مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    توقعات برفع سعر الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي المقبل    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    فلسطين.. المدفعية الإسرائيلية تقصف الشجاعية والزيتون شرقي غزة    الزمالك: هناك مكافآت للاعبين حال الفوز على دريمز.. ومجلس الإدارة يستطيع حل أزمة القيد    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    هاني حتحوت يكشف كواليس أزمة خالد بوطيب وإيقاف قيد الزمالك    إعلامي يفجر مفاجأة بشأن رحيل نجم الزمالك    مصر تسيطر على نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية (PSA 2024) للرجال والسيدات    «عودة قوية للشتاء» .. بيان مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة وخريطة سقوط الأمطار    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    فيلم «النداء الأخير- Last C all» يختتم حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية القصير الدورة 10    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    ارتفاع سعر الفراخ البيضاء وتراجع كرتونة البيض (أحمر وأبيض) بالأسواق الجمعة 26 أبريل 2024    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    أحمد أبو مسلم: كولر تفكيره غريب وهذا تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    عبقرينو اتحبس | استولى على 23 حساب فيس بوك.. تفاصيل    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    مجلس جامعة الوادي الجديد يعتمد تعديل بعض اللوائح ويدرس الاستعداد لامتحانات الكليات    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصوفية ... بيت العنكبوت (8)
نشر في مصر الجديدة يوم 28 - 07 - 2013

"مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت" - (العنكبوت - 41)


الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، الذى أنزل رسوله بدين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون.
والحق الذى لا مراء فيه انه لولا حفظ الله لكتابه و لسنة نبيه صلَّ الله عليه وسلم ، لضاع هذا الدين كما ضاع من قبل على أيدى الذين فرقوا دينهم شيعا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات .
وفيما حذرنا النبى صلَّ الله عليه و سلم أن نحذوا حذوهم ، فقد تنبأ لأمته أنها ستفترق بدورها إلى 72 فرقة ، كلهم مسلمون وكلهم يظنون أنهم على الحق ، وفيهم المصلون والمؤدون الزكاة و الصائمون ، وهم جميعا يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلا أنهم فى النار جميعا إلا فرقة واحدة ، وصفها النبى صلَّ الله عليه وسلم ، بأنها المتبعة للكتاب والسنة ، العاضة عليهما بالنواجذ .
من هنا لم يكن من حق أى فرد أن يخرج عن حدود الكتاب والسنة ، بل الجميع ... شاءوا أم أبوا ، هم واجتهاداتهم الفقهية خاضعون لهذه الحدود بلا تأويل أو تعطيل ولا تكييف أو تحريف .
كتاب و احد إذن و سنة واحدة ، وطريقة واحدة وفرقة واحدة هى الناجية، وليس من وراء ذلك سوى الخروج عن صحيح الدين بدرجات متفاوتة، وهذا ما يعد تحديدا المفهوم الذى يمكن من خلاله دحض جميع الثوابت الراسخة التى تميز الفكر الصوفى ، وهو الفكر الذى سارت على نهجه إحدى أهم الفرق الإسلامية على مر التاريخ ، والتى تعد - بجدارة - ضمن الفرق الضالة المبدلة لدين الله ، المحدثة فيه ما ليس منه ... كما سنرى .
دراسات مقارنة
علاقة الشيعة بالصوفية
... كما أن التشيع لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كذلك لم يكن معروفاً في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عصر الصحابة ولا التابعين ، ولكن ظهرت في القرون المتأخرة جماعة من الزهاد لبسوا الصوف فأطلقوا على أنفسهم هذه التسمية ، وقيل هي مأخوذة من كلمة صوفيا ومعناها (الحكمة) ، وهي كلمة يونانية ، ولو تأملنا في واقع الصوفية وما يتخلله من طقوس وضلالات وخرافات و شركيات وقارنا بين ذلك كله وبين ما تفعله الشيعه لوجدنا أن دين التصوف مشتق من دين الشيعه ، أو أن الشيعه هم مؤسسوا التصوف ، وذلك من خلال عشرات النقاط التي يلتقون فيها مع بعضهم البعض .
نقاط التشابه بين الصوفية والشيعة الاثنى عشرية
أولاً : التشيع والتصوف بدعة مستحدثة في الدين لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما استحدثتا بعد موته صلى الله عليه وسلم أي بعد انقطاع الوحي، وإتمام تبليغ الرسالة من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعد إكمال الدين، حيث قال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) .
ثانياً : كلاهما يغالي في حبه لمن يحب ،فالشيعة تغالي في حب سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه كما تغالي في حب بنيه وذريته الأطهار ، وبالغوا في تعظيمهم حداً عظيماً حتى أسبغوا عليهم صفات النبوة ، وبعض صفات الله تعالى ، والمقام يضيق لسرد هذه الصفات ..
