ثوره يناير حقيقه يعلمها الجميع ... نعم ... فشعب مصر متأكد انه خرج للمطالبه بالعيش والحريه والعداله الاجتماعيه و الكرامه الانسانيه ... ونحن ايضا على يقين بذلك فسقوط شهداء ومصابين و الاعتراف بوجود معتقلين اكبر دليل على وجود ثوره .. ان لم نكن نشعر بها كأنجاز تحقق سوى ازاله نظام والاتيان بأسواء منه ليحكم مصر ويستغل طيبه شعبها واحتياجه ... والسؤال هنا من المتسبب فى الانتكاسه للثوره هل الشعب ام النظام الذى ادار البلاد فى الفتره الانتقاليه ام العوامل الاخرى مثل الفقر والجهل و ضعف القياده السياسيه ...
لا اجد ردا على التساؤل سوى ان مجمل كل ما سبق هو ما دفع الثوره الى النكسه او العوده الى ما قبل نقطه الصفر .. دعونى اكون صريحا وبدون مجاملات ان اوضح لماذا فشلنا و لفظ الفشل ليس عن ضعف ولكن عن جهل بأسباب النجاح .... لم يجد المجلس العسكرى من هو يستطيع منافسه الاخوان سواء فى الحشد الجماهيرى او حشد الصندوق وقد تم اختبار ذلك فى العديد من الاختبارات منها استفتاء 19 مارس والانتخابات البرلمانيه فقد اكتسح الاخوان الصناديق وفازوا بجداره فى نفس الوقت الذى قاموا فيه بالحشد القوى اكثر من مره لاستعراض القوه فيما فشل فيه الثوار وانتم اعلم بذلك فهم التزموا بسلميتم فى تظاهراتهم فأذدادت اعدادهم فى الحشد ونحن فشلنا فكل حشد لنا به اشتباكات .. وفى نفس الوقت لعب الاخوان على الثوار و قاموا عن طريق الدفع بالخلايا النائمه لهم فى الحركات الثوريه لمهاجمه المجلس العسكرى ومطالبته بالتسليم السريع للسلطه و الاسراع بالانتخابات و قاموا هم بالتقرب للمجلس العسكرى لكسب ثقته ... انها لعبه السياسه ؟؟؟ ومع ذلك خسر الثوار اى فرصه للتواجد و المشاركه السياسيه ... ويرتبط ذلك بضعف القياده السياسيه للثوار معتمدين على الوصول السريع عن طريق الصندوق فى نهايه المطاف وهذا اضعف الايمان .... الجهل والفقر .. جهل المصريين للمولود الجديد الذى اشرق فى ثمانيه عشر يوما جعلهم لا يعلمون شيئا عما يدبره الاخوان فى الخفاء ولعب الاخوان على الدعايه الدينه وخدعوا الشعب بأنهم المهدى المنتظر وانسياق الشعب وراء خداع الاخوان ووضعهم فى اسواء الخيارين اما ان يختاروا من لفظوهم من السلطه او ان يختاروا الاخوان بمصيرهم المحتوم وهنا بدات كارثه اخرى وهى الاستسلام للامر الواقع واختيار المجهول رفضا لما لفظه ... ومن هنا يبدأ مشوار اخر للمعاناه ....