هذه الفضيحة نهديها إلى المسئولين عن البلد، التى يفترض أن ثورة قامت بها ضد القمع والفساد معا، جرت وقائعها فى مدينة بورسعيد، مصنع الرجال ورمز البطولة سابقا... ومستنقع الفساد والدم حاليا، وإلى التفاصيل:
علي مدار أسبوع كامل تم غلق باب 30 الجمركي بميناء بورسعيد، وهو الباب المخصص لخروج الحاويات المحملة بالبضائع الجمركية مما تسبب في تكدس مايقرب من 600 حاوية داخل ميناء بورسعيد، وبحسب مصدر مطلع - فضل عدم ذكر اسمه ويحتفظ به "مصر الجديدة"- فقد قرر حزمة رجال أعمال المنتمين إلى الحزب الوطني المنحل، ببورسعيد أنه لابد أن يعود الوضع إلي ما كان عليه قبل الثورة وهو أن يتم إنزال كافة البضائع غير خالصة الرسوم الجمركية والواردة برسم المنطقة الحرة إلي مدينة بورسعيد ليتم توزيعها علي صغار التجار "المهربين" ليقوموا بدورهم بتوزيعها علي صغار المهربين حتي يتم إخراجها من بورسعيد وبذلك يكون صغار التجار "المهربين" قد استفادوا من إخراجها، وذلك على نقيض ما أصبح عليه الحال بعد قيام الثورة، من قيام كبار التجار المستوردين والمستخلصين بإخراج بضائعهم وتهريبها بأنفسهم من خلال خروج الحاويات كما جاءت عبر المنافذ المتنوعة ببورسعيد. وواصل المصدر بقوله: لذا قاموا بنصب الخيام وإعلان الاعتصام أمام باب 30 جمركي بميناء بورسعيد بهدف الضغط علي الجميع للرضوخ لطلباتهم، وذلك فيما يمكن وصفه بأنه حلقة جديدة من صراع في الميناء البورسعيدي الشهير، بين تجار هم في حقيقتهم مهربين، وبحيث يسعي الكبار فيهم لمنع الصغار من تحقيق أية مكاسب إلا القليل. وكشف المصدر أنه وفى أعقاب مفاوضات مكثفة استمرت لعدة أيام، تمكنت قيادات مصلحة أمن الموانئ من فض الاعتصام ورفعالخيام من أمام باب 30 جمركي لكي تستطيع الحاويات الخروج إلي المدينة ولكن يثور هنا السؤال الأخطر ...وهو: أين ذهبت الحاويات بما فيها من بضائع؟ الإجابة على ذلك هو أنه وفي ظل تكدس الحاويات بميناء بورسعيد نظراً لعدم خروجها طوال الايام الماضية، أصبحت السمة العامة أثناء الكشف عليها هو التعجيل بإنهاء الإجراءات مما أفقد موظفي جمارك بورسعيد وضباط شرطة موانئ بورسعيد القدرة على الكشف عليها جيداً والتحقق من محتوياتها بدقة وما اذا كانت تحتوي علي ممنوعات أم لا !!! أما الحقيقة التى كشفها القدر، هو أن تلك الحاويات كانت مُحملة بمواد مخدرة، محرمة قانونا، منها "اقراص الترامادول"، ولكن خلافا نشب بين التجار على طريقة "ماشفوهمش وهم بيسرقوا .. شافوهم وهم بيتحاسبوا"، وذلك أثناء استكمال تهريب تلك البضائع عبر منطقة القابوطي - بالتحديد خلف مصنع أولاد اسماعيل - من خلال مراكب تم اعدادها بمعرفة صغار المهربين، وحيث تلاحظ لأحد المهربين أن هناك صوت ملفت بداخل إحدي الكراتين وبفتحها تبين احتوائها على اقراص الترامادول وبالطبع كان الحساب هنا مختلفا، ما بين 10 آلاف جنيه قيمة تهريب البضائع المتفق عليها مسبقاً ولا تعدو مجرد شحنات ملابس، وبين 300 ألف جنيه بما يتناسب والموقف الجديد.. والذي تم اكشتافه بالصدفة البحتة...! وأكد المصدر أنه على من يتشكك فى ما يقول، ما عليه سوي زيارة الطريق الدائري خارج مدينة بورسعيد لمشاهدة الحاويات عقب تحميلها بالبضائع التي تم تهريبها علي مرأي ومسمع من كافة القيادات التنفيذية بالمحافظة والتى يفترض أنها المسئولة عن مكافحة الفساد في الميناء.
ملحوظة: لازال هناك مايقرب من ال400 حاوية داخل الميناء تنتظر الخروج من الميناء لاستكمال نفس السيناريو السابق واذا كنا قد نوهنا ان ما تم الكشف عنه بداخل تلك الحاويات إلي الان هو مجرد إقراص مخدرة ... فمن الوارد جدا أن تكون باقي الحاويات تحمل العديد من المحظورات والممنوعات التي قد تهدد الامن القومي للبلاد، وقد يصل الأمر إلى السلاح الذي انتشر مؤخرا فى البلاد كالنار فى الهشيم.