سياسة الجدر العازلة والفاصلة سياسة ليست بالجديدة على إسرائيل بل هى سياسة يهودية المنشأ والأصل إنتهجها اليهود عبر تاريخهم منذ قديم الأزل وما زالت هى سياستهم فى العصر الحديث ، فتاريخ إسرائيل فى المنطقة العربية يعبر أيما تعبير أن هذه السياسة تمثل فكر ومنهج إسرائيل مع العرب ظنا منها أنها تتحصن وراء هذه الجدر وأنها تستطيع أن تحاصر المقاومة وتقمعها خلف هذه الجدر وأن الجدر التى تقيمها لتحاصر بها الفلسطينيين داخل أراضيهم ستحميها وتضمن لها البقاء أبد الدهر على الأرض الفلسطينية التى إغتصبتها دون حق ، فكان الجدار العازل ، وكانت الحواجز والمعابر الإسرائيلية داخل الأراضى الفلسطينية وكانت المستوطنات والمواقع العسكرية المنتشرة فى كل فلسطين وإسرائيل بكونها كيان محتل قد تنتهج كل الأساليب غير الشرعية والإجرامية بل والوحشية ضد الشعب الفلسطينى صاحب الأرض وصاحب الحق ولا تبالى بعواقب هذه الأساليب سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى وهذه نتيجة طبيعية فالتواجد غير الشرعى ينتج عنه ممارسات غير شرعية. قد يقتنع العقل بأن ما تقيمه إسرائيل من جدر هى ممارسات عادية بالنسبة لإسرائيل كمحتل ويخطىء من يظن أن أى محتل سواء كان إسرائيل أو غيرها سيكون رحيما ودودا راعيا لحقوق الشعب الذى غصب أرضه وثرواته وقتل وشرد واعتقل وسجن أبنائه . ولكن الغريب الذى لا يقبله العقل أن تقام الجدر الفاصلة والعازلة بين الأشقاء أصحاب التاريخ الواحد والعرق الواحد والديانات الواحدة بل وأصحاب المصير الواحد الذى يعد كلا منهما عمقا أمنيا إستراتيجيا للآخر ، قوة كل منهما تعد قوة للطرف الآخر واستقرار كل منهما داعم لاستقرار الآخر. لقد دهش العالم كله من إقامة مصر للجدار الفولاذى بينها وبين غزة الذى سيحكم الحصار الإسرائيلى على شعب غزة ويقطع عليه شريان الحياة الأخير المتبقى له ليمكن إسرائيل من الضغط على أهل غزة وإذلالهم للقبول بكل شروط المصالحة الفلسطينية أو شروط التسويةمع إسرائيل وإلا تعرض مليون ونصف مليون إنسان للإبادة البطيئة ، وفى الوقت نفسه يهدد الأمن القومى لمصر بكل أبعاده . على عكس ما تدعيه السلطات المصرية أن الجدار حماية للأمن القومى المصرى وهو ما ثبت كذبه من خلال المتخصصين. والسؤال الآن كيف تمكنت إسرائيل من التأثير على السلطة المصرية لتنسى كل الروابط التى تربط مصر بفلسطين وبأى شىء أقنعتها للتنازل عن كل القيم الإنسانية والدينية فتفعل مثل هذا الفعل ، وكيف وبهذه البساطة يتحول العدو إلى صديق نعمل لصالحه ونسعى لحمايته ولكن ممن ؟ ؟ من الجار والأخ والصاحب والر فيق !!! بل وكيف أقنعت إسرائيل السلطة المصرية بأن تنتهج نفس أسلوبها فى الزيف والتضليل فصارت تخرج على الناس بتصريحات كاذبة ومعلومات ملفقة حول الجدار وضرورة بنائه رغم كل أضراره المترتبة على غزة ومصر معا. إن نجاح إسرائيل وصل لمرحلة أن تعمل السلطة المصرية بسياسة إسرائيلية وأن تتبع أسلوبا إسرائيليا فى التعامل مع الأمور وفى النهاية تصب كل النتائج لصالح إسرائيل وإسرائيل وحدها لقد عرفت إسرائيل وأمها الرؤوم – أمريكا – كيف تسيطر على عقول الحكام العرب وكيف تمتلك قراراتهم السيادية فبين متواطىء ، وبين صامت ، وبين متغافل ، وبين متعاون ، وبين راضخ للمطالب والأوامرالإسرائيلية الأمريكية بنى الجدار الفولاذى واستمر حصار شعب غزة العربى وصمت الجميع تجاه ما يحدث على أرض فلسطين وما تتعرض له القدس مدينة المقدسات وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك الكرة الآن فى ملعب الشعوب لو أنهم أدركوا حقيقة المخطط الصهيوأمريكى فى المنطقة العربية ولو أنهم أدركوا أيضا الدور المطلوب منهم جميعا رجالا ونساء للتصدى لهذا المشروع الذى سيطر على الوطن العربى بكامله ، ثم تعاونوا جميعا لمقاومةهذا المشروع فى كل البلدان العربية لما تمادى الحكام فى تواطئهم مع عدو لا يرقب فى أمة العرب إلا ولا ذمة.