ثمة فجوة عميقة بين الوطن واالمواطن ، أدت إلى التراجع و غياب المبادرة والإستسلام للأمور المفعولة والتخلى عن الدور وفقد الأمل بالإصلاح حيث تتلاشى القيم وتبخس القيمة وتُفقد الثقة تلك الفجوة هى المواطنة. المواطنة ليست بالضرورة إنتماء و لكن الإنتماء هو مواطنة فى أعلى مارتبها ؛ فهو حالة وطنية لا شعورية تكونت فى ماضى ولابد أن تكون بداخلك ولكى تكون تلك الحاله فاعلة فى الحاضر عاملة للمستقبل فى وطن يسعى لخلق مواطن يبنى ولايهدم، موطنا مؤمناً واعياً بحقيقة الإنتماء لاغياً كل الإنتماءات لدين أو مذهب أوعرق أو لون أو جنس . تعبر المواطنة عن تلك العلاقة الحميمة بين الفرد والدولة أى الدولة لمواطنيها ، ثقافة المواطنة هى ثقافة للحياة بأبعادها ورموزها ومعانيها المتنوعة ، وهى إحساس الإنسان بالإهتمام والرغبة فى المشاركة من جانب والشعور بالمسئولية من حانب أخر ، هى ثقافة ممارسة الحقوق وأداء الوجبات والثقة فى صنع المستقبل . ثقافة المواطنة أو الوعى بها هى نقطة البدء والمشاركة تبقى المرحلة الوسيطة للشعور بالإنتماء والمساواة ؛فالإعلام بكل وسائله لا يمكن فصله عن حياتنا المعاصرة وليكن الإعلام النقطة التى تجمع ضلعى مثلث قاعدته وطن ومواطن ، للإعلام دور فاعل بكل وسائله لغرس الروابط الوثيقة بين الوطن والمواطن وتعميق الوعى وإرساء الحوار والتفاهم من خلال التواصل والإندماج مع المجتمع ، فالحرية فى الإعلام حق من حقوق المواطنة والإتصال والمعرفة والتفكير والإبدع والتعبير عن الرأى حق من حقوق الإنسان. الإعلام ليس وعظاً أو إرشاداً ، فقد تخطينا هذه الطريقة التى لم تعد مجدية مع مواطن من جيلٍ ثالث بكل تقنياته وحداثته ، نحن بحاجة إلى تربية إعلامية لغرس تلك الثقافة المفقودة لتكوين مهارات وقدرات لدى الأفراد لتواصل والمشاركة الإيجابية فى حياة سياسية واجتماعية ، وجيل يؤمن بوطنه ومجتمعه وسلامته ومصلحته واعيا لحقوقه مؤدياً لواجباته. ليس الحلم واحد أو الهدف واحد ،إنما الهم واحد ومشترك ، ثقافات تنتشر الفساد والإستغلال والمصلحة الشخصية، وتغيب أخرى الإصلاح والإتقان و المصلحة العامة، ولكى تعلو ثقافة المواطنة على كل هذه الثقافات الفرعية ونتجاوز بها المصاعب والتحديات أملاً فى أمان وسكينة وسلام وطمأنينة ؛ وبإرادة إنسانية يقودها قولاً مأثوراً "لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا مابأنفسهم".