كشف حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان عن ترتيبات لإجراء تعديلات داخلية في أجهزته الإدارية والسياسية مطلع العام استعدادا للانتخابات المقبلة. أعلن د.بدر الدين إبراهيم المتحدث باسم الحزب عن استعداد حزبه لإفشال خطط المعارضة لإسقاط النظام، وقال إن الطريق مغلق أمامها للحكم إلا عبر الانتخابات، وطالب واشنطن بضرورة دفع المعارضة لخوض الانتخابات. وأكد أن حديث الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" المعارض حسن الترابي عن الكفر بالانقلابات، لا تسنده شواهد الواقع، موضحا أن المعارضة تشير إلى خروجها في مظاهرات محمية بالسلاح. وصل إلى الخرطوم أمس رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين في زيارة تستمر يومين يستقبله خلالها الرئيس عمر البشير ، وهي الأولى له للسودان بعد توليه منصبه خلفا لرئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي ، ويرافقه فيها عدد من الوزراء والمسئولين . وتعقد جلسة المباحثات الرسمية بين الجانبين السوداني والإثيوبي برئاسة البشير وديسالين ، وتتناول آفاق التعاون بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك ، كما سيلتقي ديسالين بعدد من المسئولين السودانيين . وقال رئيس الوزراء الإثيوبي في تصريحات بمطار الخرطوم إن زيارته للسودان تأتي دعما للعلاقات التي عززها رئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي، مؤكدا أنه يحمل نفس الرؤى والمضامين. كما تأتي الزيارة في إطار مواصلة المساعي الإثيوبية لدفع عملية السلام بين السودان وجنوب السودان ورعايتها للمباحثات بين الجانبين و التي تستضيفها أديس أبابا . ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الإثيوبي في ختام زيارته للسودان إلى دولة جنوب السودان لمباحثات مماثلة مع المسئولين في جوبا. من جهته رفض حزب الأمة القومي المعارض بزعامة الصادق المهدي اتهامات وجهها له مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع بالتورط في المحاولة الانقلابية الأخيرة التي قادت إلى اعتقال عناصر تابعة للحزب الحاكم. واعتبر الحزب في بيان اتهامات نافع مجرد "فقاقيع يطلقها الحزب الحاكم لصرف الأنظار عن الأزمات الحقيقية التي تعاني منها البلاد في كل المجالات" ولوح باتخاذ ما يراه مناسباً من الإجراءات القانونية بما يحفظ له حقوقه المشروعة. واستغرب البيان من إطلاق المؤتمر الوطني أحكام التجريم والإدانة، جاعلاً من نفسه وصياً على المحاكم التي وعد بتشكيلها للتعاطي مع من وصفهم بالمشاركين في المحاولة الانقلابية. وطالب الحزب، نافع بأن يعيد قراءة تاريخ الحزب في مقاومة الاستبداد والديكتاتوريات السابقة، "وأن يتبصر أن كان التهديد والوعيد قد أثنى الحزب في أي يوم من الأيام من ممارسة حقه المشروع في إحداث التغيير واستعادة النظام الديمقراطي ومحاكمة كل من ساهم في تقويض الدستور أو وأد الديمقراطية أسوة بما حدث في دول الربيع العربي". وشدد حزب الامة أنه ماض في مسيرته السلمية لإحداث التغيير المطلوب بالاتساق والتوافق مع كل القوى المؤمنة بالديمقراطية بالداخل والخارج. وطالب نافع بأن يوجه اهتمامه إلى رد الاعتبار للسودان الذي شوهت صورته تقارير منظمة العدالة والشفافية التي وضعته على رأس الدول الفاسدة وإلى حالة العزلة الخانقة التي أفقدت البلاد الصديق والمؤازر وللضائقة الاقتصادية التي يئن الشعب من وطأتها والتي لم تشهد لها البلاد مثيلا منذ تأسيسها.