■ الأرقام التى تعلن عنها الحكومة بصفة دورية والتى تتباهى بقدرتها على جذب كل هذه المليارات للإستثمار فى مصر وتقارير المؤسسات العالمية والتى وضعت مصر خلال العام المنقضى 2007 والعام الحالى كواحدة من الواجهات الإستثمارية فى الشرق الأوسط ودعوة العديد من الدول للإستثمار فى مصر وخاصة دول الخليج لما لديهم من فائض ضخم نتيجة لإرتفاع أسعار البترول غير المسبوقة والتى شهدها السوق العالمى خلال المرحلة الأخيرة ، ولكن يبقى لنا السؤال ، فعلى الرغم من كل هذه الأرقام والطفرات إلا أن المواطن العادى وحتى المتوسط لم يشعر بهذه الإستثمارات أو الطفرات ، إلا فى الأرقام المنشورة فى الصحف والتقارير التى يستمع إليها فى وسائل الإعلام المختلفة والوضع بالنسبة للمواطن إلى الأسوأ فعلى الرغم من الإرتفاع غير الطبيعى فى أسعار السلع والخدمات وكل شئ داخل الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة إلا أن الرواتب والعائدات على الإستثمار لصغار المستثمرين لا تتماشى تماماً مع تلك الزيادة فى الأسعار وإن كانت الحكومة تبرر الزيادة بما يحدث من حولنا فى العالم وأن الزيادة عالمية وأن الإقتصاد المفتوح يحتم علينا التماشى مع ما يحدث فى الخارج ، وارتفاع صوت الحكومة فى العويل عن الدعم وما يسببه من حمل زائد على ميزانية الدولة وأنها أصبحت لا تقدر على سد تلك الفجوة وعليها إعادة دراسة وهيكلة الدعم وإن الزيادة السكانية خلال الفترة الأخيرة هى أحد اهم الاسباب التى تؤدى إلى تعثر الإقتصاد وإلتهام كل ما تحققه الحكومات من إنجارات إلا أننا نختلف مع الحكومة فى مبرراتها ويجب عليها أن تقف وتحلل أولاً الأسباب قبل أن تعتمد على الحجج الواهية لمجرد الهروب من المسئولية أو إنهاء فترتها على خير واهى مش قاعدة مدى الحياة وكلها سنتين يتعدى وخلاص واللى بعدنا يبقى يشوف أسباب تانية يبرر بها عدم إحساس الناس بما تجذبه إليها الحكومة من إستثمارات أجنبية والتى أصبحت تزاحم المصريين فى كل شئ حتى الأكل والشرب ، بالفعل لم يتوقف الإستثمار الأجنبى فى مصر عن مهنة أو نشاط بعينه وشمل كل القطاعات كبيرة وصغيرة بدون أى اعتبار لأمن قومى أو حتى ابعاد إجتماعية وسيبك من البعد الإجتماعى لأنه أخر شئ عندنا ، ولكن البعد الإقتصادى و الأمن القومى على اعتبار أنهما الأهمية الأولى للحكومة لأن بدونها مش هيكون فيه ولا حاكم ولا حكومة وهنرجع مما قبل الثورة والله أعلم وقتها إيه اللى يمكن يحصل وعلشان منكنش من اللى بينقدوا وخلاص لمجرد أن كل حاجة وحشة خلينا نفكر إيه معنى الإستثمار لدى الدولة وإيه هى خريطة الإستثمارات التى وضعتها الحكومة قبل توليها مقاليد الأمور دة لو كان عندنا خريطة إستثمارية من الأصل ، المفروض لدى كل حكومة فى العالم قبل ما تفتح مجال الإستثمار الأجنبى تدرس الأول حجم الإستثمارات المحلية المتاحة لديها وإجمالى حجم الإستثمارات المطلوبة لتحقيق العائد المناسب والذى يضمن حياة كريمة ويضمن أيضا انتعاشة لإقتصاد البلد وبعدما تحدد حجم الإستثمارات المطلوبة من الخارج تبدأ بعدها تحصر مجالات الإستثمارات والمشاريع القائمة بالفعا داخل الدولة ، وما هى المجالات التى يوجد بها قصور فى الإستثمار داخل الدولة أو ما هى المجالات الإستثمارية التى تقابل معوقات بسبب التمويل ، لأنها مشروعات طويلة الأجل وتحتاج إلى إستثمارات ضخمة وهنا يظهر دور الإستثمار الأجنبى ، وفى المقابل سيتحقق لهذا الإستثمار العائدات التى تتناسب مع حجم إستثماراته وزى ما الحكومة حددت المجالات المفتوحة للإستثمار الأجنبى لازم كمان نضع المحددات للمجالات المرفوض تماما الإستثمار الأجنبى فيها يعنى الموضوع مش مجرد فلوس وخلاص تيجى البلد وفى النهاية تلاقى إن معظم تلك الإستثمارات تم ضخها فى مشاريع استهلاكية ، وإنتاج البطاطس المحمرة والمياه الغازية وغيرها من السلع التى لا تضيف ، ولكنها تقضى على القروش القليلة اللى فى جيوب الناس ، وإذا كانت الطفرة اللى حصلت فى مجال الإتصالات فى مصر تستحق الإشادة ، ولكن لماذا حدث مقابلها للناس اللى أصبحت فاتورة الموبايل والتليفون كابوساً مزعجاً على كل أسرة فى مصر وضاعت معاها مليارات الجنيهات لعدم نضوج الشعب الكافى لترشيد إستخدامه للتكنولوجيا وغيره وغيره الكثير ، فلو كنا فعلاً عايزين المواطن العادى يحس بالأستثمارات ويترفع معاها متوسط دخل الفرد خلينا نركز فى جذبنا للإستثمارات على القطاعات التى تضيف للدخل القومى مش اللى تحقق مكاسب سريعة للمستثمر فقط وبعدها يلم فلوسه ويشوف له بلد تانية أو نلاقى نفسنا أغراب فى بلد أصبحت مملوكة للغير ، فلسنا ضد الإنتفاح على العالم ولا ضد الإستثمارات الأجنبية ولكن خلينا زى اللى بنقلدهم بس هما يحطوا شروط على الأجنبى وبيلتزموا بيها وبيعطوا أفضلية للمواطن لو كان مستثمر جاد ، ولكن إحنا بنفرح بالأجنبى ونفتح له الباب حتى لو فتح بقالة ( قصدى هايبر ماركت ) ونساعده علشان الناس تستهلك أكثر ، وفى النهاية نقول إن الناس عايزة إية .. ما الأرقام بتتكلم وإحنا جبنا لكم مليارات مش مهم الأرقام المهم التوجهات . [email protected]