والصوفية أيضاً تغالي في حب سيدنا علي ، ولديهم أناشيد تغالي في حبه ، حتى زعم بعضهم أن علياً رفع إلى السماء مثل سيدنا عيسى عليه السلام وكلنا يتذكر قول سينا علي رضي الله عنه (لا يزال أقوام يحبوني حتى يدخلوا النار في حبي ، ولا يزال أقوام يبغضوني حتى يدخلوا النار في بغضي) . وقوله أيضاً : (يهلك فيَّ رجلان محبٌّ غالٍ ، ومبغضٌ غالٍ) ، ونحن نشهد الله على حب أسد الإسلام سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه في الجنة ، ونتقرب إلى الله بحبه وحب بنيه ، وجميع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا نرفعهم إلى فوق مستوى البشرية، فنسبغ عليهم صفات النبوة أو صفات الألوهية فهذا أمر يغضب الله ورسوله ، كما يغضب علياً نفسه، فقد عرفنا أنه أحرق السبئيين الذين ألهوه.
ثالثاً : كلاهما يزعم أن للقرآن ظاهر وباطن ، والباطن مختلف تماماً عن الظاهر، ولا يعرف باطن معاني القرآن إلا الخواص ، فالخواص عند الشيعة هم الأئمة الاثنى عشر، فهم دون غيرهم يعرفون تأويل الآيات القرآنية ، والخواص عند الصوفية هم ما يسمونهم بالأولياء الصالحين ، وقد أتوا ببلاوي وبدع من خلال هذا التأويل فتم تحريف القرآن عن مقصوده ومضمونه بهذا الاعتقاد .
رابعاً : الشيعة والصوفية ابتدع بناء القباب والمساجد والمشاهد على القبور وخالفوا بذلك عشرات الأحاديث النبوية التي تنهي عن اتخاذ القبور مساجد، وقد بلغت حد التواتر ، يضيق المقام لسردها ، وأكتفي بسرد بعضها :
- عَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالا لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا) (رواه البخاري برقم 417 ، ورقم 5368 ، و1301 ، ومسلم ، برقم 823 ، 824 ، 825 ، 826 ، 827 ) .
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَالَ قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) (رواه البخاري ، برقم : 418 ) .
- عن جُنْدَبٌ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً أَلاً وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلا فَلاً تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ ) (رواه مسلم : برقم 827 ) ، وهناك عشرات الأحاديث التي تنهي عن اتخاذ القبور مساجد ، فتركتها لعلمي أن المسلم يكفيه أن يأتي الدليل بصحة الحديث من البخاري ومسلم .
خامساً : الشيعة والصوفية يحجون إلى القبور ، والمشاهد والأضرحة .
سادساً : كلاهما يعظم القبر ، ويقف أمامه بكل تأدب وخشوع ، ولا أبالغ إن قلت إن بعضهم يخشع أمام القبر أكثر مما يخشع أمام الله تعالى في صلاته .
سابعاً : كلاهما يستعين بأصحاب القبور .
ثامناً : كلاهما يدعو القبور من دون الله تعالى .
تاسعاً : كلاهما يستغيث عند حدوث المصائب بأصحاب القبور (الموتى) من دون الله .
عاشراً : كلاهما يتوسل إلى الله بأصحاب القبور .
أحد عشر : كلاهما ينذر لغير الله أي ينذر لأصحاب القبور .
أثني عشر : كلاهما يحلف بغير الله تعالى . فالشيعة يحلفون بأئمة أهل البيت، والصوفية يحلفون بما يسمونهم (أولياء صالحين ) .
وقد نهى النبى – صلى الله عليه و سلم – فى الحديث الصحيح الذى رواه عمر بن الخطاب ، عن الحلف بغير الله وقائلا " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " .
ثلاثة عشر : كلاهما ينحر أمام القبور أي يذبح لغير الله تعالى .
أربعة عشر : كلاهما لديه أعياد مستحدثة في الدين ما أنزل الله بها من سلطان ، وكلاهما يحتفل بعيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم وأعياد الأئمة والأولياء ، ويمارسون شتى أنواع البدع والشركيات في هذه الأعياد، وخاصة في ذكرى عاشوراء والغدير عند الشيعة وذكرى مولد النبي ، ومولد البدوي وغيره من الأولياء عند الصوفية .
خمسة عشر : كلاهما لا يهتم بالسنة النبوية المطهرة ، فلا يهتم بدراسة علم السنة ومصطلحاتها ، فتجدهم يروون أحاديث منكرة وموضوعة وضعيفة، ولا يهتمون بتصحيح الأحاديث التي يروونها ، لأنهم يعلمون أن بدعهم لا تقوم إلا على الأحاديث الموضوعة والضعيفة ، فلو تحاكموا إلى السنة الصحيحة لهدم التشيع والتصوف ، ولم يعد لهم وجود.
ستة عشر : الشيعة والصوفية يعظمون شيوخهم ، ولا يناقشونهم أبداً ، حتى لو خالف شيوخهم أصول الشريعة ، والشيخ مقدس عندهما ، فهم يعظمونه قبل وبعد موته ، وقد تجد منهم الطبيب والمهندس والمعلم وحاملي الشهادات العليا ، وعندما يأتي أمر الدين فإنهم يسلمون عقولهم إلى ساداتهم أي مشايخهم .
