قال تسفي برئيل محلل الشئون العربية في صحيفة هاارتس ان الاجواء الاحتفالية التي تعيشها مصر حاليا على اثر فوزها ببطولة كاس الامم الافريقية هي محاولة الهاء سياسي للجماهير المصرية من قبل النظام الحاكم ، واضاف : الاحتفالات التي تشهدها مصر ، ورقصات علاء وجمال مبارك فرحا بتحقيق الكأس وما صاحبها من سيل من المانشيتات الصحفية في الصحف المصرية لم تخف فشل النظام السياسي المصري ، وانه يتخفى وراء انتصارات ليس مسئولا عنها بدلا من التعامل المباشر مع المشكلات التي يئن تحتها المجتمع المصري ، واشار انه في البطولات التي يخفق فيها المنتخب المصري في تحقيق اي انتصار رياضي لصالح مصر ، تشن المعارضة المصرية هجوما عنيفا على الرئيس مبارك ، وتشير الى ان النظام الحاكم في مصر قد فشل حتى في اقامة منتخب كروي قوي ، ثم تضع هذا الفشل الى جوار بقية الاخفاقات التي يعيش فيها النظام الحاكم في مصر من انهيار المنازل التي بنيت من دون بنية تحتية مناسبة وحوادث القطارات إلى الحالة المذرية للمستشفيات أو مستوى التعليم في المدارس الثانوية ، وغيرها . واوضح ان صحف المعارضة الحكومية والتي تحصل في الاساس على تصريح من الحكومة بتوجيه النقد لها ، تعرف جيدا حدود الخط الاحمر ، وتعمل جاهدة على عدم تجاوزة ، وهذه الاجواء يجيد الرئيس مبارك التعامل معها بصورة جيدة ، واما بالنسبة للصحافة الخاصة فان صحفييها ورؤساء تحريرها قد يصل مصيرهم الى السجن او اغلاق الجريدة في حال توجيه نقد شديد للحكومة . واكد برئيل على ان التهديد الاساسي الذي يخشاه النظام الحاكم في مصر ياتي من وسائل الاعلام التي لا تخضع لسلطة الدولة ، وتمتلكها بعض الدول العربية الاخرى ، وعلى راسها قناة الجزيرة القطرية ، التي تستحوذ على نسبة مشاهدة تصل الى حوالي 75% من اجمالي المشاهدين العرب الذين يبلغ تعدادهم حوالي 200 مليون مشاهد ، بالاضافة الى ان قناة الجزيرة تخاطب شرائح مختلفة من المشاهدين العرب ابتداء من قنوات والطفل وحتى القنوات الرياضية والاخبارية ، وهو ما يجعل النظام المصري وبعض الانظمة العربية الاخرى كالسعودية مثلا تخشى من عدم قدرتها على السيطرة على المشاهد الذي يعيش في اراضيها ، وذلك لان معظم وسائل الاعلام المصرية تعمل على كسب وليس تعزيز الجانب الايديولوجي لدى المشاهد بعكس الجزيرة التي استطاعت السيطرة على عقول النشئ الصغير ، وهو ما يعني سيطرتها الايديولوجية على شباب الغد بما يعني ضعف وسائل الاعلام المصرية في السيطرة على المشاهد المصري . وفيما يتصل بدعم النظام القطري لقناة الجزيرة ، قال برئيل ان قناة الجزيرة لم تستطع توفير الاموال اللازمة لاستمرارها من خلال الاعلانات ، وهو ما دفع الاسرة الحاكمة في قطر الى تمويلها ، ولكن هذا الوضع لن يستمر طويلا ، خاصة بعد الصفقة الاخيرة التي استحوذت فيها على قنوات ايه ار تي لتوسيع نطاق نفوذها الاعلامي داخل السعودية ذاتها التي ترى في الجزيرة عدوا اخطر من ايران ، وهو ما يعني احكام قطر قبضتها على اكبر شبكة قنوات فضائية في الوطن العربي وهو ما يعني استمرار وتنامي نفوذها الاعلامي والسياسي داخل الشعوب العربية