تكشف الهجمات المتتالية التى تتعرض لها سيناء لخلل شديد فى إدارة الحكومة المصرية ورؤيتها للملف السيناوى بتعقيداتة وتشبكاتة المختلفة ولم يحدث شئ بعد الثورة نفس السياسات الأمنية فى معالجة المشكلات المتراكمة ونفس القرارات إقالة مدير أمن أو تغيير محافظ وتستمر نفس المنظومة كماهى والمؤلم فى القضية أننا لم نتعلم الدرس ولانعلم قيمة سيناء لمصر ومن الواضح أن الحكومة لاتقدر الأخطار الداخلية والخارجية التى تتربص بسيناء فسياسة المسكنات مستمرة وكأننا نعيش فى اللادولة فما ينشر فى الإعلام لاوجود لة على أرض الواقع من يعيش قى سيناء يشعر أنة ليس مصريآ يعامل معاملة فيها خوف وحذر وشك ولابد من حلول جذرية لمشكلات سيناء وأعتقد أن الحكومة الحالية لاتملك القدرة على ذلك فى غياب الرؤية الكاملة لسيناء وأهميتها وترك سيناء للحلول الأمنية العقيمة التى تزيد الأمور إشتعالآ من الممكن أن تؤدى لإنفجار سيناء ونسقط جميعآ فى بئر العنف والمؤسف أن أهالى سيناء وقبائلها ضحية للحكومة المصرية وأقدم رؤيتى كشاهد عيان لما يحدث فى سيناء كحلول مقترحة للخروج من الأزمات المتتالية نحو نهضة سيناء والحفاظ عليها : 1- تعانى سيناء من إدارة غير واقعية لظروفها البيئية والإجتماعية وأقصد هنا طريقة إختيار المحافظين ورؤساء المدن والقرى والإدارات المختلفة فعبر سنوات طويلة وحتى الأن يأتى مجموعة من قيادات الجيش و الشرطة السابقين كمحافظين ورؤساء للمدن وهذة سياسة خاطئة جدآ فسيناء قبائل وعوائل منتشرة فى كل مكان وهم صمام الأمان الحقيقي فلابد من إشراكهم فى إدارة سيناء عن طريق الإنتخاب ويتكون مجلس أعلى من القبائل لإدارة سيناء تحت رعاية الحكومة وينتخبون من داخلهم المحافظون ورؤساء المدن والقرى وبالتالى يصبحون هم الحكام الحقيقيين بدلآ من التعامل الأمنى وزيارات قيادات الأجهزة الأمنية لهم تطالبهم بمساعدة المحافظين . 2- تعانى سيناء من غياب السياسة الأمنية الواقعية فإنتشار الأكمنة والشرطة فى الشارع داخل المدن ليس هو الحل بل يجب إشراك أهالى سيناء فى حماية بلدهم وإدخالهم للمنظومة الأمنية بكل قوة فهم العارفون بسيناء وطرقها وجبالها وهنا يأتى التعاون بين وزارة الداخلية فى توظيف عدد كبير من أهالى سيناء داخل جهاز الشرطة وتدريبهم تدريجيآ بدلآ من تهميشهم كما يحدث حاليآ . 3- تعانى سيناء من غياب الأمن المجتمعى بشكل كبير فليس تواجد شرطى بقدر ماهو شعور المواطنين بالأمن والأهم هو تغيير الصورة السلبية لدى المواطن السيناوى من الشرطة وعمل عدة حوارات مجتمعية عن طريق القبائل ومنظمات المجتمع المدنى فى محاولة لنشر الأمن المجتمعى فى سيناء . 