سبعة عشر : كلاهما له معابد غير المساجد ، الشيعة لديهم الحسينيات يمارسون فيها بدعهم، والصوفية لديهم الزوايا يرقصون فيها ويغنون فيما يسمى بالحضرة الصوفية .
ثمانية عشر : مشايخ الشيعة ومشايخ الصوفية استعبدوا أتباعهم، وابتزوهم، فمشايخ الشيعة ابتزوا أتباعهم بالخمس، ومشايخ الصوفية ابتزوا أتباعهم بالموائد وتقديم الهدايا باستمرار حتى يحافظون على رضاهم .
تسعة عشر:غلاة الشيعة قالوا بوحدة الوجود والاتحاد والحلول ، وكذلك غلاة الصوفية فعلوا ذلك ، وهذا الضال ابن عربي رائد هذا الميدان اللعين ، وكذلك ابن سبعين والحلاج وغيرهم .
عشرون : كلاهما يقوم مذهبه على العاطفة (أي الهوى) ، فلو جادلتهم بالحجة والمنطق والدليل لرفضوا منك ذلك ، لأن الدليل والبرهان والحجة عندهم لا تعادل شيئاً أمام قول الشيخ، أو السيد ، ولو أصغى الشيعة والصوفية إلى الدليل العقلي والنقلي (أي القرآن والسنة) ، لعادوا إلى رشدهم ، ولكنهم يتكلمون من هوى وتعصب .
واحد وعشرون : كلاهما ينسب أساطير وخرافات لمن يغالي في حبه ، فالشيعة ينسبون أشياء يرفضها المنطق والدين معاً إلى الأئمة الأطهار من أهل البيت .

أما الصوفية فقد بلغت أقصى حدود المبالغة في هذه الأساطير ، بل إن مرتكزات دينهم تقوم على الأساطير ، وهي ما يسمونها بالكرامات، والمسلم لا ينكر الكرامات التي يجريها الله على أيدي الأتقياء ، ولكن من يطلع على كرامات الصوفية يدرك أنها من الشيطان وليست من الله، أي هي مجرد سحر، فكرامات الصوفية تعارض أصل الدين، أسألكم بالله أي كرامة لشيخ عندما يغضب من أحد مريديه يأمر فرجه بأن يستطيل فيلفه من خلف كتفه ويضرب به مريده، أي دين هذا ؟ وأي عقل ساذج يقبل هذا ؟. للتأكد من ذلك يرجى العودة إلى كتب الصوفية ، وأخص بالذكر كتاب جامع كرامات الصوفية ، للنبهاني ، وكتاب الطبقات الكبرى لإمام الضلال (الشعراني) ، ففيه من البلاوي ما يعف لساني وقلمي عن ذكره، وكل هذا يسمونه كرامات.
اثنان وعشرون : كلاهما لديه رد سيئ على من يجادلهم بالدليل النقلي والعقلي ، ويحاول هدايتهم وإرجاعهم إلى الصواب وإلى الرشاد والتوحيد
فكل من يجادل الشيعة والصوفية ويحاول إعادتهم إلى نقاء التوحيد وعبادة الله وحده ، فإنهم يحرفون مجرى الحوار ويقولون له أنت وهابي ، ثم تطورت وصارت طالباني ، بن لادني ، زرقاوي ، إرهابي ، علماً بأن كلمة وهابي ليست تهمة بل هي شرف وتاج نحلي به رؤوسنا ، فإمام التوحيد محمد بن عبد الوهاب لم يؤسس ديناً جديداً ، ولم يأتِ بمذهب جديد ، ولم يبتدع في الدين بل على العكس هو الذي حارب البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وأعاد الناس إلى نقاء الدين وصفاء العقيدة ، وخلص الدين من خرافات وأوهام وشركيات ، وأعاد الناس إلى عبادة الله كما عبده رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ، بلا زيادة ولا نقصان لأنه يسعنا ما وسعهم ، ولسنا بأعلم منهم بحدود الله ومحارمه .
وكلنا يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدوده).
(رواه أحمد برقم : 22570 ، ومالك برقم : 568 ) وفي لفظ (إني لأعلمكم بالله عز وجل وأتقاكم له قلباً) . رواه ( أحمد ، برقم : 23183 ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به) .
وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) .
(رواه البخاري برقم : 2499 ، ومسلم برقم : 3242 ، وأحمد برقم : 24840 ، وأبو داود برقم : 3990 وابن ماجه برقم : 14) . وفي لفظ (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
(رواه مسلم برقم : 3243، وأحمد برقم:24298،ورقم 24995، ورقم 25124 ) .
وقال (إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة).
(رواه مسلم : برقم 1435، وأحمد برقم 13815 ، ورقم 14455 ) .
وقال عليه الصلاة والسلام فإنه من يعش بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
رواه (أحمد برقم : 16521 ، ورقم : 16522 ، وأبو داود برقم : 3991 ، ورقم 3996 ، والدارمي برقم :95) .
وقال أيضاً سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويحدثون البدعة ) .
(رواه أحمد برقم : 3601 ) .
