هل نحن فى حاجة إلى بناء، أم ترميم، أم إعادة بناء الإنسان المصرى؟! قضية القضايا التى تشغلنا جميعاً فى هذه المرحلة الحرجة. لو أردنا الأولى- معرفة كنه البناء- فيجب التفرغ لنشر موسوعة «شخصية مصر» لأستاذنا الدكتور جمال حمدان بأجزائها الألفية الأربعة كمسلسل يومى.. وفى النهاية- هل نتوقع كالعادة- أن يستفيد أحد.ولو أردنا الثانية- محاولة الترميم- فعلينا دراسة ومراجعة برامج الأحزاب المصرية بدءاً من حزب مصطفى كامل الوطنى، ثم الوفد، فالسعديين، فالأحرار الدستوريين وغيرهما، وصولاً إلى هيئة التحرير ثم الاتحاد الاشتراكى وتحالف قوى الشعب، حتى صناعة المنابر، وحزب مصر، والحزب الوطنى وصولاً إلى الأمة والرفاهية.. وأخشى أن تتحول عمليات الترميم إلى «نزف» للجهد بلا مردود سوى «انفجار» الأوردة الدماغية. أما الثالثة- إعادة بناء الإنسان- فهى الأصعب بين البدائل الثلاثة.. ذلك لأن البناء- الجديد- فوق أرض بيضاء يعطى للمصمم الحرية الكاملة فى الاختيار والابتكار، متخطياً عيوب ترميم ما لم يصمم، وقد يعطيه مبرراً للفشل إن حدث.. وكذلك عيوب إعادة البناء التى تعنى المسؤولية الكاملة عن كل قالب يضاف أو يحذف من منظومة البناء السابق. وللوصول إلى إعادة البناء فلابد من الإجابة على الأسئلة التالية: 1- من هى مصر؟ 2- من هو المصرى؟ 3- ما هى مقومات القوة فى هذا البلد وفى أبنائه وتميزهم عن غيرهم فى الدوائر المحيطة المتسعة لتشمل العالم.. أى المميزات النسبية؟ 4- ما هى نقاط الضعف فى هذا البلد وفى سكانه التى تجعلهم متخلفين لهذه الدرجة المتدنية كما تظهر فى إحصائيات الأممالمتحدة المنشورة؟ 5- ما فرص النجاح فى الوصول إلى الهدف المأمول «إعادة بناء الإنسان المصرى»؟ وهل ستتم وفقا لمعايير بناء الإنسان المصرى القديم الذى كان متفوقاً فى عالم من الظلام المحيط، أم وفقاً لمعايير بناء الإنسان الأوروبى الحالى.. أم وفقاً لمواصفات الإنسان الأمريكى.. المثير للحنق أو (الكره) أو للإعجاب؟ 6- وما العوامل التى سببت الفشل، وهل يمكن التغلب عليها دون تنظيم محكم.. قد يؤدى إلى تحطيم النظم المسيطرة أو الحاكمة الآن؟ فى ظنى أننا قادرون على العثور على بيضة «العنقاء» لدى «الخل الوفى» قبل العثور على أجوبة.. وليس ذلك تعجيزاً لكنها مسؤولية أجهزة.. لا تعمل وفق رؤية وخطط موصلة للهدف.. ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.. وبكم (جميع المصريين المؤمنين بمصرهم ومصريتهم) قد نبدأ إعادة البناء. ولا حول ولا قوة إلا بالله!