نعلم أنه إذا كان أحد من الناس يحب أن يشتهر فعليه أن يدخل أحد المجالات التي تساعد على شهرته سريعًا كالغناء الماجن أو التمثيل الفاحش أو لعب الكرة وخصوصا كرة القدم. أما الآن فقد اختلفت أبواب الشهرة.. فقد ظهرت أبواب جديدة إلى جانب هذه الأبواب، منها السبُّ والشتم في شخصية مرموقة، أو معارضة الحزب الحاكم. ومن أشهر الأبواب المستحدثة للشهرة هو باب الطعن في الدين، ومحاربة الإسلام، ومحاولة التشكيك في ثوابته وشريعته. فرأينا في السنوات القليلة الماضية شخصيات كثيرة ليس لها سلطان وغير معروفة ظهرت على الساحات والشاشات واستضافتهم البرامج والفضائيات، لمحاربتهم الإسلام علانية، ومن أمثلة هؤلاء ذلك الرجل الضال الذي يُدعى جمال البنا المشهور بفتاواه الضالة وآراءه المناقضة للإسلام، ومنهم تلك المرأة العلمانية العجوز نوال السعداوي التي اشتهرت بعلمانيتها المحضة، والتي تطالب بفصل الدين ليس فقط عن السياسة والدولة بل بفصله عن الحياة كلها، ومنهم ذلك الرجل صاحب الروايات الجنسية الفاضحة أمثال عمارة يعقوبيان وشيجاغو علاء الأسواني الذي جعل من الديمقراطية المزيفة شعارًا له، والذي ما انفك عن مهاجمة الإسلام والنقاب واللحية وأهل الإلتزام والسلفية في مقالاته بصحيفة الشروق معتقدًا في نفسه أنه على صواب: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}. وغيرهم كثير. وعندما لاحظ الغربيون هجوم المسلمين أنفسهم على الإسلام، رأوا أن من واجبهم هم أيضًا أن يقتسموا هذه الغنيمة فراحوا يشككون في ثوابت الدين من حجاب وصلاة، فرأينا فرنسا تحظر لبس الحجاب في مدارسها وأماكنها العامة بحجة حرية المرأة ومساواتها مع الرجل، فتبا لهذه الحرية المزعومة، وسارت على نهجها هولندا وباقي الدول الغربية. وها نحن اليوم نرى تطاول السويسريين- الذين لم يعرفهم كثير من الناس- على المسلمين بحظرهم بناء المآذن في بلادهم، وغدًا نراهم يطلبون استفتاءات على إقامة الصلوات، كما فعلت إسرائيل مؤخرًا بطلبها منع آذان الفجر لأن هذا يقلق راحة السادة المستوطنيين اليهود. فمن أين جاءت هذه الدول بتلك الشجاعة التي تهاجم بها الإسلام دون خوف ودون مراعاة لمشاعر المسلمين؟! جاءت هذه الشجاعة من علمهم التام بأنهم يخاطبون مسلمين أمواتا لا ينفعون ولا يضرون. وأن حكوماتهم لا تسمن ولا تغني من جوع. لأننا هنا في مصر نجد بعض علماء الأزهر المحترمين يعلنون الحرب على النقاب وعلى الفضيلة ويزعمون أنه عادة وليس عبادة، وكأنهم لم يدرسوا فقهًا ولا حديثًا.. فلماذا نلوم إذن فرنسا منعها للحجاب والزي الإسلامي؟! هنا في مصر . نجد الكاتب علاء الأسواني ليس له هم إلا مهاجمة أهل السنة ورميهم بكل شنيع وباطل من اتهامات وبهتان وإفك عظيم، وفي كل مقال يلصق دائمًا الفساد والانحلال والتخلف والرجعية إلى الوهابيين والسلفيين. فلماذا نلوم إذن ونستنكر على ما تفعله سويسرا؟! إنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected]