السيد جمال مبارك تعرضت صحيفة ال"واشنطن بوست" لقضية التدوين فى مصر وبالتحديد تلك المدونات التى تتصدى بقوة لملف التوريث الذى يثير جدلا يعد بمثابة الخبز اليومى لكثير من صحف المعارضة والمستقلة ومواقع الإنترنت. وأشارت إلى أن "جمال مبارك" الوريث – غير الشرعى للرئيس الحالى– محمد حسنى مبارك– قد انخفضت أسهمه بشدة لصالح شقيقه "علاء" الذى نجح فيما فشل فيه "جمال" بقدرته على مخاطبة الناس البسطاء فى الشارع المصرى. وأوضحت أن "التوريث" مازال يمثل الأيقونة الرئيسية بالنسبة للمدونين المصريين المهتمين بالشأن العام لبلادهم على خلفية تصاعد أهمية التدوين باعتباره المسار الرئيسى الموازي للصحافة الموالية للسلطة. "شيلني وأشيلك" - نظرية حماية التوريث، كان هذا هو عنوان أحدث حملة أطلقها مؤخرًا أحد المدونين الذين استشهدت بهم الصحيفة الأمريكية فى تقريرها. ففى مدونته الشهيرة ب"الخيار والقتة" سخر المدون من الانتقادات التى يسمعها فى أحاديث المصريين بشأن ملف التوريث مؤكدًا على أن هذا الملف هو نتاج طبيعى لظاهرة فرضناها على أنفسنا بأنفسنا عبر عقود عديدة ماضية حتى تأصلت فى المجتمع المصرى وباتت جزءًا لا يتجزأ منه ونقلت عن المدون قوله: لماذا يتعجب المصريون وأبناء أساتذة الجامعات التى يدرسون فيها ويشغلون مناصب المعيدين بذات الجامعات، ولهم الأولوية فى التعيين حتى لو كانوا أقل كفاءة من غيرهم، وأبناء السفراء المصريين يتبوءون مناصب رفيعة بالخارجية المصرية، وهو المبدأ ذاته الذى ينطبق على رجال الشرطة وغيرهم، وفقًا لنظرية "شيلنى وأشيلك" الشهيرة. وهو ما أدى لتعميق ما يسمى بثقافة التوريث فى بلدنا فى ظل قوانين غير مكتوبة ولكنها مطبقة على نطاق واسع وفى كل المجالات، حتى باتت مصر توصف بالبلد المترهل سياسيا واجتماعيا و...و... ويرثى صاحب المدونة لحال من يصفهم بالعباقرة والمبدعون المصريون فى ظل تهميشهم لصالح المورثون فى كل المواقع.. وهو ما ترتب عليه تدهور شامل فى أحوال الدولة والمجتمع، وارتفاع – بالمقابل – فى مظاهر الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى.