المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين - المبادرة العربية ماتت في اليوم التالي لصدورها وحلم " الوحدة" بعيد المنال - الحكام العرب أعطوا توقيعاتهم علي بياض لكل المبادرات بترجيح كفة إسرائيل الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين قال في حواره مع " مصر الجديدة " إن الوحدة العربية امر بعيد المنال و لايكفي ان نكون عربا حتي نقف كالبنيان المرصوص و ان وحدة المواقف هي التي تخلق وحدة الصف ، وأضاف المشكلة لا تكمن في الشمل المبعثر بل في المواقف المتناقضة ، وان القمم العربية بعد جمال عبد الناصر في النازل ، وان الوحدة العربية حلم بعيد المنال ، وان المبادرة العربية ماتت في اليوم التالي لصدورها وفيما يلي نص الحوار: ** بداية ما هو تعيقك علي القمة العربية الأخيرة ؟ - لا شيء ولا جديد؛ لان مواقف الطرفين- فتح وحماس- ما تزال علي حالها وقد يهدي الله الجميع بعد استفحال التحدي الاسرائيلي علي النحو الذي نراه لكن حتي هذه الهداية لن تنقلهم الي خندق الممانعة او المقاومة وكل ما نتمناه منهم ان (ينقطونا بسكاتهم) فهذا أفضل وأجدى. ** هناك من يري أن القمم العربية لا جدوى منها ولا ينتظر منها الخروج بأي قرارات قوية او فاعلة فما رأيك ؟ - القمم العربية بعد عبد الناصر يمكن اختصار نتائجها بكلمة واحدة (في النازل) وكل قمة أسوأ من سابقتها. ** نحتاج إلي لم الشمل العربي فهل يمكن للقمم القادمة أن تسهم في هذا؟ - المشكلة لا تكمن في الشمل المبعثر بل في المواقف المتناقضة، ومن هنا يستحيل ان يختلط الزيت بالماء، ولا يكفي أن نكون عربا حتي نقف كالبنيان المرصوص، بل وحدة المواقف هي التي تخلق وحدة الصف، ومع هذا فأنا أتمنى وليس علي الله ببعيد ان تتمكن القمم القادمة من استعادة التضامن العربي وتوفير موقف عربي قوي وموحد في وجه التحديات الصهيونية. ** معنى هذا أن الوحدة العربية أمر يصعب تحقيقه؟ - الوحدة العربية أمر بعيد المنال وما يتمناه كل عربي هو ان نستعيد التضامن العربي في سبيل موقف عربي قوي وموحد حتي يحسب الصديق والعدو لنا نحن العرب حسابا. ** بالرغم من اعتلاء القضية الفلسطينية قمة أولويات القمم العربية- ولكن لا جديد- لماذا؟ - هم يعالجون القضية الفلسطينية بالكلام كما عودونا علي أن أمر تخفيض سقف المبادرة العربية بمعني جعلها تميل أكثر فأكثر لصالح إسرائيل- لم يعد ممكنا. ** عمرو موسي أعلن أكثر من مرة عن موت المبادرة العربية فهل توافقه علي هذا؟ - المبادرة العربية ماتت في اليوم التالي لصدورها حين صفع شارون العرب باجتياحه الضفة الغربية والغريب أن حكام العرب اعطوا صوتهم وتوقيعهم علي بياض لكل المبادرات العربية التي ظهرت بعد ذلك واشهرها خارطة الطريق التي تبغي تفكيك البني التحتية للمقاومة الفلسطينية فكيف لك وانت صاحب مبادرة ان تدير الظهر لها وتعطي صوتك لمبادرات أخرى ثم تعود لتتعامل بها ان الاهلية لتقديم أي مبادرة تتطلب ثلاثة شروط أولها أن يكون صاحب المبادرة محتفظا لنفسه بالمسافة نفسها بينه وبين كلا طرفي الصراع، والشرط الثاني يتمثل في تقدير صاحب المبادرة بأن مبادرته متوازنة وستكون مقبولة من طرفي الصراع، ويبقي الشرط الثالث وهو قدرة صاحب المبادرة علي معاقبة أي طرف يخرج عليها، وقد خرج شارون علي هذه المبادرة بعد 24 ساعة عليها ولم يحاكمه أي حاكم عربي بل عاقبوا عرفات وتركوه يقتل علي النحو المعروف. ** دعني أسالك إذا كان الرئيس عباس قد انتهت ولايته الشرعية، والحكومة المنتخبة تمت إقالتها فكيف مُثِّل فلسطين في قمة لبيبا؟ - الذي كان من المفترض أن يمثل فلسطين في القمة العربية حين تنتهي الولاية هو رئيس المجلس التشريعي، لأنه هو الذي يحل مكان الرئيس إلى حين انتخاب رئيس اخر، ومن سخرية القدر ان وزراء الخارجية العرب أعطوا التمديد لعباس في نوفمبر الماضي، وهو أمر خارج اختصاصهم ولاتزال دول المهاودة والغرب واسرائيل تتعاون مع عباس باعتباره رئيسًا ولأن رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك معتقل فإن نائبه أحمد بحر هو الذي سيحل محل رئيس السلطة المنتهية ولايته، والمشكلة أن النائب غير مسموح له بالخروج من قطاع غزة، وأنا أتمني أن يكون هناك مقعد واحد شرعي لفلسطين، والرئيس عباس يحضر القمم وقد انتهت ولايته، وبذلك نكون قد أجهزنا علي أي ملمح شرعي أو ديمقراطي فلسطيني بعد كل الضربات التي كيلت للشرعية الفلسطينية منذ اعتقال إسرائيل أعضاء المجلس التشريعي قبل نحو سنتين ونصف.