رصد "صموئيل العشاى" الكاتب الصحفى، المخطط الاستراتيجي السوري لوقف تمدد الثورة السورية وتغيير سير الحرب وإنهائها ، وقال تعتمد سوريا في تخطيطها للحرب الحالية على تكتيك الدفاع ولذلك تجدها تنكمش تارة وتتوسع تارة اخرى، كما كشف أسرار التقارب المفاجئ من جانب العدو الصهيوني، نحو تركيا، والسطور التالية تكشف المزيد: في حرب الدفاع يلجأ المدافع الى الحد الادنى للمساحة الواجب الدفاع عنها ويحاول ايقاع اكبر خسائر في صفوف العدو وقد اعتمد في ذلك على الخطوات التالية: - استخدام ما نسبته 30% من القوات العسكرية كحد اعظم والإبقاء على باقي الوحدات خارج الحرب بغية استخدامها لاحقا. - تضييق خطوط الدفاع ما امكن والتخلي عن الخطوط الطويلة التي يصعب امدادها ودعمها. - انشاء مناطق دفاعية مستقلة تؤمن دفاعها المستقل من خلال ايجاد مناطق آمنة تفصل المناطق المتوترة . - تحويل قسم كبير من القوات الى مجموعات صغيرة لتنفيذ حرب العصابات والاعتماد على وحدات جديدة من خارج القوات المسلحة وتأمين تدريب مناسب لحرب العصابات . - تشكيل مجموعات شبه عسكرية مهمتها ملاحقة تواجد العصابات المسلحة والتغلغل في صفوفها ومن ثم القضاء عليها . - الاعتماد على محاصرة العصابات لفترات طويلة الامد ومن ثم القضاء عليها بكمائن امنية من خلال تجميعها في مناطق محددة لاحقا. - التخطيط لحرب طويلة الامد والاستنزاف المستمر لكل الوسائط المعادية. - الاعتماد على التعاون الاقتصادي مع ايران والصين وروسيا . نتائج الخطة الاستراتيجية : تعتبر الحرب حتى الان هي حرب اكتشاف بالنسبة للجانب الامريكي فهو يعتبر ان الزمن يقف بوجهه وان لم يحقق انتصارا الان فلن يحققه ابدا، ولذلك بدأ بمحاولة جس النبض الاقليمي ثم الدولي وحاول اكتشاف حجمه الفعلي وطبعا شيئا فشيئا يتراجع هذا الحجم وينمو الحلف المقابل له لذلك اعتمد الامريكي على الاكتشاف العسكري من خلال استخدام العصابات لتحقيق الاستطلاع المناسب كي يبني عليه امر قتاله وقام بالتصرفات التالية: - تم وضع 4 اقمار صناعية فوق الاراضي السورية مهمتها المراقبة الدقيقة لتحرك القوات . - تم وضع 2 قمر صناعي لتأمين الاتصالات المشفرة مع المسلحين وللتشويش والتنصت على القوات الحكومية وإبلاغها الى المرتزقة مع الاوامر المناسبة - تم تجهيز ثلاث غرف عمليات كبرى في تركيا ولبنان "السفارة الامريكية" والأردن وترتبط هذه الغرف بغرفة مركزية في هضبة الجولان المحتلة. - تحريك اساطيل امريكية في المنطقة . - تزويد المسلحين بأحدث الاسلحة الفردية والمتوسطة. - التشويش السياسي المستمر واستخدام الحد الاعظمي للسلوك العدواني فيه. ماذا جرى على الارض؟ كان الجانب الروسي والصيني يقومون بنفس التصرفات وقد وضعت احدث الاجهزة الالكترونية للتنصت وللتشويش الالكتروني وأيضا للرصد والاستطلاع وتم وضع عدة اقمار عسكرية روسية بتصرف القوات المسلحة الحكومية . كان القرار المشترك لسوريا وحلفائها هو عدم الكشف عن القدرات ما امكن وعدم تحريك الوحدات وخاصة الاستراتيجية مهما اشتدت الاوضاع وكان لهذا القرار ردات فعل كبرى من الجانب الامريكي حيث بادر عبر عصاباته الى استخدام اسلوب الهجوم بأعداد كبيرة جدا لخلق الهلع والخوف لدى افراد الجيش والتأثير على الروح المعنوية مما يجبر القيادة على استخدام المزيد من قواتها واستخدام نوعية جديدة من السلاح، ولكن استمرت القيادة تضبط اعصابها ولم تستخدم إلا ما كان مقررا وهذا طبعا الحق ضررا فادحا ببعض الوحدات وجعلها تسقط بيد الارهابيين. الحرب على المكشوف: نتيجة استمرار صمود سوريا وعدم قدرة امريكا على تحديد نقاط القوة الحقيقية وإبقاء اكثر من 70%من قوة الجيش العربي السوري بحالة جاهزية يضاف اليه بقاء الوحدات القتالية الاستراتيجية بكامل جاهزيتها ووصول عتاد عسكري روسي صيني ايراني بغاية الدقة والتدمير صعّب كثيرا الامر على امريكا أصبحت امكانية الحرب الخاطفة مستحيلة ، وبناء عليه فقد انكشفت كل الادوات المستخدمة في الحرب وأصبحت كافة التحركات مكشوفة لدى الطرفين وبما ان الغلبة في سوريا هي للقوات الحكومية لجأت امريكا الى توريط زبائنها "تركيا ، اسرائيل ، فرنسا" ولكن كما اسلفنا فان الجانب الروسي كان من خلال الاستراتيجية المتبعة له باحتواء هؤلاء بالمرصاد للتحرك الامريكي ولقيت الرغبات الامريكية حالات برودة من الدول المتورطة المذكورة . فكان ان لجئت امريكا الى الطلب من هؤلاء توحيد صفوفهم لكي يستطيعون مجابهة الخطر لجديد وهو انتصار سوريا الأسد على ثورة الشعب.