هي ليلة من ليالي الزمن الجميل الساحرة قضاها جمهور وعشاق الفنان العظيم الراحل منير كنعان بين روائع أعماله على مدار مشواره الفني الذي إمتد لأكثر من خمسين عاماً والتي ضمها معرضه الإستيعادي الذي أقامه قطاع الفنون التشكيلية وإفتتحه ا.د. صلاح المليجي رئيس القطاع بمشاركة الكاتبة الصحفية القديرة سناء البيسي زوجة الفنان الراحل ونجله ا. هشام، وسط حضور لفيف من أصدقاء وتلاميذ وجمهور الفنان الكبير. وصرح د. صلاح المليجي أن الفنان منير كنعان (1919 – 1999) من الفنانين الذين أستطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم عالمهم الخاص، وتميز كنعان بسحر عالمه الفريد المفعم بالتجريب حتى صار بمفرده مدرسة فنية ينهل منها الفنانون، وليومنا هذا يغوص فيها الباحثون دراسةً وتحليلاً ولم يصلوا لمنتهاها، وهو أحد الرواد العظام في الحركة الفنية المعاصرة فى مصر، وقد أُعتبرت تصاميمه لأغلفة مجلة آخر ساعة التي يُعد أحد مؤسسيها ثورة في تصميم أغلفة المجلات العربية مازجاً فيها بين القيم التشكيلية بمذاهبها الفنية الحديثة وتصميم الغلاف الصحفي.
وأضاف المليجي أن قطاع لفنون التشكيلية يؤمن بأهمية مثل هذه المعارض التي يحاول من خلالها إحياء ذكرى هؤلاء لقدرهم ومكانتهم كنجوم ساطعة في ذاكرة مصر الثقافية بما أسهموا به من دورٍ كبيرٍ في صنع ريادتها إقليمياً وعالمياً، رحم الله الفنان العظيم منير كنعان رساماً قديراً عالماً بأصول صنعته كأحد رواد الفن الجميل، وستظل مصر بمؤسساتها ومثقفيها تحفظ له ولجميع مبدعيها عظيم فضلهم، آملين أن تظل أرض مصر مصدراً للمواهب المؤهلة لمواصلة مسيرة الفن التشكيلي المصري.
جدير بالذكر أن المعرض يصاحبه فيلم تسجيلي يرصد ويسجل أهم لحظات الفنان ومحطاته الفنية من إعداد وإخراج الفنانة سماح كمال "مدير قاعة أبعاد"، كما يشتمل المعرض على بعض الأعمال التي تُعرض للمرة الأولى وهي من المقتنيات الخاصة بأسرة الفنان.. يستمر المعرض حتى 27 يناير.