تطلق اسطنبول سلسلة من التظاهرات الفنية بصفتها "عاصمة للثقافة الأوروبية" للعام 2010 مع مدينتي ايسن الألمانية وبيش المجرية، في خطوة تشكل فرصة لتركيا لتأكيد تجذرها في اوروبا. وكانت اسطنبول اختيرت من قبل الاتحاد الاوروبي في 2006 "عاصمة للثقافة الاوروبية" 2010. وهي اول مدينة تركية تحمل هذا اللقب. ويأمل القيمون عليها باستقطاب نحو عشرة ملايين زائر لمتابعة نحو 170 حدثا ثقافيا مرتقبا. في المقارنة فقد استقبلت عاصمة الامبراطوريتين الرومانية والبيزنطية والعثمانية السابقة سابقا 7,5 ملايين سائح في العام 2009. من جهة اخرى رأى سينجيز اكتار الخبير في العلاقات التركية والاتحاد الاوروبي في جامعة اسطنبول بهجه شهير ان لهذه التسمية بعدا سياسيا لا سيما ان عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي التي انطلقت في العام 2005 لاقت رفضا من قبل دول اعضاء عديدة مثل فرنسا والمانيا. وقال المحلل احد المبادرين الى ترشيح اسطنبول لنيل هذا اللقب "لا شك ان هناك رابطا بين هذا اللقب (عاصمة اوروبية) وعملية انضمام تركيا الاوروبية، اذ يفسح المجال لاظهار تركيا في اوروبا واوروبا في تركيا". ومن المنتظر احياء العديد من الحفلات الموسيقية والنشاطات الى اطلاق العاب نارية السبت في هذه المدينة الكبيرة. ويرتقب ان تستقبل العديد من المتاحف الزوار حتى منتصف الليل. وينتظر مشاركة نحو خمسة آلاف مدعو في حفل الاستقبال بحضور الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان. وسيمثل وزراء من عشرين بلدا دولهم في حفل الاستقبال وفق ما افاد المنظمون. وكان الامبراطور الروماني قسطنطين اسس مدينة القسطنطينية المعروفة حاليا باسم اسطنبول في العام 330، وهي مدينة كبيرة يقطن فيها 14 مليون نسمة وتمتد مساحاتها عشرات الكليلومترات حول مضيق البوسفور الذي يفصل اوروبا عن آسيا والذي يمثل جسرا بين الثقافتين. وكانت وكالة "اسطنبول-2010" المكلفة بوضع برنامج العاصمة الثقافية ادرجت في برنامجها 520 مشروعا ثلثيها يعنى بابراز اهمية الارث التاريخي والثلث الآخير يشمل تظاهرات فنية، على ما أفادت "وكالة الاناضول الصحافية" نقلا عن يلماز كورت الامين العام لوكالة "اسطنبول-2010". وبين الاحداث المنتظرة "متحف البراءة" في يوليو الذي وضع تصميمه الروائي اورهان باموك الفائز بجائزة نوبل للآداب، فضلا عن معرض "بيزنطيا في اسطنبول" سبتمبر- نوفمبر) الذي عرض في باريس ومهرجان المسرح الجامعي الاوروبي (مايو) والحفلة الموسيقية التي تحييها فرقة "يو2" الايرلندية سيبتمبر. وبذلك تحمل اسطنبول وايسن وبيش شعلة مدينتي لينز (النمسا) وفيلنيوس العاصمتين الثقافيتين للعام 2009.