قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن نجل الرئيس مبارك ومجموعة من رفاقه المقربين أصبحوا يتولون مناصب سياسية رئيسية من شأنها تسهيل الطريق أمام خلافة الرجل الشاب ، في إشارة إلى جمال مبارك ، لوالده في الوقت الذي يتخذ فيه النظام خطوات لمنع المنافسين المعارضين من تحدي الوريث. وأشارت الصحيفة ، في تقرير لها عنوانه "إفساح الطريق أمام سليل مصر" ، إلى أن جمال مبارك خلال الشهر الماضي صعد على رأس هرم الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يمتلك المؤسسات التي تدعم حكم والده، حيث تم اختياره كأحد ثلاثة نواب للأمين العام للحزب الوطني كما تولى عشرون من رفاقه مواقع رفيعة المستوى في الحزب. ورأت الصحيفة أن مبارك الابن ومؤيدوه حلوا مكان بعض وليس كل نشطاء الحزب الوطني القدماء المعروفون باسم الحرس القديم وهو ما دفع المراقبين السياسيين إلى اعتبار الخطورة بمثابة تحول تدريجي نحو وضع الحزب الوطني في خدمة نجل الرئيس. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه مع الأخذ في الاعتبار الموقف الدفاعي للمعارضة فإنه ليس ثمة ما يسد الطريق أمام مبارك الابن نحو الرئاسة ، ونقلت الصحيفة عن جوشوا ستراتشر الباحث في جماعة سينت أندروز في أسكتدلندا والمتخصص في شئون الشرق الأوسط قوله: لا أرى من يمكنه وقف جمال مبارك. وهو الرأي الذي أكدته الصحيفة بالقول إنه لا توجد احتمالات لأن يتمكن أي أحد غير جمال مبارك من شن حملة انتخابية مؤثرة. وسلطت الصحيفة الضوء على تراجع الضغوط الأمريكية على النظام المصري بشأن الإصلاح فأشارت إلى أن الرئيس بوش سبق وأن اعتبر مصر مستعدة للإصلاح الديمقراطية غير أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اكتفت خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة بتوجيه انتقاد عام للوضع السياسي قائلة إن ثمة إحباطات وانتكاسات شهدها العام الماضي وأنها ناقشت ذلك مع المسئولين المصريين كصديق ولكن ليس كقاض.. وهو الأمر الذي أتبعه مبارك بحديث لصحيفة مصرية في اليوم التالي بالإشارة إلى أن رايس مقتنعة بالطريقة التي يعالج بها الإصلاح السياسي في مصر وأنها لم تثر أية قضايا صعبة أو تطلب تغيير أي شيء. وأشارت الصحيفة أيضا إلى قرار الحكومة المصرية بتأجيل الانتخابات المحليات خوفا من أن تحقق جماعة الإخوان المسلمين فوزا كبيرا يمكنها من ترشيح منافس في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2011. كما لم تنس الصحيفة التنويه إلى الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها القضاة وكذلك رئيس حزب الغد الدكتور أيمن نور الذي يقضي عقوبة بالسجن خمس سنوات فضلا عن توجيه تهم جديدة ضده تتعلق بإقامة تمثال في أحد الميادين العامة والهجوم على أحد أعضاء الحزب الوطني. ورأت الصحيفة أن ثمة عقبة أمام توريث جمال مبارك السلطة تتمثل في أن موقف بعض مؤسسات النظام السيادية من قبول توريث على طريقة الملكية ليس واضحا حتى الآن.