اعرف ان العنوان صادم للكثيرين ولكن انكار الواقع هو تكريس له والانغماس فيه والاستسلام له مصر الدوله ارادة مصر السياسيه محتله امريكيا والقرار السياسى المصرى محتل بالكليه امريكيا ولكن كيف تم ومر هذا فاذا رجعنا بالتاريخ الى ما بعد انتصار اكتوبر بدءت امريكا فى تحويل هذا النصر الى هزيمه ساحقه بل الى احتلال كامل لمصر وساعدها فى ذلك السادات وقام بدوره سواء ان كان قاصدا ذلك او لا من بعد حرب اكتووبر قال كيسنجر لن نسمح بالاسبوع الاول من حرب اكتوبر بالحدوث مرة اخرى والمدهش جدا فى الامر ان السادات قبل ان تنتهى الحرب بل اثناء العمليات اتصل هاتفيا بكسينجر يخبره بارادته فى اقامة معاهده وصلح مع اسرائيل فكان الضوء الاخضر الاول الذى تلقفته امريكا لاستثماره فوضعت بنود كامب ديفيد والذى يمر على تلك البنود يرى هزيمة دوله فى بنودها وليس انتصار وكأننا هزمنا امام اسرائيل سيناء مقسمه الى مناطق أ ، ب ، ج وهذه المناطق فيها مناطق محرمه على الجيش المصرى وكأن سيناء هى غزه ايام الخمسينات والستينات بل اقل شأننا عندما كانت غزه اداريا تتبع الحكم المصرى بل وحرية دخول الصهاينه الى سيناء والانفاق بالشيكل الاسرائيلى وكأن سيناء منطقه عازله بل هى كذلك بواقع البنود فسيناء اصبحت تحت العلم المصرى شكلا ومضمونا منطقه عازله تمرح فيها الجماعات واجهزة الاستخابرات المختلفه كيفما تشاء هل سيناء فقط هى التعبير عن احتلال مصر بل هى كانت البوابه للاحتلال السياسي الامريكى لمصر وتوالت بعد ذلك مظاهر اخرى اكثر قسوه وهنا نتوقف عند جملتين فى منتهى القبح وتغييب العقل والوعى والادراك الا وهم مصر اولا و99% من اوراق اللعبه فى يد امريكا وهنا بدء تدشين الاحتلال الفعلى لمصر فمعنى مصر اولا ان يتم قطع ايادى مصر خارجيا للحفاظ على الامن القومى المصرى ومنها على سبيل المثال العمق المائى لمصرى فتم طواعيه بالانسحاب من بلدان منابع النيل وشبه قطع العلاقات الاقتصاديه بيننا وبينهم فسارعت الصهيونيه بلملمة الغنائم وقفزت الى تلك البلدان مستغله فى ذلك امور عده منها غياب الرياده المصريه وازوائها وفقر تلك البلدان بالاضافه الى فقر التجربه السياسيه لحكام تلك البلدان وما تحويها من مشاكل قبليه وعرقيه ومن اثار ايضا مصر اولا ذاك العنوان الاجوان الذى كان خنجرا مسموما فى قلب الامن القومى المصرى الانسحاب من المحيط العربى ونرى الان اثاره ماثله امامنا لشبه دوله وتدعى قطر التى فيها عدد السكان الاجانب اكثر من ضعفى السكان الاصليين تتحكم بمصير بلدان عربيه وهى رأس حربة الصهيوامريكى فى المنطقه العربيه وان هذا من طبيعة الامور عندما تفرغ مساحه معينه من القوه السياسيه يملئها اى احد وليس بالضروره ان يكون مماثل لتلك المساحه التى يلجها ومع كل هذا ليت الامر توقف عند هذا الحد ولكن من اثار الجمله الثانيه انه لا معصيه لارادة امريكا فكان تشريع الاستثمار الاجنبى 1974 بعد زيارة هنرى كيسجنر لمصر باسبوعين وهذا التشريع كأن بمثابة بداية حفر الخندق لوأد ما تم انجازه فى الخمسينات والستينان بفتح الحدودو والحواجز والحمايه المصريه للصناعه المصريه الوليده التى لم يمر على وجودها اكثر من اثنى عشر عام فتم تدشين فترة الانفتاح او السداح مداح او بتوصيف شبه دقيق فترة وأد الحلم المصرى ببناء اقتصاد غير معتمد على الخارج وقتل ذاك الطفل الصناعى فى مهده مع العلم ان امريكا وضعت الحمايه على صناعتها عشرات السنوات حتى النضوج والقدره على المنافسه ومن مظاهر ايضا هذا الاحتلال الناعم بارادة حكام مصر هو خلع التسليح الغير امريكى من الجيش المصرى حتى يكون الجيش المصرى مرتهنا لارادة مخازن وتكنولوجيا امريكا وبالتالى مرتهن برضا تل ابيب عن حكام مصر وتم انهاء هذا الامر فى حكم مبارك مع خروج قادة حرب اكتوبر خارج الجيش المصرى تباعا لتفريغه من خبراته ولكن فى هذا لا قلق العقل المصرى كما هو وليس مرتهن بجيل معين ولكن امر التسليح شوكه فى حلق متخذ القرار لدى قادة الجيش علينا فقط ان نعرف ان اكثر من 90% من القوه الجويه المقاتله امريكيه ومعظم الدبابات امريكيه ان لم يكن كلها والتقرير منشوره فى هذا الامر واذا تأملنا هذا المشهد لماذا تم الموافقه امريكيا على الاطاحه بمبارك والاجابه تقع بين جدران البيت الابيض وصناع القرار فى امريكا ان المحتل فى الفتره الاخيره تحرك بخفه اكثر وبعدم حذر وطلب من مبارك مبادلة اراضى من سيناء والنقب فرفض وعاد وطلب وضع اجهزة تصنت فى سيناء ورفض وهذه شهاده للتاريخ ان مبارك كان حاكم ظالم ومستبد وفاسد لكن خرج من المؤسسه العسكريه فتربت لديه روادع داخليه لارض الوطن حتى مع فسادة الذى كرس اكثر الاحتلال الامريكى لمصر وجاءت الثوره المصريه التى كانت ترى فقط هذا الظالم مبارك القابع على صدر المصريين الذى قتل امال الشباب فى الحياه الطبيعيه ولم نكن نرى من يمسك بمفاتيح او خيوط الحاكم من بعيد يحركها كلعبة الماورنيت وهو امريكا لذا تم اختراق الثوره المصريه وتلفظ اوباما بالفاظ التحرير وعليه ان يرحل الى اخره من الفاظ الحريه والديمقراطيه ليمتطى الموجه الثوريه الاولى وليأتى بفصيل اخر يشتهى السلطه ومستعد ان يقدم كل شئ فى سبيل الوصول اليها فكان الرهان الامريكى على الاخوان لاكمال مسلسل الاحتلال ولكن هذه المره بشروط اكثر قسوه بتقديم سيناء كوطن حاضن لمن سترمى به اسرائيل من الفلسطين8ين حتى تبقى اسرائيل دوله يهوديه نقيه وكذا استكمال تآكل ماتم انجازه من الشعب المصرى فى الخمسينات والستينات وهو عودة قناة السويس الى احضان الاحتلال واستخدمت واشنطن فى ذلك ورقة التسليح للضغط على الجيش وعلى المجلس العسكرى لتمرير الاخوان وهذا ما تم بالفعل والسؤال المطروح علينا نحن الشعب المصرى هو كيف يحرر مصر ياسر دومه