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام : (ما أحدث قوم بدعة إلا رفع من السنة مثلها فتمسك بسنة خير من بدعة ) . (رواه أحمد برقم : 16356 )
* وفى دراسة أخرى تكشف أهم أوجه الشبه بين التشيع و التصوف التى تدين كلا من العقيدتين الآتية :
إدّعاء الصوفية أنها تستمدّ معارفها مباشرة من الله أو من رسول الله ،أومن الخضر، عن طريق شيوخها الذين هم أعلم من الأنبياء ، و كذلك الشيعة التي تزعم أن أئمّتها يوحى إليهم ، وأنّ مقام أئمتها لا يبلغه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب، كما جاء في اصح امهات كتبهم( الكافي) و كما صرّح بذلك الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية" .
إدّعاء الصوفيّة أنّ للقرآن ظاهرا و باطنا، أو حقيقة و شريعة، وأنّ المعرفة الباطنيّة للقرآن لا يطّلع عليها غير شيوخهم. و ذلك ما يعتقد الشيعة، فتفسير القرآن في إعتقادهم ليس في متناول غير أئمّتهم، ولا عبرة لمعناه الظاهر.كما تشترك الصوفيّة والشيعة في إحتقار من كان إعتماده على ظاهر معاني النصوص.
تشارك الشيعة الصوفية في إعتقادها أنّ العلوم الدينيّة والدنيوية تكتسب عن طريق الإلهام العلم اللّدنيّ لا عن طريق التعلّم .
اشتراك الطائفتين في عبادة الشخص السوبرمان : فالصوفية تزعم أنّ أقطابها يسيّرون الكون، ويحيطون بكل العلوم دون تعلّم ، ويحيون الموتى ويعلمون الغيب وما تخفي الصدور و يشفعون حتى في الكفّار، والشيعة تعتقد أكثر من في ائمتها الإثنى عشر.
تقديس الصوفية شيوخها ،و كذلك يفعل الشيعة ، ففي الطبقات الكبرى ص 468 يذكر الشعراني أنّه " لمّا توفّي الشيخ محمد الشناوي إقتتل الناس على النعش ، وذهلت عقوهم من عظم المصيبة " و كلّنا يذكر ما حدث في جنازة الخميني حين هجم الغوغاء على جثّته ومزّقوا الكفن لأكثر من مرّة قصد الإحتفاظ بقطعة منه للتبرّك . و قد سجّلت كتب الطرائف الغربيّة المولعة بكلّ شاذ و غريب ، صورا للجثّة تتناهشها أيدي جموع الشيعة المتشنّجة و قد بدت شبه عارية !
تعذيب النفس بالكيّ بالنارو بضرب السيوف، كما تفعل الرفاعيّة والقادرية العيساويّة من الصوفيّة ، و فوق ذلك تفعل الشيعة في عاشوراء .
توريث الصوفيّة العلم حيث يرث الولد الصوفي خرقة الإرشاد عن أبيه وكذلك يفعل الشيعة حيث حصروا المعرفة في آل البيت .
الصوفيّة تؤمن بحياة الخضر المستمرة و كذلك الشيعة ، حيث أورد صاحب كتاب "كسر الصنم " ص 327 نقلا عن " الكافي " أنّ الإمام عليّ زاره شخص و بعد محادثته " قال أمير المؤمنين : يا أبا محمّد أتبعه فأنظر أين يقصد ، فخرج و أعلم أمير المؤمنين بذلك فقال عليّ : هو الخضر عليه السلام "
قول الصوفيّة كسقف أعلى لكفرياتها بوحدة الوجود أي أن كل ما يراه الإنسان هو الله !،و بذلك قالت الشيعة ، فإنّهم يروون " عن جعفر : لنا حالات نحن فيه هو. و هو نحن "! ( تبديد الظلام و إيقاظ النيام للجبهان ص 56 ) .
الأصول الفارسيّة المشتركة للشيعة و الصوفيّة :
فالصوفيّة إذن " عقيدة فلسفيّة قديمة نشأت قبل الإسلام في الفلسفة الإستشراقية المنسوبة إلى أفلاطون ، و الفلسفة الهنديّة القديمة و التي ما زالت عقيدة الهند إلى اليوم ، وهي القول بوحدة الوجود ، و هذه العقيدة هي عقيدة كثير من شعراء الفرس قبل الإسلام و بعد الإسلام كجلال الدين الرومي ، و هذا يعني أنّ التصوّف غير الزهد المعروف " (5) .
