الصراع المحموم بين مجموعه البنوك التى انتشرت فى مصر فى السنوات الأخيرة وانتشار الفروع للبنوك الإستثمارية والعامة حتى أنها أصبحت أكثر من محال البقالة اللى كنا نعرفها زمان واللى اختفت تقريبا حالياً وتوارت خلف أسوار الهايبر ماركت أو الأسواق الكبرى والموضوع فى تلك الفروع يدار بنفس فكرة المحال التجارية التى تعرض بضاعتها أمام الجمهور ليختار منها ما يحتاج إليه وعليه فى النهاية سداد الفاتورة ، ولكن الوضع هنا مختلف ، فالسلعة المعروضة لم تعد صرف شيك أو معاش أو حتى إيداع مبالغ نقدية أو ربط وديعة أو مؤخراً للحصول على بطاقة ائتمان ( فيزا كارد ) لإستخدامها فى مشتريات أو حتى السحب النقدى عند اللزوم ، ولكن الإنتشار السريع والمتزايد لفروع البنوك ناهيك عن زيادة عدد هذه البنوك حتى أننا فى مصر أصبحنا لا نستطيع حصرها عكس ما كان زمان ، فكان كل واحد فينا عارف كام بنك والموضوع ملموم ، ولكن الإقتصاد المفتوح جعل مصر محط أنظار البنوك من مختلف دول العالم لإفتتاح بنوك لها فى مصر واتباع أساليب ترويج كانت بعيدة عنا تماماً وعن السوق وطبيعة المواطن المصرى ووسط هذه المنافسة الشرسة تنوعت العروض حتى أنها وصلت إلى أن أحد البنوك يطلب منك إرسال رسالة من على موبايلك مكتوب عليها كلمة قرض فقط وحسب رسالته الإعلانية هتحس أنك أول ما تكتب هذه الكلمة الساحرة المكونة من ثلاثة حروف كأنك قلت افتح ياسمسم لباب مغارة على بابا واللى أنت عايزة هتلاقية ومش هتبقى عارف تودى الفلوس فين وفعلاً ببعض الشروط وجواب من جهة العمل وتوقيعات على أوراق إنت مش عارف هى فيها إيه هتلاقى نفسك فعلاً بتستلم نقدية أو حتى عربية بالتقسيط على 80 شهراً وعليها بطاقة ائتمان هدية تروح تشترى بيها لوازم بيتك من غير ما تدفع نقدية وكله على حساب أخر شهر ، وهكذا رفعت كل البنوك العاملة فى مصر شعار ليه تدفع نقدى لما ممكن تدفع بعدين واللى ما تقدرش تدفعه اليوم ادفعه بعد سنة ، وآهى الحسابة بتحسب . الموضوع عالمياً مش جديد وانتشر من زمن بعيد فى كل أوروبا وخاصة فى أمريكا ، ولكن إش جاب لجاب وهنروح إحنا فين وسط العالم ده وإيه هو سعر الفائدة على الجنية الغلبان بالمقارنة بأسعار الفايدة على العملات سواء بالدولار أو اليورو وهتلاقى الجماعة عندنا فى البنوك المصرية حاسبين لك فوائد ورسوم ومصاريف وشوية بدلات وعليها مصاريف إدارية تدخل لها فى حسبة 20 أو ممكن 23% وبحسبة بسيطة لو مش هتتأخر فى السداد هتلاقى مبلغك بيتضاعف كل حوالى 4 او 5 سنوات أما لو إتأخرت ساعة الله أعلم هيزيد كام ويختلف حسب دراية العمل ومعرفته بقواعد التعامل مع البنوك وأنت وشطارتك . المهم والملخص من كل ده أن الناس أمام كل هذه الإغراءات فكرتنا باللى حصل فى بورسعيد لما اتحولت لمنطقة حرة فى بداية السبعينيات والناس هجمت عليها بعد سنين الحرمان والحرب وكل عائد الانفتاح اتحول إلى شراء الجينز والبرمودا والفاكهة المحفوظة وعلب اللبان المستوردة والصورة متشابهة مع الفارق أن مفيش الانفتاح بمعنى زمان ولا فى بورسعيد بس فى هايبر ماركت وشركات ومعارض سيارات بتعرض كل يوم على الناس أنها تيجى وتستلم الغربية بدون مقدم ولا غيره ولو مش فاضى نجيلك إحنا وانتشر مندوبى البنوك اللى بيحصلوا على مرتبات بآلاف علشان يقنعوا العميل أو بمعنى أوقع يصطادوا العميل ويخلوه يوقع على بياض أو على أوراق أتحدى ان اى شخص عادى يفهمها أو يعرف محتواها المهم فى النهاية هتلاقى نفسك مطالب بسداد مبالغ طائلة لا تمت بصلة للقرض اللى حصلت عليه ولو فكرت أنك تخرج من المصيده قصدى تقفل القرض تنفتح عليك أبواب جهنم ويطلعلك مصاريف وعمولات من تحت الأرض وكان البنك بيعاقبك على إغلاق القرض لأنه عامل حسابه من الأول على أنك استلفت الفلوس ومش هاترجعها قبل ميعادها والمصير فى الآخر معروف السجن أو السجن لو عندك بديل هيكون الهروب وكل يوم والتانى الأحكام نازلة بالمئات على الناس المتعثرة فى سداد أقساط قرض أو قسط عربيه أو حتى دفعات كروت الائتمان وبيساعد على كدة سيل الإعلانات عبر جميع وسائل الإعلام المرئى والمسموع والمقروء ومفيش أى جهة تتدخل علشان ترفع ثقافة الناس وتعرفهم أن فى حدود أو فى منطق للقرض إذا كان فى نيته السداد يعنى لازم الواحد يحسب التزاماته قبل ما يتقدم للحصول على قرض علشان يضمن أنه هيعرف يسدد وإلا فى النهاية هنصحى نلاقى نص الشعب فى السجون ووقتها كالعادة هنقف علشان نحل الازمة لأننا متخصصون فى حلول الأزمات فقط ومش تخصصنا أقل من كدة وعلى رأى المثل ( أحيينى النهاردة وموتنى بكرة ) .