أعلن الجيش السوداني إنه تصدى لهجوم قام به متمردو الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، مساء أمس، على محطة (سُركم) جنوب غربي منطقة سالي بمحلية الكرمك بولاية النيل الأزرق، مبيناً أن المتمردين تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد، إن المتمردين قاموا بالهجوم مرتين في محاولة للاستيلاء على نقطة (سُركم) على طريق الكرمك الدمازين. وقال إن القوات المسلحة تصدت لهم وكبدتهم خسائر فادحة بلغت 42 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى، إضافة لتدمير دبابة وعربتين لاندكروزر. وأشار إلى أن القوات المسلحة قامت بمطاردة المتمردين وتنفيذ عمليات تمشيط واسعة لإبعادهم من المنطقة تماماً.
وصف الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا بأنها (ثورات حق) أسقطت الطواغيت . وقال نافع في تصريحات له خلال افتتاحه مشاريع تنموية بالخرطوم أمس ، إن المعارضين الذين يريدون أن يرثوا (حكومة الانقاذ) محلهم مع بن علي ومبارك والقذافي ، لأنهم (المعارضون) كانوا أصدقاءهم ويأتمرون بأمرهم. وأضاف مساعد الرئيس السوداني أن لديه أدلة مثبتة - وليست للاستهلاك - بأن الغرب راجع مواقف المعارضين من إسقاط النظام بعد يأسه منهم ، منوها إلى أن المعارضة لم يبق لها سوى (الونسة) بأن الفجر الجديد قادم والانقلاب اقترب ، واصفا إياهم بمن يعيشون في الأوهام وأحلام اليقظة . وأضاف: "إن المحبطين والحالمين ينظرون خلف البحار لنصر يأتيهم ، ونحن نقول لهم إننا ننظر للسماء ونؤمن بقوة رب العالمين ونصره" ، منوها إلى أن مشروع الانقاذ لا يقتصر على السودان وحسب ، "وإنما هو مشروع العودة لرب العالمين في كل أركان الدنيا" ، وأضاف "مشروعنا مشروع تحرر حتى لغير المسلمين". من جهة أخري أكد وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد أن الاتفاق على تنفيذ مصفوفة الترتيبات الأمنية بين الخرطوم وجوبا الموقع الجمعة الماضية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا سوف ينعكس أمنا واستقرارا على البلدين، معربا عن أمله في اكتمال حلقات هذا الاتفاق بتوقيع اتفاق كامل لكل الاتفاقيات في جدول واحد . جاء ذلك في تصريحات للوزير بعد لقائه مع الرئيس عمر البشير أمس، حيث أطلع الرئيس على مجمل الأوضاع الأمنية والإنسانية بالبلاد والاتفاق الأخير الموقع بين دواتي السودان . وحول انعكاسات اتفاق مصفوفة الترتيبات الأمنية مع دولة الجنوب، قال إن لجنة مختصة برئاسة وزيري داخلية البلدين ستعقد اجتماعا في السابع عشر من الشهر الجاري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا للاتفاق على الترتيبات الإدارية والفنية لفتح عشرة معابر لتسهيل حركة المواطنين وعبور البضائع بين الدولتين وذلك حسب ما قضى الاتفاق ، فيما ستعقد أيضا اجتماعات اللجنة الأمنية السياسية العليا المشتركة بين البلدين ولجان المعابر . وأكد الوزير أن الأوضاع الإنسانية تشهد استقرارا تاما في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ، مشيرا في هذا الصدد عن ترتيبات تجري بالتنسيق مع الأممالمتحدة ووكالاتها لاستقبال العائدين من إثيوبيا بعد استقرار الأوضاع في ولاية النيل الأزرق . وقال الوزير السوداني إن الاتفاق يرتب لاحقا على وزارة الداخلية قيادة لجنة لحركة المواطنين والحريات التى تضمنتها الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين ، بجانب الاستعداد للوجود الشرطى السيادي (الجوازات والهجرة والمكافحة والجمارك) لتسهيل حركة المواطنين وعبور البضائع .
في الأثناء ، أكد القائم بالأعمال الأمريكي بالسودان جوزيف استافورد، التزام الإدارة الأمريكية بدعم عملية السلام في اقليم دارفور، مشيدا بجهود السلطة الإقليمية للإقليم في تنفيذ اتفاق الدوحة للسلام بدارفور على أرض الواقع . جاء ذلك خلال اجتماع القائم بالأعمال الامريكي بأعضاء مفوضية العدالة والمصالحات بالسلطة الإقليمية ، مؤكدا على أهمية التصالح والعدالة الاجتماعية في إطار تطوير عملية السلام في إقليم دارفور . من جانبه ، أوضح عبد الله حامد أحمد مفوض مفوضية العدالة والمصالحات أن المفوضية واجهت عدة تحديات خاصة العمل على معالجة القضايا الراهنة في إقليم دارفور، مناشدا الجميع بأهمية التعاون لإرساء دعائم السلام بالإقليم . وأوضح حامد أن المفوضية ستعمل علي تنفيذ كثير من المشروعات والبرامج الداعمة للسلام في الإقليم المراحل المقبلة . في السياق ، أكد نائب رئيس لجنة الاتصال بالحركات الرافضة للسلام، حسين عبدالله جبريل، إن مجمل لقاءات اللجنة بالجهات ذات الصلة بقضية دارفور كانت إيجابية وستدفع بالقضية لمرحلة متقدمة في الحلول، وكشف عزمهم الاستماع لجميع آراء حاملي السلاح. وأكد جبريل عقب لقاء اللجنة بالقيادات السياسية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني بجنوب دارفور، أن نتائج اللقاءات كانت إضافة لجهود إحلال السلام بدارفور وأنهم سيعملون على الاستماع لمختلف آراء الحركات الحاملة للسلاح من أجل الوصول إلى فهم مشترك لحل القضية. وأضاف ، أن اللجنة لم تغفل خلال عملها في الفترة الماضية، جانب شركاء السلام بدارفور، حيث التقت اللجنة بسفراء الدول بالسودان والاتحاد الأفريقي والقيادات السياسية بالبلاد لشرح عمل اللجنة ودفعه للأمام، بحسب تعبيره.