سيطرت الخلافات الداخلية على أحزاب المعارضة الكبرى قبل ساعات من انطلاق مؤتمر ائتلاف الاحزاب الكبرى الذى يضم "الوفد والتجمع والناصرى والجبهة الديمقراطية" الذى يبدأ صباح اليوم السبت- ويستمر ثلاثة ايام. فقد شهدت الاحزاب الكبرى حالة من الغليان الداخلى والانشقاقات قبل انعقاد المؤتمر بساعات قليلة، فقد شهد حزب الوفد الذى ينظم المؤتمر انقساما داخليا خطيرا حول الدكتور محمد البرادعى وامكانية دعم الحزب له فى الانتخابات المقبلة. وتشير المصادر الى انقسام الوفد الى تيارين الاول يتزعمه محمود اباظة رئيس الحزب ومنير فخرى عبد النور سكرتير عام الحزب والتيار الثانى يقوده المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفى للحزب وفؤاد بدراوى نائب رئيس الحزب، وفى الوقت الذى يدعو فيه التيار الاول لضرورة البعد عن دعم البرادعى او حتى مجرد التفكير فى ذلك شكل التيار الثانى جبهة قوية تدعو لدعم البرادعى وهى الجبهة التى استطاع الطويل وبدراوى تشكيلها بمساندة جبهة وفديون ضد التوريث ، وتدعو هذه الجبهة لضم البرادعى للحزب والدفع به فى الانتخابات الرئاسية المقبلة،وهو التوجه الذى يرفضه اباظة وعبد النور على الرغم من انهما حاولا ضم البرادعى للوفد مسبقا الا ان الاخير لم يبد مرونة فى هذا الطلب. وعلى صعيد الحزب الناصرى فيعانى من خلافات طاحنة ايضا نظرا لرغبة الشباب فى دعم البرادعى وهو ما ترفضه معظم قيادات الحزب. ولا يقل الامر سخونة داخل حزب التجمع الذى تشكلت فيه جبهة قوية ترى ضرورة الاستعانة بالبرادعى ودعمه وضمه للمكتب الرئاسى للحزب على خلاف رغبة الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب وهو الامر الذى ينذر بانشقاق كبير داخل بيت اليسار المصرى. ويبدو ان الامر مستقر قليلا داخل حزب الجبهة الذى اعلن مرونة واسعة فى التعامل مع امر دعم البرادعى ويكفى للتدليل على ذلك ما فعله الدكتور اسامة الغزالى حرب رئيس الحزب حينما تقدم باقتراح دعوة البرادعي أثناء مناقشة الأسماء المرشحة لحضور المؤتمر، لكن الاقتراح واجهه اعتراض شديد من قبل »رفعت السعيد« رئيس حزب التجمع و»محمود أباظة« رئيس حزب الوفد مؤكدين أن »البرادعي« ليس رجل سياسة ولا يعرف شيئاً عن المجتمع المصري ومشكلاته ولن يفعل شيئاً من الناحية العملية. وعلى صعيد الاشكاليات الاخرى تبقى الاشكالية الكبرى والمتعلقة باختلاف ائتلاف الاحزاب الكبرى حول التعامل مع الاخوان ففى الوقت الذى يرحب فيه حزب الجبهة الديمقراطية على التحالف مع الاخوان ولا يمانع الناصرى فى ذلك يقف حزبا الوفد والتجمع ضد هذا الامر ويرفضانه تماما، وهو الامر الذى ينذر بفشل المؤتمر وربما فض الائتلاف.