أكدت دار الافتاء عدم جواز اسقاط الجنين وتحريم الاجهاض تحريما قطعيا باتفاق الفقهاء والعلماء اذا بلغ عمر الجنين في بطن أمه مائة وعشرين يوما وهي مدة نفخ الروح فيه وانه في حالة اسقاطه يعتبر قتلا للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. وأكدت الدار ردا علي طلب لجنة الشئون الصحية بمجلس الشعب برئاسة د. حمدي السيد حول بعض الفقرات الخاصة بالاجهاض في مشروع قانون المسئولية الطبية ان تشوه الجنين لا يسوغ الاجهاض ولا يعطي الحق في الاعتداء علي النفس الإنسانية وانه يجوز شرعا اسقاط الجنين حفاظا علي حياة الأم وصحتها. وأوضحت انه بمراجعة الآراء المختلفة لعلماء المذاهب الفقهية الشرعية المعتبرة فإن الرأي الراجح انه يحرم الاجهاض مطلقا سواء قبل نفخ الروح أو بعده إلا لضرورة شرعية بأن يقرر الطبيب الثقة ان بقاء الجنين في بطن أمه في خطر علي حياتها أو صحتها، في هذه الحالة يجوز شرعا اسقاطه مراعاة لحياة الأم وصحتها المستقرة وتغليبا لها علي حياة الجنين غير المستقرة. وأشارت دار الافتاء إلي انه يستوي في الحرمة الشرعية القاطعة للاجهاض بعد الأشهر الأربعة ما اذا كان الحمل مشوها من عدمه وان تشوه الجنين لا يسوغ الاجهاض إلا اذا رأت لجنة من الأطباء المتخصصين ان بقاء الحمل فيه خطر مؤكد علي حياة الأم فإنه يجوز الاجهاض سواء كان مشوها أم لا. كما ذهب إلي ذلك علماء الفقه الإسلامي في القرار الصادر عن المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة انه: »اذا كان الحمل قد بلغ 120 يوما لا يجوز اسقاطه ولو كان مشوه الخلقة، إلا اذا ثبت بتقرير لجنة من الأطباء المختصين ان بقاء الحمل فيه خطر مؤكد علي حياة الأم فعندئذ يجوز اسقاطه سواء أكان مشوها أم لا، دفعا لأعظم الضررين.