بدأت سيدة تروي لنا قصتها قائلة أ عمل ممرضة بأحد مستشفيات التأمين الصحي، ولم أر تحسنًا منذ أن تقلد محمد مرسي الحكم خاصة أننا كنا نتوقع تغيرًا خلال فترة حكمة، هكذا تحدثت "سمية محمود" المواطنة المصرية التي تمثل حال الكثير من القابعين تحت خطوط الفقر. تكمل "سمية" وتقول : أعول أولاد اكبرهم في الجامعة ولم أقدر علي شراء كيلو لحمة في ظل هذا الغلاء الصارخ في الأسعار باللحوم والخضار، وتساءلت " فمن أين آتي لأولادي بالغذاء..؟" متحيرة بين سداد مصروفاتهم الدراسية وبين طعامهم وشرابهم،مؤكدة أنها لم تشتري اللحمة منذ ثمانية أشهر حتي الآن. وذكرت سمية قائلة اذكر حينما قام الرئيس برفع الضرائب علي أسعار الخضار والسلع في بداية شهر ديسمبر ذهبت إلى سوق الخضار بعد ساعات قليلة من تعليق الرئيس لقرار رفع الضرائب، اكتشف أن أسعار الخضروات والفواكه قد تضاعفت كلها تقريباً. وهو ما علق عليه بقوله: "اشتريت كيلو من الطماطم كان 6 جنيه لأجده (10) قبل يوم واحد فقط من إعلان الحكومة عن قرارها برفع الضرائب. والشيء نفسه بالنسبة لجميع الخضروات والفواكه الأخرى، حتى بعد تعليق الرئيس لقراره" كده لا هناكل خضار ولا فاكهة ولا أي شيء. "سيد محمد" عامل السباكة الذي حكى لنا أيضًا عن معاناته مع "لقمة العيش" يقول : " أنا بلف في الشوارع، يعني مليش محل عمل، والزباين بتتصل بيا، وأحيانًا كتير بتعدي أيام من غير شغل". يتابع "محمد" فيقول : عندي خمسة أطفال أكبرهم في الإعدادي، وزوجتي لا تعمل فهمي مريضة بالمنزل .. إحنا مش بندوق اللحمة ربنا يسامح الرئيس مشفناش منه لا لحمة ولا رغيف العيش وجهل اللي زينا خلانا انتخبناه عشان نلاقي ناكل زي باقي الناس لاقينا نفسنا بنرجع للظلام مش بنطلع للنور ". هكذا حدثنا البعض من الذين يمثلون المصريين ليؤكدوا لنا أنهم لم يذوقوا الطعام كأغلب البشر الذين يعيشون في على هذه الأرض، ذاكرين أن الرئيس مرسي لم يأتِ بجديد لهم وأنه أضر بالفقراء والمساكين، وأهدر حقوقهم، مؤكدين أن لهم حق عند الرئيس حينما قاموا بانتخابه ولم يوفِ بما وعد به لهؤلاء ومن خلالهم تحدث لنا خبراء الاقتصاديين ليكشفوا لنا عن أسباب تجاهل الرئيس لهؤلاء الفقراء وماذا حل بهم منذ تقلده الحكم . قال "رشاد عبده"، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن " الفقراء دفعوا ثمن انتخاب مرسي لرئاسة مصر، في ظل "مصانع تغلق أبوابها، ومعدلات فقر ترتفع، وعدد كبير من الناس يفقدون وظائفهم" وعدم وجود سياسات اقتصادية واضحة، مما أدى إلى هذا التعثر الاقتصادي الذي نعيشه. وحذر "عبده "من بداية عام 2013 بثورة جديدة وهيا ثورة الجياع التي اغفلها الرئيس مرسي وحكومته قائلا انتا علي بوادر عام جديد ولم تأخذ قرارا يخدم شعبك ويجلسك بمقعد الرئاسة. وقال عبد الخالق فارق الخبير الاقتصادي أن حكم الرئيس مرسي هو من ظلم الفقراء، حيث لم تشعر إدارة الرئيس بمرارة الفقر، وعدم أكل العيش، مشيرًا إلى أنه لو كانت حكومة الدكتور هشام قنديل قد شعرت بما يحتاجه الفقير والمحتاج من الشعب لقامت بتقديم رؤية اقتصادية واضحة لهؤلاء المهمشين، والتخلي عن التحيزات السلطوية والبعد عن الوساطة والمحسوبية وضرورة الاستماع بجدية إلى مشاكل الفقراء. ومن جانب اخر قالت الدكتورة نيفين مسعد " أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة الشعب واجه وباء اخر إضافة الي وباء الفقر هو وباء الإخوان من المتسبب في تهميش هؤلاء في المجتمع مع ان الرئيس مرسي ذكر ضمن برنامجه الانتخابي الاهتمام بالعشوائيات والطبقات الفقيرة بدليل انه لم يشعر بهم ليوم واحد وذهب لغلاء الأسعار عليهم الشهر الماضي لو كان استمر كان قراره لقامت ثورة الجياع التي سوف تقوم بالفعل عاجلا أم اجلا. ووجهت مسعد رسالة الي الرئيس مرسي قائلة " اتقي الفقراء واترك عنان تفكيرك اليهم ولا تجعل جماعتك تضلك الي ضياع الطريق الشعب انتظر منك العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة ولم ينتظر منك الفقر والوباء الذي سيحل عليك وعلي شعبك وستكون انت أول المحاسبين أمام القانون . وقالت الدكتورة «هبة نصار» أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة المتسبب في الفقر الذي يعيشه الشعب الرئيس وحكومته منذ ان تقلد الحكم لم يأخذ قرارا بشانهم وها نحن الآن علي بوادر عام جديد وغذا نظرنا لحصاد الرئيس مرسي خلال فترة تقلده المنصب لعام 2012 لوجدنا العديد من القرارات الباطشة والخاطئة له في سياسية إدارة البلاد. وقالت "نصار" أود أن اذكر الرئيس أنك حينما فكرت في الفقراء والطبقة المهمشة أخذ قرار برفع الأسعار وفي ديسمبر الماضي لو لم يتراجع به لكان إسقاطه من الحكم في المساء نتيجة صراخ وغضب شعبه من تسلط الرئيس في قراراته . ووجهت "نصار" رسالة للرئيس مرسي قائلة " فكر أن تغير من السياسيات التي تتبعها في أتخاذ لقرار وتجنب الاستماع إلي جماعتك وغير من حكومتك للأفضل لم نود استماع أسماء جماعتك في حكومتك الجديدة وتذكر أن كل راع مسؤول عن رعيته".