عادت الاشتباكات لتستعر من جديد بعد أن خفضت حدتها خلال موجة البرد التي عمت أرجاء البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، فبعد اتمام السيطرة التامة على مطار تفتناز العسكري أمس الجمعة، كثف الثوار هجومهم على مطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي وقاموا بقصفه بالمدافع الثقيلة والدبابات وأسلحة مختلفة في الوقت الذي خاضوا فيه اشتباكات مع قوات النظام في محيط المطار سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام أعلنت الجبهة الإسلامية السورية أنها قامت بنسف "حاجز الكازية" في بلدة الزربة بريف حلب على الطريق الدولية الواصلة بين حلب ودمشق، وقد أسفر هذا الهجوم الذي استخدم فيه سيارة مفخخة مسيرة بالتحكم عن بعد، عن مقتل 15 عنصراً من جيش النظام، ويأتي ذلك في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن انشقاق حوالي 30 عسكرياً بعتادهم الكامل عن جيش النظام بالقرب من قلعة حلب
وهاجم الجيش الحر أيضاً كتيبة الدفاع الجوي رقم 599 بالقرب من اللواء 80 الواقع على طريق حلب الدولي وأوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، في حين سقط ما لا يقل عن خمسة شهداء في صفوف الثوار، وتمكن الجيش الحر من إسقاط طائرة مروحية فوق مطار المزة العسكري بالقرب من بلدة معضمية الشام بريف دمشق، وقام أيضاً بتدمير دبابة وثلاث مدرعات عسكرية بالقرب من ملعب داريا البلدي أثناء تقدم قوات النظام داخل مدينة داريا
وواصل الجيش الحر حصاره وقصفه لمطار دير الزور العسكري وأعلن أيضاً سيطرته الكاملة على الجسر المعلق بمحافظة دير الزور، وكذلك تصدى الجيش الحر لرتل عسكري مؤلف من خمس سيارات عسكرية أثناء محاولته اقتحام بلدة طيبة الإمام بريف حلب مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا بين الطرفين
واصلت قوات النظام عملياتها العسكرية في مختلف أنحاء البلاد، حيث قصفت أكثر من 252 منطقة في مختلف أنحاء البلاد مستخدمة القنابل العنقودية والفوسفورية والبراميل المتفجرة، فقد شهدت حوالي 79 منطقة قصفاً بمدافع الهاون و44 منطقة قصفت براجمات الصواريخ و129 منطقة بالمدفعية الثقيلة، كما شن سلاح الجو غارات جوية على عشر مناطق أخرى، ومن الجدير بالذكر أن قوات النظام قصفت ولأول مرة قرى في محافظة السويداء بالمدفعية الثقيلة وهي دويرة وتعارة والدور، ولم يتسنى معرفة نتائج هذا القصف حتى الآن
وصلت حصيلة ضحايا أحداث العنف إلى ما لا يقل عن 152، بينهم 117 شهيداً قتلوا على يد قوات النظام وميلشياته الموالية، بينهم خمس سيدات وخمسة أطفال و22 مقاتلاً من كتائب الثوار، في حين سقط ما يقارب 35 قتيلاً من قوات وميلشيات النظام على يد الثوار
ففي دمشق وريفها، سقط ما لا يقل عن 45 شهيداً، حيث قامت قوات النظام بقتل سبعة مدنيين وجرح 29 آخرين معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن في حي الحجر الأسود وذلك بعد أن سمحت لهم بالمرور عبر حاجز شارع الثلاثين الأمني ومن ثم أطلقت النار عليهم، وقامت قوات النظام أيضاً بإعدام أب وأولاده الأربعة عند أحد الحواجز العسكرية في بلدة الدحاديل بريف دمشق مع الإشارة إلى أنهم نازحين من مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، وستة مدنين آخرين أعدمتهم على أحد الحواجز العسكرية بالقرب من بلدة معضمية الشام، في حين سقط ثمانية آخرون نتيجة القصف العشوائي على مخيم الحسينية وبلدة حتيتة الجرش بريف دمشق
وفي حلب سقط 31 شهيداً بينهم 12 مدنياً قضوا برصاص قناصة النظام في أحياء بستان الباشا والميدان، وامرأتين وطفل قضوا جراء سقوط قذيفة مدفعية على كراج لحافلات النقل عند دوار الحيدرية، فيما قامت بإعدام أربعة مدنيين في حي العامرية
وأفاد ناشطون بسقوط خمسة شهداء بينهم امرأة نتيجة إطلاق قوات النظام النار بشكل عشوائي على مجموعة من المدنيين كانوا متجمعين أمام ما يعرف بالفرن الآلي في مدينة الرقة، كما سقط عشرات الشهداء والجرحى نتيجة القصف والاشتباكات التي دارت في مناطق متفرقة من إدلب وحمص ودرعا ودير الزور