طه اسماعيل : اعترف أن المنتخب المصرى حاليا ليس بقوة بطولة غانا وأن البطولة لن تكون سهلة عليه بكر : المنافسة على اللقب ستنحصر بين أربعة منتخبات هى كوت ديفوار، الكاميرون، نيجيريا، وغانا إكرامى: أتوقع أن تكون هناك مفاجآت خاصة من المنتخب الأنجولى صاحب الأرض
رغم الفوز المهم الذى حققه المنتخب الوطنى على نيجيريا بنتيجة 31و استحواذه على كأس الأمم الأفريقية فى ست مناسبات سابقة، منها لقبا البطولتين الماضيتين، يبدو منتخبنا الوطنى لكرة القدم بحاجة ماسة أكثر من أى فريق آخر للفوز بكأس الأمم الأفريقية القادمة، التى تستضيفها أنجولا فى الفترة من 10 إلى 31 يناير الجارى.. فالبطولة تأتى بعد أقل من شهرين على تلقى أحفاد الفراعنة واحدة من أكبر الصدمات فى تاريخهم، بعدما فقدوا فرصة ذهبية للتأهل إلى نهائيا كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وأهدوا بطاقة التأهل للمنتخب الجزائرى فى المباراة الفاصلة الشهيرة التى أقيمت فى السودان.
حسن شحاته، المدير الفنى للفريق والذى قاده للقب البطولة عامى 2006 و2008 عمد إلى تطعيم صفوف الفريق ببعض العناصر الجديدة، ولكن الهيكل الأساسى للفريق مازال كما هو، حيث يعتمد على أصحاب الخبرة الكبيرة، مثل حارس المرمى عصام الحضرى والمدافع وائل جمعة ولاعب خط الوسط أحمد حسن قائد الفريق والمهاجمين النشيطين محمد زيدان وعماد متعب، مع وجود بعض اللاعبين الجدد فى صفوف الفريق كمحمود عبدالرازق «شيكابالا» وأحمد رؤوف ومحمد ناجى «جدو» وغيرهم.
ولكن مشكلة الفريق الحقيقية تكمن فى غياب بعض عناصره المؤثرة بسبب الإصابة أو تراجع المستوى أو غيرهما من الأسباب، ويأتى فى مقدمة هذه العناصر نجم الأهلى محمد أبوتريكة ولاعب الزمالك عمرو زكى.. وأيضا يفتقد الفريق لجهود اللاعبين محمد شوقى «ميدلسبرة الإنجليزى» وأحمد حسام «ميدو» نجم الزمالك، حيث استبعدهما شحاتة من حساباته فى هذه البطولة لأسباب فنية وخططية متباينة.
المشكلة الأخرى التى تواجه أحفاد الفراعنة فى هذه البطولة هى وقوعه فى مجموعة تضم معه المنتخب النيجيرى العملاق، بالإضافة لمنتخبى بنين وموزمبيق الراغبين فى تفجير المفاجآت.. لذلك كان السؤال الذى يطرح نفسه.. هل الدفاع عن اللقب سيكون مهمة مستحيلة فى ظل الغيابات والحالة النفسية السيئة التى نعانى منها فضلا عن قوة المنتخبات المنافسة أم أن الفراعنة قادرون على ترسيخ اسمهم كأسياد للقارة السمراء؟
للإجابة عن هذا السؤال توجهت «مصر الجديدة» لبعض خبراء ومحللي كرة القدم المصرية الذين تفاوتت آراؤهم حول فرص الفراعنة فى التتويج إلا أن الغالبية أجمعت على صعوبة الحفاظ على اللقب فى ظل قوة وشراسة المنافسين، فضلا عن ظروف الإصابات والغيابات التى يعانى منها المنتخب الوطنى.
من جانبه أكد المدير الفنى السابق لمنتخب مصر الشيخ طه إسماعيل أن فرصة مصر فى إحراز لقب كأس الأمم الأفريقية ليست مستحيلة، مشيرا إلى أن كل ما يقال الآن عن البطولة هو مجرد تكهنات لأن البطل يولد فى البطولة نفسها ويكون الأفضل أداءً والأكثر توفيقا ويحصل على حقوقه الكاملة تحكيميا.
