رغم تأثر منطقة الخليج بالأزمة المالية العالمية، إلا أن حجم السيولة المالية هناك مازال عاليا جدا بسبب الفوائض البترولية التى تحققت خلال الفترة الماضية, هذه السيولة أصبحت مجالاً للصراع بين عدد من الأطراف للفوز بجزء منها بدأته فرنسا حيث أعلنت عن فتح مكتب جديد لوكالتها المتخصصة فى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية، فى محاولة لمواجهة آثار الأزمة التى تجتاح العالم. وعلى نفس الخطى تسير حكومة نظيف التى تسعى إلى جذب استثمارات قيمتها 10 مليارات دولار خلال عام 2009 وهو الهدف الذى قام من أجله وزير التجارة رشيد محمد رشيد بزيارة ترويجية لدول الخليج مؤخرا وأعلن الاتفاق على إقامة تكتل عربى لمواجهة الأزمات الاقتصادية القادمة، فهل يمكن بالفعل جذب ال10 مليارات دولار؟ وما هى جدوى هذه الزيارات فى وقت يؤكد فيه الخبراء أن الاستثمارات الخليجية تخدم نسبة قليلة من الأفراد، ولا تساهم فى نمو الاقتصاد المصرى إلا من الناحية الشكلية فقط، خاصة أن معظمها استثمارات غير مجدية والترويج لها مضيعة للوقت؟. «الترويج وحده لا يكفى، بل لابد أن نلمس هذا الاستثمار» بهذه العبارة بدأ الدكتور فرج عبد الفتاح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة حديثه واصفا زيارة وزيرى الاستثمار والتجارة لدول الخليج بأنها تهدف لجذب استثمارات جديدة، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى جذب الاستثمار فى القطاعات السلعية، وليس الاستثمارات الخليجية التى لا تخدم سوى الصفوة فقط، وانتقد «فرج» ما أكده وزير الاستثمار من ضرورة إتاحة المزيد من الضمانات والأراضى للخليجيين، موضحا أن الاستثمار المطلوب فى مصر يجب أن يكون لتحقيق التنمية، وأشار إلى أن الدول الخليجية تأثرت سلبا بالأزمة العالمية بما سينعكس على حجم الاستثمار الخارج منها، مؤكدا أن الاستثمارات الخليجية القادمة لمصر ستنخفض بسبب طول الفترة التى تحتاجها عملية احتواء الأزمة المالية العالمية، وهو ما سيجعل ما يروج له الوزيران هباء لا طائل من ورائه. عادل العزبى نائب رئيس شعبة المستثمرين باتحاد الغرف التجارية، أكد أن الاستثمارات الخليجية تأثرت بشكل كبير بالأزمة العالمية وهو ما يؤثر بالطبع على الاقتصاد المصرى، واصفا زيارتى رشيد ومحيى الدين ب «البروفات» التى نستطيع من خلالها مناقشة تداعيات الأزمة العالمية فقط دون تغيير الوضع القائم، وانتقد «العزبى» دور البنوك التى تجرى وراء هذه الاستثمارات والتى تقدم لها العديد من التسهيلات. أما الدكتور حازم الببلاوى المفكر الاقتصادى فيرى أن ما تحتاجه مصر أكبر بكثير من جذب الاستثمارات الخليجية التى نتهافت عليها الآن فى كثير من القطاعات خاصة فى مجال العقارات أو السياحة، كما أن الاستثمار فى مصر يحتاج إلى مزيد من المقومات للرقى به لأننا لن نستطيع فى ظل المقومات الحالية جذب الاستثمار من أى مكان وليس من المستثمر الخليجى فقط. لمعلوماتك.. ◄ 235 مليار دولار حجم الاستثمارات الخليجية فى مصر