يظن الدكتور محمد مرسي أنه سيبقي رئيسا لهذا البلد لسنوات تقصر أو تطول، لكنه مخطئ في هذا الظن....... فمصر كالفرس الجامحة، توهمك لوهلة من الدهر أنك قد امتطيتها علي غير هواها، إلا أنك وفي غمضة عين، ستجد أنك كفارس بلا جواد، وكملك بلا تاج. وقد يظن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أنه بدوره الفارس الذي تطارده أحلام الأميرة الحسناء، فيرتدي ثوب الملك الذي يتوقع أن تأتي الأميرة خاضعة لترتمي علي قدميه تطلب منه أن ينقذها من الذئاب الجائعة والكلاب الضالة، فيفاجئ أنها تلفحه بوشاحها على وجهه، وتضعه وراء ظهرها، وتنطلق في طريقها التي تعرفه جيدا، دون أن يرشدها أحد، تماما كما تعرف كيف تتخلص من الذئاب والكلاب، وتجعل منهم خدما في قصرها. إن مصر يا سادة، أكرم من أن يحكمها عباد السلطان ورقيق المنصب، وإنها أعز من أن تستسلم لكلب من كلاب السلطة، أو لقزم يحسب من طول ظله في لحظة غروب شمسه، أنه "عملاق". إن مصر قد نفضت عن كتفيها غبار السنين، وأطاحت – عبر حفنة من "صبيانها" - بمن ظن أنه فرعونا يأمر فيطاع، يقتل فيشاد به، يغتصب فيتحاكي بفحولته، يكذب فيقال عنه "قال فصدق"، يفسد في الأرض فيقال له أحسنت، يرتمي عبدا ذليلا في فراش العدو، فتباه حاشيته بإخلاصه للوطن، فيا من تظنون أنكم "سادة" لا يغرنكم بمصر الغرور. إنها مصر التى كرمها الله عز وجل، بأن ذكرها في كتابه العزيز أكثر مما ذكر المدينة الأحب إلى قلب أحب خلقه – محمد "صلَّ الله عليه وسلم – بكة، بلفظه تعالي أو مكة كما ننطقها نحن. إنها مصر التى أذلت الجبابرة علي طرف عرشها، وتحطمت بسيوف جيوشها الأكاسرة والقياصرة وجحافل المغول. إنها مصر إن كنتم قد نسيتم، فهي لا تنتظر أحدا، لكنها فقط تمهل وتعطي الفرصة تلو الأخري، عسي أن يتعظ حاكمها من مصارع سابقيه، قبل أن تنقض عليه وتطأه بطرف حذائها، وتمضي ولا تنظر خلفها، وكأن كل ماضيها مستقبل، أو وكأن كل معاناتها القاسية – السابقة - مجرد أنشودة يترنم بها نايٌ وربابةٌ وشجنًٌ شجيٌ، يشدو بها ابنها المصري الأصيل في ليال السمر الدافئة علي نيلها العظيم. إنها مصر يا "سادة" التى لا تنتظر إحسانا، لأن معها سيد المحسنين، والتى لا تتسول إنقاذا، لأن الله هو خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين، ولا ينقصها رجل ولا جيش، فأبناؤها خير أجناد الأرض، وهم بالدفاع عنها جديرين. فيا من تظن نفسك سيدا أو جنرالا، ائت خاضعا . صاغرا علي طرف بساط مصر الأم، وقَبِّلْ قدميها واطلب منها الصفح الغفران، وقدم واجب الطاعة وامثتل لأمرها، فإنها الأميرة: تأمر ولا تؤتمر بأمر خالقها – سبحانه – الذي وهب الحياة في شرايينها من قلب جنته، وجعل ابن تربتها "إدريس" أول من علم البشرية كيف تخط بالقلم، وجعلها أرضها قبلة الأنبياء، وأبناءها سادة البشر. إنها مصر يا سادة، أميرة الأميرات، فإما أنتم جديرون بأن تكونوا فرسانها، أو تنحوا جانبا، ودعوها تختار أميرها. إنها مصر التى لا تغتر بمن يظن نفسه "رئيس" أو "جنرال" ....... فهل فهمتم الدرس، أم يمن سبقكم إلي "..." التاريخ تلحقون؟؟؟