مقالات القراء للمرة السبعين على التوالي التي يقوم وزراء خارجية أمريكا بزيارة المنطقة تكرارًا مطابقًا لما سبق ومعهود لما مر ومألوف لما انخرق, وهو نفس اللحن منذ عهد اليهودي ترومان الكسنجري الذي قدم الوعد السرابي لمئات المرات، إلا أنه وبتصريح أوباما الذي قال فيه: "إنني كنت متفائلا أكثر من اللازم حول أزمة الشرق الأوسط" جعل عملية السلام برمتها تتحول إلى سراب يحسبه الظمآن ماء، وإلى وعود واهمة منتظرة ستتحقق مع قدوم المهدي المنتظر".وهذا التصريح جاء مفسرًا لشكوك وانتظار دام 61 عامًا لمسرحية "المؤتمر الدولي للسلام" الذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية مرارًا، والذي تعاقبت البعثات ألأمريكية للمنطقة من أجله, الذي كان مجرد كلام لا جدول أعمال واضح "lips services", ولا برنامج لحل شامل ونهائي لا جدول زمني ,ولا حراك دولي بل صمت مطبق , وهذا يبرهن الموقف المعهود لقادة إسرائيل و حكوماتهم أن لا دخول في التفاصيل، ولا بحث في قضايا المرحلة النهائية, يريدون مفاوضات على أساس ( سلام مقابل سلام), كيف؟ متى؟ أين؟ لا مجيب.والسؤال عن هذه المفردات (القدس, اللاجئين, التعويضات) بدعة, وإذا ما طالبنا (العودة) فذلك كفر بواح. وتعمل إسرائيل على توسيع دائرة الدول التي لا يترتب على تطبيع علاقاتها معها أي ثمن (لا أرض ولا حقوق ولا تعويضات ولا حق العودة) ثم إيهام هذه الدول بعزم إسرائيل وصدق نواياها الكاذبة تجاه السلام. كل من أعضاء المجتمع الدولي وهيئة الأممالمتحدة يقوم بدور "رش على الموت سكر" كما يقول المثل الشعبي, فلا السكر أعاد للميت حياته، ولا أصبح الموت حلوًا برشه بالسكر.فإسرائيل قررت وأعلنت بصوت عالٍ انه لم يحن بعد وقت الحديث عن الحلول, وان أبطال مسرحية السلام لم تكتمل بعد.وفي تصريح للسابقة كونداليزا رايس قالت: "إن واشنطن منشغلة بقضايا أكثر أهمية من مؤتمر السلام" ونحن نعلم أن سياسة البيت الأبيض سياسة مرسومة وتتابعية ولا يستطيع أوباما أن يحرك ساكنًا بلا رغبة إسرائيل, والكل يعلم أطماع إسرائيل التوسعية الحدودية والوجودية واليهودية, وخير دليل تحرش نتنياهو فعليا بسوريا ولبنان حاليًا وإطلاق إشاعات الفتن بين الفينة والفينة حول الوطن البديل ومصير الفلسطينيين في الشتات.فلم هذا اللهاث وراء السراب والأحلام والأماني إذن؟ لا أقول تشاؤمًا متى ستحظى المنطقة بفرصة السلام الضائع؟ بل أقول متيقنًا مؤمنًا: "لا سلام على الإطلاق في هذه المنطقة؟بل هو عالم الوهم وفي كل عام نقيم الحجة على إسرائيل وأعوانها لنبرهن للعالم أجمع على رغبتنا في السلام, وهو الإصرار على الفشل للتوصل لإنهاء الاحتلال والعودة لقرارات الأممالمتحدة 159/242/1967، وهذا محال أيضا.إنه الوطن المغتصب والسلام الضائع[email protected]