أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الإسلام دين يؤمن بالتعددية الثقافية داخل المجتمع الواحد ويدعو إلى الحوار والتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة، وأكد فضيلته على أهمية وضرورة فتح باب الحوار على أسس علمية تتجاوز التقريب النظري إلى مشاريع عملية تخاطب الجماهير والمواطنين خاصة وأنه لا يزال هناك مساحات كبيرة يمكن الإطلاع عليها بين هذه الديانات، وأن التعايش السلمي ونشر ثقافة الأمن والسلم الاجتماعيين كانا وما زالا سمة أساسية من سمات الحضارة الإسلامية خصوصًا والحضارات الإنسانية عمومًا على مرِّ العصور. جاء ذلك خلال لقاء فضيلته جاء ذلك في لقاء فضيلته بالسفير الألماني بالقاهرة ميشائيل بوك بمكتبه أمس . وأضاف السفير أننا كشعب ألماني نحمل في قلوبنا عظيم الود للرئيس مبارك الذي استطاع بناء جسور قوية من الثقة بين الشر ق والغرب وكان شعورا جميلا من بعض الكنائس الألمانية أن تقيم الصلوات للدعاء للرئيس بأن يشفيه الله ، وأعرب السفير الألماني عن سعادته الغامرة بأن صحة السيد الرئيس تتحسن بشكل كبير وأنه دخل مرحلة النقاهة والصور الأخيرة التي بثها التليفزيون المصري خير وأكبر دليل على ذلك ، وأضاف أن السفارة الألمانية منحت تأشيرة لبعض الصحفيين والإعلاميين المصريين وذلك بهدف الذهاب إلى مقر مستشفى هاديلبيرج لعمل مقابلة مع فخامة الرئيس ، وقد قدم فضيلته شكره العميق لجمهورية ألمانيا الاتحادية حكومة وشعباً على العناية الطبية الفائقة بفخامة السيد الرئيس وأن جميع المصريين يتمنون عودته بعد تعافيه الكامل ويدعون له بدوام الصحة والعافية . أضاف المفتي أن الإسلام يحتاج لمن يقدمه بطريقة أكثر عمقا وشمولاً وبمزيد من الحساسية والموضوعية في كل من الإعلام والمناهج الدراسية خاصة فى بلاد غير المسلمين وأنا دعوت من قبل في زياراتي المتكررة إلى ألمانيا و بريطانيا و أمريكا إلى إنشاء مرجعية للمسلمين بدعم من الأزهر لتسهيل مشاركة المسلمين في الحياة العامة ودعم الجهود الحالية والمستمرة في الجالية الإسلامية لتحقيق هذه الغاية وأعتقد أن هذه التوصيات قد لاقت قبولا حينها، وأرى ضرورة السعي قدما في اتخاذ الخطوات من أجل تنفيذها . وقد دعا الدكتور علي جمعة إلى الاستمرار في كافة المساعي المبذولة لتنمية وتقوية الحوار مع الغرب لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين لدى غير المسلمين، وكذلك بناء جسور حقيقية جديدة شعبية للتعاون والتعارف بعيدًا عن أي مظاهر للتعصب الأعمى التي تؤدي إلى خلق حالة من العداء والكراهية بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة. طالب المفتى السفير الألماني بالقاهرة أن يسهم في زيادة عوامل الأمان للمقيمين ببلاده من المصريين المهاجرين للدراسة أو العمل حتى لا نجد حوادث مستقبلية فيها تعصب ضد العقيدة و حرية ممارستها بما لا يتفق والقوانين السماوية والإنسانية ومن جانبه أعرب السفير الألماني عن تقدير بلاده للدور الذي تقوم به مصر وخاصة المؤسسات الدينية في مساعدة عدد من الدول في نشر مبادئ التسامح والوسطية والاعتدال التي يتسم بها الإسلام -في جميع أنحاء العالم-، وأضاف أن بلاده تحرص على التعامل والتعايش مع كل الجاليات على أرضها باحترام كامل لثقافتهم ومعتقداتهم، مشيرًا إلى أنه يُكنُّ احترامًا خاصًا للإسلام والمسلمين ، وفي نهاية اللقاء قدم السفير الألماني خالص تعازيه في وفاة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر لفضيلة المفتي .