فوباء التشيّع قد عمّ العالم الإسلامي باكمله عن طريق وكيلته الصوفيّة التي " أصبحت عقيدة عامّة و دينا عامّا لعموم المسلمين إلاّ قليلا ، في القرن التاسع و العاشر و الحادي عشر هجريّ " (6) و عقيدة عشرات الملايين من" مسلميّ"اليوم ،عقيدة " تلبست برداء الطّهر والعفة وأبطنت كلّ أنواع الكفر و المروق، و حملت كلّ الفلسفات الباطلة و مبادىء الإلحاد والزندقة، فأدخلتها إلى عقائد الإسلام وتراث المسلمين على حين غفلة منهم، فأفسدواالعقول و العقائد، ونشروا الخرافات و الدجل و الشعوذة ، ودمّروا الأخلاق ، و أتوا على بنيان دولة الإسلام من القواعد حيث حارب المتصوّفة العلم و الجهاد والبصيرة في الدين، بل والزواج والعمل والكسب، فنصبوا للقرآن والسنّة حربا لا هوادة فيها، وحرّفوا الناس عن تعليمهما بكلّ سبيل ... و كانت لهم اليد الطولى في هزيمة العالم الإسلاميّ و سقوطه تحت نير الإستعباد و الذلّ و التبعيّة لدول الكفر"
وجدير بالذكر أن المناظرات التى جرت عبر عصور سابقة، وتجرى حاليا على الساحة، كانت دائماً بين أهل السنة والجماعة والروافض .. أو أهل السنة والجماعة والصوفية .. ولم نشاهد مناظرة أو محاورة بين الشيعة والصوفية .
كما أننا لم نشاهد أبدا مواقع للشيعة تحذر من الصوفية .. وفي المقابل لم نشاهد مواقع صوفية تحذر من الشيعة .. ولكن مواقعهم كلها سب وأهانه وتحذير من أهل السنة والجماعة وهذا يدل على الاتفاق الواضح بينهما.
* و فى مقارنة أكثر اختصارا يمكن وضع أيدينا على النقاط المشتركة التالية :
عند الشيعة:- الوصي أفضل من النبي
عند الصوفية :- الولي أفضل من النبي
______________
عند الشيعة:- افضل الاوصياء يسمى خاتم الاوصياء
عند الصوفية :- أفضل الاولياء يسمى خاتم الاولياء
______________
عند الشيعة:- الانتساب في دعواهم آلي ال البيت
عند الصوفية :- الانتساب في دعواهم آلي ال البيت
______________
عند الشيعة:- الائمة يوحى اليهم
عند الصوفية :- الاولياء يوحى اليهم
_____________
عند الشيعة:- الائمة يعلمون الغيب
عند الصوفية :- الاولياء يعلمون الغيب
_____________
عند الشيعة:- الائمة يتصرفون في الكون
عندالصوفية :- الاولياء يتصرفون في الكون
______________
عند الشيعة:- يجوز دعاء الائمة والذبح لهم والاستغاثة بهم
عند الصوفية :- يجوز دعاء الاولياء والذبح لهم والاستغاثة بهم
_____________
عند الشيعة:- تقديس القبور والاضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها
عند الصوفية :- تقديس القبور والاضرحة والغلو فيها وممارسة الشرك حولها
______________
عند الشيعة:- أستخدام الغش والكذب في عقائدهم(( التقية))
عند الصوفية :- أستخدام الغش والكذب في عقائدهم (( الستر)) والكتمان
______________
عند الشيعة:- يسمون غيرهم من المسلمين بالعامة
عند الصوفية :- يسمون غيرهم من المسلمين بالعامة
_____________
عند الشيعة:- يسمون أنفسهم وابناء ملتهم بالخاصة
عند الصوفية :- يسمون أنفسهم وابناء طرقهم بالخاصة
______________
عند الشيعة:- لهم ملابس والوان معينة لرجال دينهم
عند الصوفية :- لهم ملابس والوان معينة لرجال دينهم
______________
عند الشيعة:- لايوجد كتب او مراجع صحيحة يستندون اليها في عقيدتهم
عند الصوفية :- لايوجد كتاب او مرجع معتمد للصوفية
______________
عند الشيعة:- متأثرين بالاديان الاخرى مثل اليهودية والمجوسية والنصرانية
عند الصوفية :- متأثرين بالاديان الاخرى مثل اليهودية والنصرانية والبوذية
______________
عند الشيعة:- يجوز في دينهم استخدام السحر وعلم النجوم وتسخير الجن والشعوذة
عند الصوفية :- يجوز في دينهم استخدام السحر وتسخير الجن والشعوذة
______________
عند الشيعة:- يجوز تعذيب النفس وضرب الروؤس بالسكاكين وادخال الالات الحادة في الجسم
عند الصوفية :- غرز الدبابيس والسكاكين في الجسم واكل الحيات والعقارب
_____________
عند الشيعة:- التعبد بالتراتيل الجماعية
عند الصوفية:- التعبد بالتراتيل الجماعية
_____________
عند الشيعة:- استخدام الالات الموسيقية والطبول في مناسباتهم الدينية
عند الصوفية :- استخدام الالات الموسيقية والطبول في مناسباتهم الدينية
