الخروطوم: أعلنت الحكومة السودانية الثلاثاء أن الرئيس السوداني عمر البشير عين نائبه علي عثمان محمد طه نائبا أول لرئيس الجمهورية وهو الموقع الذي كان يشغله سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان قبل الانفصال. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية كذلك أن البشير عين حاج أدم يوسف نائبا لرئيس الجمهورية. وكان علي عثمان طه يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية قبل توقيع اتفاق السلام الشامل في مطلع عام 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، ومنذ توقيع اتفاق السلام ظل طه في منصب نائب الرئيس وليس نائبا أول. اما الحاج آدم يوسف فهو الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني "الحزب الحاكم" وينتمي للمجموعات العربية بإقليم دارفور المضطرب غربي السودان، والتحق بحزب المؤتمر الوطني عقب الانتخابات العامة التي جرت في السودان في ابريل/نيسان 2010. وقبلها كان ادم في حزب المؤتمر الشعبي المعارض "حزب حسن الترابي" وترشح باسمه لمنصب والي ولاية جنوب دارفور وخسر الانتخابات في مواجهة مرشح المؤتمر الوطني. وكانت حركات دارفور المتمردة تطالب بمنح إقليم دارفور منصب نائب الرئيس وعدم الاتفاق على هذه النقطة هي من القضايا التي جعلت بعض حركات دارفور لا تدخل في مفاوضات مع الحكومة السودانية، أو كانت سببا جزئيا في فشل المفاوضات. وهذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها شخص ينتمي لإقليم دارفور المضطرب منصب الرجل الثالث في الحكومة السودانية منذ الانقلاب الذي قاده عمر البشير في يونيو/حزيران 1989. وأعلى منصب تقلده شخص ينتمي لدارفور كان مني أركو مناوي الذي شغل منصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية منذ توقيعه على اتفاق أبوجا للسلام 2006 باسم حركته المتمردة في دارفور، وغادر مني المنصب قبل اجراء الانتخابات العامة في ابريل/نيسان 2010 وعاد للتمرد على حكومة الخرطوم مرة أخرى. كما أعلن السودان الثلاثاء أن المباحثات مع جنوب السودان حول ترسيم الحدود بين الدولتين ستستأنف الخميس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية القريب من جهاز الامن والمخابرات عن عبد الله الصادق رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه قوله "أن الطرفين سيعقدان اجتماعا بهدف تكوين لجنتين من الدولتين حول القضايا الخلافية"، وأضاف "ليس لدينا أي نية لتقديم تنازلات في مجال الحدود". ويتفاوض السودان وجنوب السودان بوساطة من لجنة للاتحاد الإفريقي يرأسها الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا ثابو امبيكي حول قضايا مختلف عليها في مجالات الحدود وقسمة إنتاج البترول والديون الخارجية لدولة السودان قبل انفصال الجنوب وأصول الدولة. وتوقفت هذه المباحثات نهاية يونيو/حزيران الماضي ويبلغ طول الحدود بين الدولتين 1976 كيلومترا. وأعلن مطلع عام 2011 أن اللجنة الفنية المشتركة لترسيم الحدود بين الجانبين اتفقت على 80 بالمئة من الحدود وتبقى 20 بالمئة مختلف عليها يدعي كل طرف بأحقيته بأجزاء فيها.