4- التنمية الغائبة هى السرطان الذى ينهش فى سيناء بالرغم ثرواتها الفريدة فى كافة المجالات بداية من السياحة التى تحتاج لرؤية واقعية لإستغلال ثرواتها وتوظيفها فسيناء أختزلت فى منطقة شرم الشيخ فقط وتم تجاهل كافة المدن بداية من العريش حتى طابا لماذا والتجاهل المتعمد لثرواتها الإقتصادية بالرغم من إحتواء سيناء على كنوز إقتصادية وهنا نعود لعدم وجود رؤية داخل الحكومة لتقسيم سيناء كمناطق إقتصادية وإستثمارها مما يحقق الهدف الأعظم وهو تنميتها وتطورها . 5- المواطن السيناوى يعانى من ظلم شديد فمحافظة شمال سيناء تحديدآ بلامياة طبيعية للشرب وأتسائل أين دور الدولة فى تحلية المياة وكيف ستكون مقصدآ للسياح والمواطنين والعمال بدون مياة شرب طبيعية فأزمة المياة طاردة لكل تنمية وإزدهار لسيناء ولابد من إيجاد حلول سريعة لها ونعود هنا لرؤية الحكومة الغائبة فى تنمية سيناء . 6- مواطن بلا خدمات حقيقية يساوى عدم إنتماء وعدم قدرة على الحياة والهروب نحو الدلتا فالزائر لشمال سيناء للمرة الأولى يشعر أنة فى مكان بلا خدمات من مواصلات وأماكن معيشة وأماكن للمأكولات والترفية تجعلك تشعر للوهلة الأولى أنك ستعانى فى هذا المكان وهناك دليل أخر هو منذ عبورك كوبرى السلام حتى مدينة العريش بطول 160 كيلومتر كم لايوجد خدمات على الطريق ولانعلم لماذا ويجب على الحكومة النزول للمواطن السيناوى وإشراكة فى تنمية مجتمعة وتحفيزة على ذلك . 7- من لايملك أرضة لايملك مستقبل فكيف تفكر الحكومة فى تنمية وتطوير وهى لاتمنح أهالى سيناء الحق فى تملك أرضهم وشرائها وبيعها مما يجعل المواطن قبل الوافد يشعر أنة بلا مستقبل ولا إستقرار فعلى حكومتنا الرشيدة السرعة فى إقرار قانون لتملك الأراضى وفق ضوابط حقيقية تحمى سيناء من شراء اليهود والأجانب لأراضينا . 8- لا أعلم كيف لايتم إستثمار المناخ المجتمعى الرائع فى سيناء فلهم خصوصية ثقافية وتراثية غير طبيعية تحتاج فقط لوزارة ثقافة تحترم هذا التراث الكبير العظيم وتجعل من سيناء عاصمة دائمة للثقافة العربية عبر فعاليات كثيرة مثل مؤتمرات وندوات ومهرجانات تبرز وتعرض قيمة سيناء . 9- سيناء حتى الأن لاتوجد بها جامعة حكومية واحدة سوى فرع يحتوى على ثلاث كليات تابعة لجامعة قناة السويس ولا أعلم لماذا هذا التجاهل وغياب الإرادة فمن يريد تنمية ينشر العلم والجامعات ستنشئ مجتمعات جديدة وتساعد فى التوطين ولهم فى تجربة جامعة سيناء القدة فقد إستطاعت جذب ألاف الطلاب لها من مختلف أنحاء مصر . 10- الخطاب الدينى فى سيناء يحتاج لإعادة نظر من قبل الجماعات الإسلامية ووزارة الأوقاف عبر نشر دعاة مؤهلين وتعاون بين كافة القوى من أجل نشر قيم المحبة والسلام بدلآ من ترك الساحة للجماعات المتشددة للإنتشار وإستغلال غياب الفكر الإسلامى الوسطى . سيناء مصرية وستظل حصن مصر وخط دفاعها الأمن ضد كل الغزاة وتنميتها واجب وطنى كبير ولابد للحكومة من أن تستفيق من غيبوبتها وتعمل على أرض الواقع وكفانا حلول أمنية فالحوار المجتمعى والمصالحة والتعاون هم قاطرة العبور نحو المستقبل . [email protected]