______________
عند الشيعة:- يقفزون ويتمايلون اثناء ممارسة شعائرهم من لطم ونياحة وزحف
عند الصوفية:- الرقص والتمايل اثناء ممارسة الشعائر الدينيه
_____________
عند الشيعة:- طوائف وفرق كثيرة
عند الصوفية:- طوائف وفرق كثيرة
_____________
عند الشيعة:- اخذ العقائد من المنامات والتخيلات
عند الصوفية :- اخذ العقائد من المنامات والتخيلات
_____________
عند الشيعة:- ادعاء وجود شخصيات اسطورية وهمية مثل مهدي السرداب وابن الحنفية والحاكم بأمر الله
عند الصوفية :- ادعاء وجود شخصيات اسطورية وهمية مثل وجال الغيب والاقطاب والاوتاد
_____________
عند الشيعة:- تكثر الاحتفالات والطقوس الدينية بموالد الائمة وبعزائتهم
عند الصوفية :- تكثر الاحتفالات الدينية بموالد الاولياء والمشائخ
______________
عند الشيعة:- لايفرقون بين التوحيد والشرك ولايوجد تعريف خاص بهما
عند الصوفية :- لايفرقون بين التوحيد والشرك
_____________
عند الشيعة:- يحترمون ويجلون كل اعداء المسلمين ومن اجمع المسلمين على ذمه وقدحه مثل ابو لؤلؤة المجوسي وابن العلقمي والطوسي
عند الصوفية :- يقدسون ويحترمون ومن اجمع المسلمين على ذمه وقدحه مثل ابليس الحلاج وابن عربي
____________
عند الشيعة:- الجهاد ممنوع عندهم وليسواهل فتوحات
عند الصوفية :- الجهاد ودفع الغازي والمستعر يخالف عقيدتهم في التوكل على الله لذلك المستعمرين والغزاة يشجعون التصوف
_____________
عند الشيعة:- تقديس السادة والمراجع والشيوخ
عند الصوفية :- تقديس السادة والشيوخ وتقبيل ايديهم واقدامهم
_____________
عند الشيعة:- امتهان الكعبة وتفضيل قبور ائمتهم عليها
عند الصوفية :- يعتقدون آن الكعبة تطوف حول الاولياء وحول بيوتهم واضرحتهم بل آن بيوت الاولياء افضل من الكعبة
علاقة الصوفية بالديانة "الهندوكية" !
إننا إذا نظرنا إلى تعاليم الصوفية الأوائل والأواخر، وأقاويلهم المنقولة منهم، والمأثورة في كتب الصوفية، القديمة والحديثة نفسها، نرى بوناً شاسعاً بينها وبين تعاليم القرآن والسنة، وكذلك لا نجد جذورها وبذورها في سيرة محمد ص ، وأصحابه الكرام، بل بعكس ذلك نراها مأخوذة مقتبسة من الرهبنة البرهمية الهندوسية، والنصرانية، وتنسك اليهودية، وزهد البوذية، والفكر الشعوبي الإيراني المجوسي عند الأوائل، والغنوصية اليونانية والأفلاطونية الحديثة لدى الذين جاءوا من بعدهم.
وقد أكد كثير من العلماء على كون الديانة الهندوسية من مصادر التصوف، ومنهم ؛
أبو الريحان البيروني:
إن أبا الريحان البيروني أول من عقد مقارنات في المذاهب وكشف عن هذا التشابه بين مذاهب الهنود كال?يدانت، وبين مذاهب الصوفية، وكذلك بين يوغا باتنجل، وبين أقوال أبي يزيد البسطامي، والحلاج والشبلي فمن أقواله:
• عن التناسخ:
وإلى هذا المعنى (التناسخ) ذهب من الصوفية من قال: إن الدنيا نفس نائمة، والآخرة نفس يقظانة?، وهم يجيزون حلول الحق في الأمكنة كالسماء والجماد، ويُعبّر عن ذلك بالظهور الكلي، وإذا أجازوا ذلك فيه لم يكُ لحلول الأرواح بالتردد عندهم خطر.
• ويقول عن الفناء:
وإلى مثل هذا إشارات الصوفية في العارف إذا وصل إلى مقام المعرفة فإنهم يزعمون أنه يحصل له روحان، قديمة لا يجري عليها تغيرٌ واختلاف بها يعلم الغيب، ويفعل المعجز، وأخرى بشرية للتغير والتكوين.
• وعندما ذكر الاتحاد قال: ولهذا قالت الصوفية في تحديد العشق: إنه الاشتغال بالخلق عن الحق.
• وعندما ذكر حال من وصل إلى حالة نرفانا الهندوسية، وأنه يكون قادراً على الانتقال إلى حيث أحبّ، فقال: وإلى قريب من هذا يذهب الصوفية فقد حكى في كتبهم عن بعضهم: إنه وردت علينا طائفة من الصوفية، وجلسوا بالبعد عنا وقام أحدهم يصلي، فلما فرغ التفت، وقال لي: يا شيخ تعرف ها هنا موضعاً يصلح لأن نموت فيه؟ فظننت أنه يريد النوم، فأومأتُ إلى موضع وذهب وطرح نفسه على قفاه وسكن، فقمت إليه وحركته، وإذا أنه قد برد، وقالوا: في قول الله تعالى: إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ (الكهف:84) إنه إن شاء طُويت له وإن شاء مشى على الماء والهواء يقاومانه فيه ولا تقاومه الجبال في القصد.
