساد والمحسوبية فإنه سيستورد الطماطم من الأردن وأوغندا وقريبا سوف يستورد اللحوم من السعودية، نعم السعودية لا تفتكر أني لا اعلم أن السعودية بلد صحراوية لكن ادخل أي بقالة في الخرطوم سوف تجد منتجات ألبان مستوردة من السعودية وتباع في سلة غذاء العالم، وعلى حسب علمي فإن البريطانيين أقاموا اكبر مشروع مروي في العالم في السودان، والآن هذا المشروع أصبح في خبر كان، فمن غير البشير باستطاعته تدمير مقدرات بلد ربما يفوق كندا واستراليا في الثروات الطبيعية. أما البترول الذي يفتخر به البشير أمام شعبه بأنه هو مفجره فهذا أمر ليس بذي بال، أولا السودانيون مازالوا يعانون ويعيشون في حالة من البؤس الذي أوصلهم للتشتت في بقاع الأرض المختلفة حتى وصل للمجازفة في صحراء سيناء مع رفقائهم من الأفارقة للدخول لإسرائيل، ثم من مصلحة أمريكا أن يستخرج البشير البترول وتذهب أمواله لمصلحة إفراد الحزب وليس للتنمية الزراعية، فمعروف أن البترول من الطاقة غير المتجددة فتبديده بواسطة البشير أفضل من بقائه داخل الأرض. عموما صديقي العزيز اكرر لك التهنئة بالنجاح والذي جاء بعمل دءوب منك وقد يصفه أعداء النجاح هنا في الولاياتالمتحدة بأنه جاء ثمرة لتطابق الأجندة الخفية للحزب الحاكم في السودان مع الأجندة الخفية لسياسة بلدنا في المنطقة، وعلى الرغم من أنني لا اتفق مع هؤلاء في هذا الزعم إلا أن لي عليك بعض العتاب، أولالأنك لم تحترم ثقافتي ومعرفة بشعوب الأرض فكيف يكون السودانيون مختلفون عن العرب والأفارقة وتصفهم بالاستقلالية والاعتداد بالنفس، فالنموذج السوداني الذي وصفته بأنه استمد تلك الخصال المزعومة من البيئة العربية المسلمة وهم الذين يجلسون على سدة الحكم الآن، فها هو كبيرهم الذي علمهم السحر حسن الترابي يعلن
كلاما فظيعا عن البشير يشكل دليلا دامغا على كل تهم أوكامبو فقد ذكر كبيرهم الذي علمهم السحر والإطاحة بالأنظمة الديمقراطية بان البشير قال إن الزنا بالغرباوية شرف وليس اغتصاب فهذا يدحض كلامك إما أن يكون البشير قد قال ذلك او ان الشيخ كذاب اشر وفاجر في الخصومة فأي بيئة إسلامية خرج منها هؤلاء، فحديثك يا صديقي عن هذه القيم المزعومة فهي عدم احترام لعقلي او انك تخاف وتشك في شخصي ولا تريد اطلاعي على حقيقة عملك وتحاول ان تنقل لي العبارات الممجوجة التي ظل إعلام المؤتمر الوطني يعبئ بها عقول الشعب السوداني طيلة عقدين من الزمان، كما أن الاستعلاء العرقي وثقافة إقصاء الآخر التي تتحدث عنها اعلم أنها تخص النخبة الحاكمة وليس لبقية الشعب يد فيها. صديقي غريشن، اعلم مدى الجهد الكبير الذي بذلته واقدر السرية التي تتميز بها مهمتك لكن كيف تحاول أن تقنعني بعبارات مثل "البيئة العربية الإسلامية الصريحة" فتعلم حساسيتنا نحن كغرب من مثل هذه الأشياء وأنت تضعها لي كحقيقة فمثل هذه الأشياء يجب أن تقولها في الخرطوم لأصدقائك في المؤتمر الوطني.. أما حديثك عن الجنوبيين وتشخصيهم بأنهم مثل بقية الأفارقة الذين يدينون بالولاء لنا فقد أدخلك في تناقض فكما هو معلوم أن ثقافة نخبة المؤتمر الوطني ذات المرجعية العربية الإسلامية جعلتهم الأعداء الإسلاميين السلطويين عموما ونخبة الإسلام السياسي الحاكمة خصوصا وذلك بسبب الحرب التي تعد الأطول في أفريقيا والتي صورها الإنقاذيون بأنها حرب دينية مقدسة حيث حشد أصحاب العواطف الدينية من اليافعين وقذفوا بهم في أتون تلك الحرب، فهذه الحرب كان لابد أن تتوقف لأنها فوضى ولكنها غير خلاقة حتى نجعل القادة الجنوبيين في قلب معارك سياسية بعد توقيع نيفاشا فعلى سبيل المثال باقان اموم الذي يبذل مع عدد من القادة جهودا لبناء سودان موحد مبني على الحقوق المتساوية للجميع جعله الإعلام الإنقاذي عميلا لنا نحن الأمريكان الذين لا نريد سودانا موحدا ونفضل الانفصال وبقاء البشير، فهم الإنقاذيون كفونا شرا الحرب على باقان وصحبه بمحاولة اغتيالهم معنويا بتصويرهم انه ضد الهوية العربية الإسلامية للسودان. وحديثك عن سحب عرمان فيه تجنٍ واضح على معرفة المتواضعة بأحوال السودان فمعلوم لراعي الضان في صحاري دارفور أن عملية ترشيح وسحب عرمان نتيجتها المباشر في صالح البشير، كما أن البشير لا يستطيع أن يهدد بمنع الاستفتاء، فالحركة تملك المقدرة على فصل الجنوب بأي طريقة حتى لو كان من داخل برلمان جنوب السودان، أما حديثك عن السياسيين السودانيين مثل الصادق المهدي فهذا الرجل من أخطر الناس على الإستراتيجية الأمريكية، فهو على الرغم الهجوم الشرس الذي يمارسه الإعلام السلطوي الحاكم في السودان ضده إلا أنه اتخذ القرار الذي كنا نخشاه وهو الانسحاب من الانتخابات وهذا يعني أن الانتخابات أصبحت غير ذات أهمية وان أمر توفير الشرعية المزيفة للبشير أصبح من الصعوبة بمكان. أما حديثك عن البشير فأنا وأنت تعلم انه من أفضل الحكام بالنسبة لنا وسنعض عليه بالنواجذ حتى يكون مثل القذافي ومبارك وزواله ربما يأتي لنا برئيس سوداني يزلزل الأرض تحت أقدامنا خاصة وان ارض السودان جبلى ومثال ذلك الكفاءات الموجود في دول الاغتراب. أما حديثك عن المثقفين حول البشير والذين وصفتهم بأنهم من أبناء المزارعين والرعاة من أبناء الإقليم الشمالي الذين لهم مراس بشئون الحياة، فهذا هدف استراتيجي عملنا من اجله سنوات حتى يأتي اليوم ويخرج المهمشين من أطراف السودان لاسترداد حقوقهم وليس لهم وسيلة غير التمرد حتى يقيموا الفوضى الخلاقة، ومثال ذلك ما يحدث في دارفور، فنحن نشكر البشير وصحبه لأنهم لم يحوجونا لكبير عناء لتحقيق أهدافنا الإستراتيجية.