الشيخ طه اعترف أن المنتخب المصرى حاليا ليس بقوة بطولة غانا وأن البطولة لن تكون سهلة عليه، وتوقع أن يكون السقف الجيد لأحلام المنتخب هو الدور قبل النهائى.
وشدد الشيخ طه على أن العامل النفسى بعد الخروج من تصفيات كأس العالم هو الدافع الإيجابى للعودة بقوة فى كأس الأمم وليس عاملا سلبيا كما يشير البعض.. والعائق الوحيد الذى سيواجه المنتخب فى كأس الأمم هو التهديف، حيث ظهر بصورة واضحة خلال الدور الأول من مسابقة الدورى أن معظم الهدافين من اللاعبين الأجانب وأن الوحيد فى المنتخب المصرى الذى دخل قائمة الهدافين هو أحمد حسن بسبعة أهداف، فالمجموعة الموجودة حاليا قدرتها التهديفية ضعيفة مما يمثل صعوبة على سعى المنتخب نحو اللقب.
وعن الفارق بين بطولة هذا العام وبطولتى 2006 و2008 يقول الشيخ طه: فى 2006 كان هناك عاملا الأرض والجمهور وحالة معنوية غير عادية أدت لإحراز اللقب.. أما فى 2008 فكانت مصر الأفضل منذ بداية البطولة رغم عدم توقع الجميع لذلك، وبعد 2008 بدأ المستوى فى الهبوط، وأعتقد أن مصر الآن ليست الأقوى ولكنها باعتبارها البطل فهى دائما من ضمن المرشحين للمنافسة علي اللقب».
وتوقع بكر أن تنحصر المنافسة على اللقب بين أربعة منتخبات هى كوت ديفوار، الكاميرون، نيجيريا، وغانا بالإضافة لمنتخبنا، مشيرا أيضا إلى أن المفاجآت واردة خاصة من أنجولا البلد المضيف.
بكر قال إن مباراة منتخبنا الأول فى البطولة أمام نيجيريا لها عامل السحر، خاصة اننا نجحنا فى تحقيق الفوز بنتيجة طيبة كما حدث أمام الكاميرون فى بطولة 2008 واعتبر الحماس والروح المعنوية هما سلاحا الجهاز الفنى للفراعنة بقيادة شحاتة، مؤكدا أنهما عاملان تفتقدهما معظم منتخبات القارة، ورشح بكر منتخبنا الوطنى للوصول إلى المربع الذهبى، مشددا على ضرورة الفوز فى أول لقاء أمام نسور نيجيريا.
كرة القدم ليس لها معطيات بدليل حصول مصر على اللقب فى غانا 2008 رغم عدم توقع أحد ذلك وقتها، هكذا بدأ المحلل الكروى خالد بيومى كلامه.. موضحا أن هناك حالة من التشاؤم مسيطرة على الشارع الكروى المصرى فى ظل افتقاد المنتخب لعدة عناصر أساسية ومهمة للفريق، ففى الناحية التهديفية نحن نفتقد لأبوتريكة وعمرو زكى اللذين أحرزا وحدهما ثمانية أهداف فى البطولة السابقة.
بيومى يرى أن حظوظ المنتخب هذه المرة لن تتعدى دور الثمانية، مشددا على صعوبة المجموعة، خاصة أن الفريق الموزمبيقى الذى نعتمد على ضعفه فريق متميز يقوده مدرب فرنسى جيد لذا فالمنافسة فى المجموعة ستكون شرسة للغاية.
الصعوبات التى تواجه المنتخب المصرى لخصها بيومى فى عدة نقاط أولها قوة المنافسين، حيث لم تعد خريطة المنافسة الأفريقية كما كانت من قبل، وعدم وجود تجانس بين اللاعبين الجدد والقدامى، كذلك فقدان الفريق للأداء بصورة جماعية وهناك أيضا نقطة مهمة تتمثل فى عدم وجود بدلاء أكفاء للاعبين الأساسيين الذين يعانون من حالة فنية غير مستقرة وعلى رأسهم حسنى عبدربه وخط الدفاع بأكمله باستثناء وائل جمعة.
وعن ترشيحاته للمنافسة قال بيومى أنه يتوقع المفاجآت خاصة من فريق مثل أنجولا صاحب الأرض والجماهير تحت قيادة مدرب مثل جوزيه لايقبل سوى البطولة، كما كان يفعل مع الأهلى، كذلك الجابون وتونس مع فوزى البنزرتى الذى يعتمد على الأداء الجماعى وقوة الدفاع ولايعنى هذا غياب فرق مثل الكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا فى خضم المنافسة.