• وعندما تحدث عن وحدة الوجود قال: وإلى طريق پاتنجل ذهبت الصوفية في الاشتغال بالحق، فقالوا: ما دُمتَ تشير فلستَ بموحدٍ حتى يستولي الحق على إشارتك بإفنائها عنك فلا يبقى مشير ولا إشارة، ويوجد في كلامهم ما يدل على القول بالاتحاد كجواب أحدهم عن الحق : وكيف لا أتحقق من هو أنابالإنية، ولا أنا بالأينية، إن عدت فبالعودة فُرقتُ، وإن أهملتُ فبالإهمال خففتُ وبالاتحاد ألفتُ، وكقول أبي بكر الشبلي: اخلع الكل تصل إلينا بالكلية فتكون ولا تكون إخبارك عنا وفعلك فعلنا، وكجواب أبي يزيد البسطامي وقد سئل بم نلتَ ما نلت؟ إني انسلخت من نفسي كما تنسلخ الحية من جلدها، ثم نظرتُ إلى ذاتي فإذا أنا هو، وقالوا في قول الله تعالى: "فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا" (البقرة73): إن الأمر بقتل الميت لإحياء الميت إخبارٌ أن القلب لا يحيى بأنوار المعرفة إلا بإماتة البدن بالاجتهاد حتى يبقى رَسماً لا حقيقة له وقلبكَ حقيقة ليس عليه أثر من المرسومات، وقالوا: إن بين العبد وبين الله ألفُ مقام من النور والظلمة، وإنما اجتهاد القوم في قطع الظلمة إلى النور، فلما وصلوا إلى مقامات النور لم يكن لهم رجوع.
ويمكن إجمال أوجه الشبه التي ذكرها البيروني بين العقائد الهندية والعقائد الصوفية في الأمور الآتية:
مسألة الروح، وطريق الخلاص، وإلغاء التمايز ومحو الإشارة، والتناسخ، والمجاهدة.
فالبيروني يؤكد أن قول المتصوفة في كثير من معتقداتهم شبيه بقول الهندوس، وأنهم قد تأثروا بهم، وأخذوا هذه المعتقدات الباطلة من الهندوس ومن سار على نهجهم وقلدهم وتأثر بهم، يتضح هذا الحكم من كلامه الذي نقلته هنا، وفي مواضع أخرى من كتابه، حيث إنه نقل عقائد الهندوس في بعض الأشياء ثم أعقبه بذكر كلام الصوفية الذي يشابه كلام الهندوس مما يدل على أنهم تأثروا بها.
ومن المستشرقين الذين نصوا على أن الديانة الهندوسية من مصادر التصوف كثيرون، منهم وليم جونز
الذى قارن بين مذهب وحدة الوجود في التصوف ... وبين مذهب فيدانت، كما قارن بين قصائد جلال الدين الرومي وحافظ الشيرازي وبين گيت گوبندا.
ثم تلاهم عدد من المستشرقين الذين أكدوا على ذات المشابهة ، مثل ، ألفرد كريمر، ثم روزن، وجولدتسيهر، ثم مورينو، إلا أن من أهمهم: ريتشارد هورتمان وماركس هورتين، كما ذكر لنا الأستاذ أبو العلا عفيفي حيث كتب بحثه عن المشتغلين من المستشرقين في دراسة التصوف فقال: أما ريتشارد هارتمان، وماركس هورتين فنزعتهما واحدة، وهي أن التصوف يستمد أصوله من الفكر الهندي.
آراء هورتن:
إن هورتن قد بذل من المجهود في إثبات هذه النظرية ما لم يبذله أي كاتب آخر، فقد كتب في سنتي 1927م، و1928م، مقالتين حاول أن يثبت في إحداهما بعد تحليل تصوف الحلاج والبسطامي والجنيد، أن التصوف... في القرن الثالث الهجري كان مشبعاً بالأفكار الهندية، وأن الأثر الهندي أظهر ما يكون في حالة الحلاج، وفي المقالة الثانية يؤيد النظرية نفسها عن طريق بحث المصطلحات الصوفية الفارسية بحثاً فيلولوجياً، وينتهي إلى أن التصوف... هو بعينه مذهب اليدانت الهندية.
آراء هورتمان:
يستند هورتمان في إثبات نفس الدعوى إلى النظر في الصوفية أنفسهم وفي مراكز الثقافة القديمة التي كانت منتشرة في بلادهم، لا إلى المصطلحات الصوفية كما فعل هورتن، وقد نشر في مسألة أصل التصوف مقالاً مهماً سنة 1916 في مجلة Dear Islam وخلاصة بحثه: أن التصوف .. مدين للفلسفة الهندية التي وصلت إليه...من جهةٍ، وللقبّالة اليهودية والرهبنة النصرانية والأفلاطونية الحديثة من جهة أخرى، وهو يرى: أن الذي جمع هذه العناصر كلها ومزجها مزجاً تاماً في التصوف هو أبو القاسم الجنيد البغدادي (المتوفى سنة 297ه‍(، فإليه يجب أن تتجه عناية الباحثين، أما حججه في تأييد الأصل الهندي فهي:
أولاً: أن معظم أوائل الصوفية من أصل غير عربي كإبراهيم بن أدهم، وشقيق البلخي، وأبي يزيد البسطامي، ويحيى بن معاذ الرازي.
ثانياً: أن التصوف ظهر أولاً وانتشر في خراسان.
