أحيانا ما تكون الأيام الغريبة هى الأيام العادية بعد السعى على أكل العيش فى الحوارى والأزقة، والتأكيد على الشعور بأنك دائما على المحك، تعاليت على الأرض وبدأت تنظر فى السماء طالبا النجدة، هاربا من قطرات عرق كادت أن تسقط فى عينيك دخلت سايبر فى أطراف عابدين، مديرو السايبر شباب بين العشرين والثلاثين، يتألف حديثهم من شتائم بينها كلمات عادية، قررت أن تضع سماعة السايبر على أذنيك مخالفا عاداتك وتقاليدك القديمة، فتحت اليوتيوب واستمعت إلى توزيع سيمفونى لأغنية كانت الشتائم تخترق السماعة وتشارك العازفين عزفهم، تذكرت اليوم المرتقب الذى ستشتم فيه على أعين المارة بسبب تطفلك على خلق الله واختراقك خصوصيتهم. بعد نصف ساعة تركت المكان دون أن تحصل على أى تعويض مقابل هذه الجلسة المرهقة، التعويض الوحيد كان فى بقاء العازفين داخل أذنيك يؤدون نفس المقطوعة دون كلل أو ملل. شارع البطل أحمد عبدالعزيز الذى عرفته طوال حياتك فى المهندسين تجده على تخوم عابدين حيث السايبر الفاجر. الأوركسترا مستمرة فى العزف.. تنظر إلى السماء، إلى أعلى البنايات، تراقب مبانى القاهرة الخديوية وعمارتها الفخمة، تتذكر مجدا ما زال باقيا فى بقايا لافتات شركات ومتاجر أجنبية فرت بعد الثورة. تآلف الوتريات يذكرك بذروة اللذة، صديقتك فسرت لك العالم من قبل تفسيرا جنسيا، بدء من أكل الشكولاتة انتهاء بأداء عملك. كنت رافعا رأسك وكأن سماعات الإم بى فور متدلية من أذنيك، تعبر شارع عبدالخالق ثروت دون أن تنظر ناحية اليسار، وبكل رعونة تظن أن من واجب السيارات احترام لذتك الخاصة. أمام شارع الألفى تفتن بعمارة عدس وزخارفها، تفكر فى أداء رقصة القمر وسط الشارع على الأنغام السيمفونية، يخرج مايكل جاكسون من أحد التاكسيات المعطلة زاعقا على طريقته، يقفز فوق السيارات وتؤديان الرقصة الأخيرة قبل أن تدخل إلى ميكروباص.. بنزينة – عرابى – عبود أخبرتك زوجة جاكسون السابقة أنه لم يطأها قط طوال فترة زواجهما، أما أنت فتعلم أنه وجد لذته بجميع مراحلها داخل الموسيقى، يبدأ مايكل أغانيه بمستوى واحد، ثم يضيف إيقاعات، ثم وتريات، ثم آلات نحاسية، تماما مثلما كانت صديقتك تصف لذة الجنس وتعقيداته. رحل الأوركستراليون من رأسك، ومات مايكل. وجف العرق، ونكست رأسك .