أما إكرامى حارس مرمى الأهلى ووحش أفريقيا القديم فأكد أن الأمانى ممكنة ولكن صعوبة إحراز مصر للقب تكمن فى النقص الشديد فى صفوف اللاعبين وعدم جاهزية الوجوه الجديدة.
إكرامى أوضح أن المنافسة ستنحصر بين كوت ديفوار ونيجيريا رغم ضعف مركز حراسة المرمى لدى الفريق الإيفوارى.. وتوقع أن تكون هناك مفاجآت خاصة من المنتخب الأنجولى صاحب الأرض. فى المقابل يرى جمال عبدالحميد عضو لجنة الكرة بالزمالك ونجم منتخبنا الوطنى السابق أن بطولة أنجولا ستكون أسهل للفراعنة من نسختى 2006 بالقاهرة و2008 فى غانا، وذلك لأن جميع منتخبات القارة تخشى مواجهتنا ويعرفون جيدا أننا الأفضل فى الأربعة أعوام الماضية وهو عامل إيجابى مهم يجب أن نستغله.
جمال اعتبر أن منتخب مصر هو المرشح الأول للفوز بالبطولة، مشيرا إلى أن الإصابات التى تعرض لها بعض النجوم لن تؤثر بشكل كبير على الفراعنة فى البطولة لأن منتخب مصر لايقف أبدا على أى لاعب مهما كان اسمه.. وأضاف: إن منتخبنا عادة ما ينجح فى حصد البطولات المجمعة لأن تركيز اللاعبين يكون فى أعلى مستوى عكس البطولات المتفرقة أو نظام التصفيات.
من جانبه أكد هانى رمزى مدرب المنتخب الأوليمبى ونجم الأهلى السابق أن هناك حالة من الإحباط أصابت الجميع بعد مباراة الجزائر والخروج من تصفيات كأس العالم وهذه الحالة لن تنتهى إلا بمكسب جيد وأداء متميز فى أولى مباريات كأس الأمم،.
وأشار إلى أن عدم تأهل منتخب مصر إلى المونديال أفقده عدة مزايا أهمها انعدام رهبة المنافسين من الفراعنة، وقال أن هناك صعوبة فى إمكانية المنافسة على اللقب وأن التوفيق الذى حالف المنتخب فى البطولتين السابقتين غير مضمون، ففى 2006 كان للجماهير دور كبير فى إحراز اللقب، وفى 2008 كانت هناك حالة من النضج لدى الفريق واللاعبين الذين وصلوا إلى مستوى عالٍ فنيا ومعنويا، أما هذا العام فالدافع ضعيف بعد فقدان الأمل الأكبر فى الوصول إلى كأس العالم.
رمزى توقع أن تصل مصر إلى دور الثمانية كحد أقصى فى ظل تغير خريطة الكرة الأفريقية، كما توقع أن تكون المنافسة على اللقب بين كل من كوت ديفوار والكاميرون.
أما الخبير الكروى حسن الشاذلى مدرب الترسانة، فأكد أن فرص منتخبنا الوطنى قائمة وبقوة فى بطولة أفريقيا خاصة أن البطولات المجمعة عادة ما تشهد تفوق الفراعنة والدليل على ذلك حصولنا على آخر نسختين من البطولة.
وأشار الشاذلى إلى أن الدورى أفرز بعض اللاعبين المميزين الذين استعان بهم شحاتة، موضحا أن المعلم نجح فى إنشاء قاعدة عريضة تتكون من 35 لاعبا تقريبا يعتمد عليهم على فترات متقطعة، بالإضافة للهيكل الأساسى، وبالتالى فالمنطقى أن جميع اللاعبين الذين استعان بهم شحاتة ليسوا وافدين جددا على المنتخب.
ورغم تفاؤله اعترف الشاذلى بصعوبة البطولة مع وجود تحفز من بعض منتخبات القارة مثل كوت ديفوار ونيجيريا للانقضاض على اللقب، مشيرا إلى أن هذين المنتخبين هما الأقرب للتتويج فى حالة فشل منتخبنا لا قدر الله.