ثالثاً: أن تركستان كانت قبل الإسلام مركز تلاقي الديانات والثقافات الشرقية والغربية، فلما دخل أهلها في الإسلام صبغوه بصبغتهم الصوفية القديمة.
رابعاً: أن المسلمين أنفسهم يعترفون بوجود الأثر الهندي.
خامساً: أن التصوف الإسلامي الأول هندي في نزعته وأساليبه، فالتسليم الكامل دون فعل الأسباب فكرة هندية الأصل، واستعمال الزهاد للمخلاة في سياحتهم، واستعمالهم للسبح عادتان هنديتان.
ويقول نيكلسون:
أما الفناء في عُرف أصحاب وحدة الوجود، فربما كان أشد اتصالاً بفكرة اليدانت وما ماثلها من الأفكار الهندوسية.
و يقول آرسي زاهنَرْ:
هذا المؤلف في دراساته العديدة التي يدرس فيها الديانة الهندوسية بتوسع، ويبحث في نفس الوقت العلاقات بين الهندوسية والتصوف المحسوبة على الإسلام توصّل إلى أن المتصوفة تأثرت بهذه الديانة، وقد ألف في ذلك كتاباً مستقلاً، وقارن بين أقوال أبي يزيد البسطامي والجنيد والغزالي، وبين فلسفة ?يدانت ويرجح تأثرهم بها، ويأتي بالنصوص تلو النصوص التي تدل صراحة تأثرهم بهذه الفلسفة.
ثانياً: تصريح بعض علماء التصوف بأخذهم عن الهنود:
ويظهر تأثر المتصوفة بالمذاهب الهندية اعتراف كثير من المتصوفة بأنهم يأخذون من بعض الهنود، ومن ثبوت سفر كثير منهم إلى الهند، وتمني بعضهم إلى الاستقرار في الهند، فمثلاً:
هذا أبو يزيد البسطامي (261ه)، الذي يقول عن نفسه أنه أخذ الفناء الصوفي عن أبي علي السندي، فيقول: صحبت أبا علي السندي، فكنت ألقنه ما يقيم به فرضه، وكان يعلمني التوحيد والحقائق صِرفاً.
* ومما لا شك فيه أن التصوف تأثر كثيراً بالعقائد الهندية ، ففكرة الاتحاد أو وحدة الوجود ظهرت في فكر الحلاج وابن عربي وغيرهما من المتصوفين، وبقي ابن عربي مدة من الزمن في الشرق الهندي بعد أن خرج من موطنه بلاد الأندلس، ثم كان يتلقى مبادئ التصوف من مشايخ الشرق وألف كتابه ((الفتوحات المكية)) بمكة المكرمة، وهو شبيه بتعليمات التصوف الهندي. وكان يدعي أن الحقيقة المحمدية هي شكل آخر لوحدة الوجود.
أليس قول ابن عربي: الاعتقاد بصحة كل عقيدة حتى ولو كانت عبادة الحجر والشجر. شبيه بفكرة ((اليدانت)) الهندية القائلة: وفي النهاية كل هذه الأفكار توصل إلى ذات الله، وكذا فكرة النرفانا بمعني التفاني في روح الله.
وقد أكّد بعض المستشرقين أن الطريقة الأكبرية (وهي المنسوبة إلى ابن عربي الَّذي لُقِّب بالشيخ الأكبر) في الأصل تأسست في الهند على يد صاحبها محيي الدِّين ابن عربي في القرن السادس الهجري، وانتشرت بين مسلمي الهند.
*******خاتمة *******
* وأخيرا فإن الله لم يخلق البشر لكى يكونوا أطهارا مطهرين من فعل الذنوب كالملائكة ( وكما يتمنى الصوفية لنا و لأنفسهم أن يكونوا ) بل قد خلقنا لنعبده ونقاوم نقائصنا ونصبر على الإبتلاءات الدنيوية ونجاهد الفتن ما ظهر منها وما بطن ولكى نكون جنودا لله الحق، يقذف بنا على الباطل فيدمغه ...
ثم لكى نخطئ فنتوب عسى أن يغفرلنا و هوما ورد فى الحديث القدسى ويشار فيه إلى أنه لو كان البشر لا يخطئون ثم يتوبون، لخلق الله خلقا يخطئون فيتوبون ليغفرلهم سبحانه وبحمده ولذلك سمى نفسه الغفار.
أما الحياة المنزهة عن ارتكاب الخطايا الخالية ومن مواجهة أسباب الإغواءات والمجاهدات اليومية ، فمكانها الجنة وليس الأرض و لا يمكن أن نعيشها بأجسادنا الترابية الناقصة، بل بأجساد نورانية خالصة ...
ومن هنا كانت حكمة الله فى خلقه الذين ذرأهم فى هذه الحياة الدنيا لكى يبلو فيهم الخير بالشر ، والحق بالباطل ، ثم ليميز هذا عن ذاك ويدخل أهل الشر النار وأهل الخير الجنة برحمته ، ذلك بأنه هو أرحم الراحمين وليس من وراء ذلك حبة خردل من علم ولا يقين ...
والحمد لله رب العالمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.