السؤال المطروح الآن على كل مساحات النقاش .. لماذا لم يشعر المواطن العادى بتحسن على الرغم من كل التصريحات الرنانة والأرقام بالمليارات التى تعلن عنها حكومة رجال الأعمال للإستثمارات الأجنبية فى مصر وتقارير المؤسسات المالية العالمية على جذب الإقتصاد المصرى لرؤوس الأموال فى مختلف دول العالم بخلاف توجه دول الخليج لأول مرة للإستثمار فى مصر بخلاف ما كان فى ال 30 سنة الماضية وذلك ليس حباً فى مصر ، ولكن نتيجة الفائض الهائل الناتج عن ارتفاع أسعار البترول عالماً وأيضا بعد أن أصبح استثمارهم فى أمريكا وأوروبا محفوف بالمخاطر بعد أحداث سبتمبر ، ولكن رغم كل هذه الإستثمارات وبرنامج الخصخصة الذى أدارته الحكومة خلال السنوات الماضية بمنطق الابن الضال التى تسعى للتخلص من عاره بأسرع ما يمكن ، وبأى ثمن ، وكان مبدأ الحكومة ومبررها فى ذلك أن كل هذه الشركات تحقق خسائر وأن الإبقاء عليها أكثر من ذلك يكلف ميزانية الدولة مبالغ أكبر ولهذه الأسباب أفضل حل هو البيع ولم تدرس حتى إعادة الهيكلة أو التشغيل بالمشاركة أو أى عروض أخرى وكأنها واخدة قرار واحد ( البيع هو الحل ) على غرار الشعارات الرنانة اللى بنسمعها فى الإنتخابات وأيضا بعد البيع و الخصخصة الناس لازالت تعانى وليس لديها رؤية واضحة لبكرة .. هل سيبقى أفضل ولا هتستمر الأمور كما هى رايحة ناحية الأسواء .. وكل هذه الأحداث تدعو للتأمل والتحاليل ومراقبة الدول الأخرى التى كانت أسوأ حالاً منا ومع ذلك فى فترات قصيرة لا تزيد على عشر سنوات تحولت إلى إقتصاد مستقر وإرتفعت أحوال أهلها وشعروا بالخوف وظهرت عليهم بوادر الإستثمار وخطط حكومتها وعلشان ندخل فى الموضوع مباشرة تعالوا نراجع مع بعض كل الأرقام التى جاءت إلى مصر للإستثمار دخلت فى إيه .. وإيه هى سياسة الإستثمار التى تطرحها الدولة على المستثمرين الأجانب للإستثمار فى مصر هنلاقى أن الدولة مش محددة أى برنامج ولا حتى مجالات معينة وشغالة بسياسة تعالى بس وهات فلوسك و احنا نشغلك فى أى حاجه حتى ولو عايز تشترى ميدان التحرير واهى كلها فلوس بتدخل البلد وتبدأ نغمة ما هى المشروعات هتشغل ولادنا بدل قعدة القهاوى وبكدة فتحت الدولة للمستثمر الأجنبى الباب على مصراعيه بلا رابط ولا ضابط فكانت النتيجة دخول الإستثمارات فى المجالات أفضل للمستثمر وكلها فى النهاية استهلاكية تعتمد على سياسة تحقيق الأرباح بأسرع الطرق وهو المستثمر هيلاقى أحسن من كدة 80 مليون كلهم عايزين يأكلوا ويشربوا ويتكلموا فى التليفون ويروحوا الساحل الشمالى فى الصيف وكله فى النهاية شغل وارباح سريعة لأصحاب رؤوس الأموال ولم تضع الدولة حتى شرطاً لوجود شريك مصرى بنسبة تزيد على 50% أما الدول الأخرى فعلى الرغم من عمرها الصغير استطاعت خلال 34 عاماً فقط أن تلفت أنظار العالم كله وأصبحت الأن هى وجهة الإستثمارات من جميع دول العالم عندما بدأت وضع الشروط وحددت نسبة الشراكة للمواطن وفتحت الباب للأجانب بنسبة 100% فقط فى المناطق التى ترغب فى تنميتها وأنشأت المناطق الإقتصادية التى تدار بشكل علمى سليم وبعيداً عن بيروقراطية الحكومة اللى هى مش موجودة أصلاً وحددت المشروعات والأنشطة المسموح بها للإجنبى فى حالة التملك لشركة بنسبة 100% وأيضا حددت المناطق الإقتصادية والحرة الجديدة ومنعت على الأجنبى التملك داخل حدود المدينة القديمة ومنعت عليه أيضاً الأنشطة التى هى بالفعل تحقق المطلوب منها لإقتصاد الدولة وحرمتها على الأجنبى حتى للمشاركة فيها ، وكان أبرزها إنشاء شركات المقاولات والعقارات إلا فى المناطق الجديدة بمعنى أى دولة لو عايزة تجذب رؤوس أموال جديدة من الخارج لازم تحدد الأنشطة والمجالات المطلوب الإستثمار فيها وتحدد مكان الأنشطة التى تحقق عائداً لشركتها المصرية وتحقق من خلالها أهداف الدولة والشعب وتمنعها على الأجنبى أو على الأقل تفرض عليه الشركة المصرية وبحصة أكثر من 50% كما يحدث فى العالم كله ، وهنا هنقدر بعد خمس أو عشر سنين نلاقى شركات مصرية عرفت يعنى إيه إدارة ويعنى إيه نظام عمل عالمى وهتقدر على المنافسة ولو حصل أى مشاكل لا سمح الله فى المنطقة أو فى البلد هتضمن أن الشركات الكبيرة مش كلها سيتم تصفيتها بشكل عشوائى للحفاظ على رؤوس الأموال فقط بغض النظر عن مصلحة الدولة المقام عليها تلك المشروعات وتسارعت الشركات الأجنبية على مجالات أسواق البيع بالجملة ( الهايبر ماركت ) والإستثمار العقارى والإتصالات وهربت تماما من المناطق الجديدة واللى بالفعل تحتاج للتنمية الحقيقية علشان كدة مفيش حد حس ولا هيحس بالإستثمارات اللى بيسمع عنها ولو عايز فعلاً مستقبل أفضل والمواطن العادى يشعر أن هناك أملاً خلينا نحدد المجالات أمام الإستثمارات الواردة من الخارج وكمان علينا إنشاء المناطق الإقتصادية الجديدة الموزعة جغرافيا على مستوى الجمهورية واللى هتساعد على إعادة توزيع السكان حول تلك المناطق ، ووقتها هتكون هجرة شباب مصر إلى الوطن الجديد مصر ، لن تجد تكالب الجميع إلى الهجرة إلى العالم الأخر الذى لا يعرف عنه شيئاً فقط للهرب من جحيم الحاضر وظلام المستقبل . [email protected]