عج السوق خلال الأسبوع الحالي بالأخبار والوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي تتراوح بين المطالبة بإنقاذ البورصة بإقالة رئيسها ومُحاسبته إلى وقفات احتجاجية ضد شركات بعينها ولصالح أسهم تم التلاعب بها أو فيها وكان على رأس هذه الأسهم سهم أجواء وسهم النيل للكبريت وليفت سلاب وغيرها من الأسهم التي أوقفت أو تم التلاعب بها والضغط عليها – من مجلس إدارتها أو من الهيئة- ليخسر الناس أموالهم أكثر مما خسروه خلال الأزمة المالية. و كانت "مصر الجديدة" أول من تناول هذه الأحداث لحظة بلحظة وقمنا بمؤازرة ضحايا البورصة ودعمهم حتى نجحت الوقفة الاحتجاجية الأخيرة في القيام بتحركات فاعلة ضد المتلاعبين وتقديم بلاغ للنائب العام ضد رئيس هيئة البورصة ومجلس إدارة شركة أجواء والتقدم بشكوى لرئيس الرقابة المالية لنفس الأسباب والغرض. افتتحت البورصة الأسبوع الحالي بهبوط دامي خسر فيه المؤشر الرئيسي أكثر من 400 نقطة في ثلاث جلسات كان من نصيب جلسة الأثنين فقط 200 نقطة كاملة حتى عادت أسعار بعض الأسهم لما كانت عليه عندما كان المؤشر يتحرك بين 3500 و 4000 نقطة في أسوأ قيعان الأزمة المالية. هذا الهبوط الحاد دفع بمؤشرات السوق للخروج من اتجاهها الصاعد الضعيف إلى هبوط واضح مع تكوين قنوات هبوطية واضحة تحركت فيها مؤشرات السوق حتى الجلسة الأخيرة من الأسبوع. أما أسباب الهبوط فتراوحت بين تهديدات ماجد شوقي وتدخلاته المستمرة في آليات السوق التي أكد –هو نفسه- مراراً وتكراراً انه من الخطأ التلاعب بها.. أيضاً انتشار الإشاعات عن صحة الرئيس وما دار حول هذه المسالة من غموض والحديث عن إزالة القناة المرارية ثم الحديث عن إزالة ورم حميد. على نفس الصعيد ظهر جلياً أن مبدأ الخطف السريع وجني الأرباح العنيف هو ما تحكم في السوق خلال الأسبوع الأخير وبالتأكيد خلال الأسابيع الست الأخيرة .. وهو ما يرجع لانعدام الثقة وتوقع الأسوأ دائماً مع انتظار تدخل جديد لرئيس البورصة في أي وقت وبدون سابق إنذار. عاني السوق طوال الأسبوع من استمرار ضعف قيم تداول السوق حيث عجز طوال الأسبوع في تجاوز حاجز المليار ماعدا جلسة الخميس التي ارتفع فيها فوق المليار بستة ملايين جنيه فقط .. وارتفاع قيمة تداول جلسة الأربعاء عن المليار وتحقيق 1.3 مليار جنيه ارتبط بجني الأرباح وهبوط الأسهم أكثر مما ارتبط بالتحسن والارتفاع... وبالتالي فهو ارتفاع يُحسب ضد السوق وليس له لكونه ارتفاع في جلسة جني أرباح وتراجع وتوتر. أيضاً وعلى مستوى مؤشرات السوق فقد فتح EGX30في جلسة الأحد عند 6769.08 وأغلق في جلسة الخميس عند 6610.42 بتراجع قدره 158.66 نقطة خلال الأسبوع الحالي وهو ما يُمثل تراجعاً نسبته 2.3% تقريباً من قيمة المؤشر. أما EGX70 فقد خسر 47.8 نقطة وهو ما يُمثل فقداً نسبته 6.8% تقريباً من قيمة المؤشر .... حيث افتتح الأسبوع عند 719.59 وأنهى الأسبوع عند 671.79. نظرة تحليلية : ارتفاع مؤشرات السوق والأسهم تُظهر بعض التعافي في آخر جلسات الأسبوع نجح مؤشر البورصة EGX30 اليوم في تخطي عقبة مقاومته عند 6600 بعد أن فتح على هبوط اختبر فيه خط الدعم 6500 وارتد من هناك ثم ارتفع حتى نهاية الجلسة دون أي تراجعات حتى أغلق عند أعلى رقم له عند 6610...بذلك يكون المؤشر قد نجح في الإغلاق فوق مقاومته عند 6600 إلا أن ليس بالكسر المؤكد بعد ولابد من تأكيد الكسر في جلسة الأحد والاثنين على الأقل وبالتالي استهداف 6650 ... وبكسر هذه المقاومة وتخطي 6670 والاستقرار فوقها نتوقع للمؤشر أن يدخل في مرحلة جديدة من التحسن. جدير بالذكر أن السوق قد تحول اليوم من حالة الهبوط إلى الارتفاع والتماسك مع ظهور أخبار عن تأجيل طرح أسهم أوراسكوم تليكوم في بورصة لندن إلى السادس والعشرين من الشهر الحالي وبالتالي فُهم من السياق تأجيل طرح أسهم زيادة تليكوم في السوق المصري...ولكن بشكل عام مازال السوق ينتظر 4 طروحات تستعد لنزول السوق خلال الأسبوع القادم ومنها أسهم زيادة البنك الوطني للتنمية من 1.5 مليار جنيه إلى 1.75 مليار جنيه. على مستوى EGX70 فمازال المؤشر يتحرك في قناة هابطة ضيقة للخروج منها لابد من كسر خط 675 بقوة وتأكيد الكسر والاستقرار فوقه .. وهو الخط الذي تراجع من عنده المؤشر في جلسة الأربعاء وعجز اليوم عن العودة له أو حتى ملامسته. أما على مستوى أسهم السوق فقد عاد الكثير منها إلى مستويات قريبة لما كان وصل إليه في بداية جلسة الأربعاء قبل جني الأرباح والتراجع دون اختراق مقاوماته عند هذه الأسعار وهو ما يُنبىء بجني أرباح وشيك. جدير بالذكر أن شريحتي العرب والأجانب اليوم مالت نحو الشراء في حين أن شريحة المصريين اتجهت نحو البيع بضغط من بيع الأفراد مُقابل فارق شراء محدود من المؤسسات. بشكل عام مازال عزم السوق وقدرته على الارتداد محدودة مع ظهور موجات بيع عنيفة تأتي بعد كل جلسة ارتفاع مهما كان الارتفاع محدوداً وهو ما يدفعنا للحذر من التسرع في الدخول في الأسهم التي ارتفعت بشكل واضح خلال جلسة نهاية الأسبوع خاصة مع توقع ظهور جني أرباح جديد بحد أقصى في جلسة الاثنين ليبدأ السوق في تصحيح جديد بإذن الله.