عقدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية إجتماعا مصغرا اليوم الأربعاء لمناقشة إمكانية إطلاق حملة قومية من أجل إقامة صرح جديد للمعهد القومى للأورام التابع لجامعة القاهرة بمدينة 6 اكتوبر وفقا لافضل المستويات العالمية ويضيف بعدا جديدا ومطلوبا لمنظومة الرعاية الصحية الشاملة فى مصر خاصة للفئات الاكثر احتياجا. واستعرضت سيادتها الحلول صغيرة وطويلة المدى للمشكلة التى نشأت عما تعرض له المعهد خلال الفترة الاخيرة والظروف التى يمر بها المبنى الحالى وما ترتب عليها من ضرورة إيجاد بدائل للمبنى المتهالك ووضع تصور لحلول عملية لاستيعاب الأعداد المتزايدة للمرضى المترددين عليه. وأكدت فى بداية الاجتماع ان توفير رعاية صحية جيدة حق أساسي من حقوق الإنسان يتعين حمايته وتوجيه كل طاقات المجتمع لتعزيزه حفاظا على كرامة المواطن وصحته. ودارت مناقشات السيدة سوزان مبارك خلال الاجتماع حول عنصرين أساسين أولهما يتعلق بإنشاء مبنى جديد للمعهد فيما تمثل الثانى فى تدبير الإمكانيات اللازمة لقيام المعهد الحالى بدوره الى أن يتم الانتهاء من إنشاء صرحه الجديد . وفى الجزء الاول من الاجتماع استعرضت سيادتها مشروع اقامة مجمع طبى يتضمن مبنى جديدا للمعهد ..مؤكدة أن هذه المؤسسة تعد ضلعا أساسيا لمنظومة علاج الاورام ليس فقط فى مصر بل فى افريقيا والشرق الاوسط ومنفذا مهما من منافذ الخدمة الصحية المتميزة فى مجال طب وعلاج أخطر امراض هذا العصر وهو "السرطان". وتابعت السيدة سوزان مبارك ما عرضه المهندس الاستشارى من رسوم هندسية للمبنى الجديد للمعهد القومى للاورام والفلسفة الخاصة بإنشائه ومراحل التنفيذ حيث يشمل المبنى الجديد أقساما تشخيصية وأخرى علاجية ومراكز للابحاث إلى جانب الخدمات التعليمية فى هذا التخصص ومقرا لاقامة هيئة الاطباء والتمريض . وتم الاتفاق على تخصيص 50 فدانا من الارض المخصصة لجامعة القاهرة بمدينة الشيخ زايد لهذا الغرض وسيتم اعداد " كتاب أبيض " يتضمن رسالة المعهد على المستوى القومى ومشروع المبنى الجديد والتكاليف المطلوبة ومراحل التنفيذ والبرنامج الزمنى وسيتم الانتهاء من هذا الكتاب خلال شهر. ومن منطلق أن إنشاء مثل هذه المؤسسات يجب ان يعتمد على المشاركة المجتمعية الفاعلة لتحقيق أهداف الاجندة الاجتماعية الطموحة سيتم إنشاء مؤسسة أهلية برئاسة السيدة سوزان مبارك تتولى الاشراف على تنفيذ المشروع وجمع الاموال اللازمة ومتابعة التنفيذ فى شفافية تامة تأكيدا لمصداقية هذا المشروع الطموح باعتباره ملكا للمصريين جميعا. وأكدت ان المشاركة بكافة صورها عنصر فاعل ولدينا تجارب عديدة فى مصر نجحت لانها بنيت على التعاون والمشاركة المجتمعية مثل مستشفى الاطفال "57357 " فهى لسان حى على نجاح المشاركة البناءة بين الحكومة من جانب والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى من جانب اخر وهى دلالة واضحة على اهمية المشاركة المجتمعية بما يعكسه من حرص المواطنين البسطاء على دعم هذا المشروع ..لافتة الى اننا نسعى من خلال هذه المشاركة لتكرار هذا النموذج المتميز . واطلعت السيدة سوزان مبارك على التصور المقترح الذى أعده الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى الذى حضر الاجتماع واستمعت لمقترحات المشاركين فى الاجتماع ، قائلة إننا أمام مشروع ضخم يتطلب العمل السريع من اجل وضع خطة عمل وتوفير التمويل اللازم فى اطار حملة قومية نطلقها فى اقرب وقت ممكن من اجل البدء فى تنفيذ هذا المشروع. ثم تطرق الاجتماع الى آليات تدبير الامكانيات اللازمة لقيام المعهد الحالى بدوره ومناقشة الوضع الحالى للمبنى القائم حيث تبين انه تم الانتهاء من ترميم جميع الادوار المخصصة للمرضى بالمبنى الشمالى بما اتاح 300 سرير تم استخدامها بالكامل والجزء الباقى سيكتمل خلال أربعة أسابيع ويشمل تركيب خمس غرف عمليات تم استيرادها بالفعل وموجودة بالموقع وبعدها يكتمل التشغيل فى المبنى الشمالى بكامل طاقته. واستكمالا للحلول قصيرة المدى تسلم المعهد المستشفى الذى خصصته وزارة الإسكان بالتجمع الاول وتضم 100 سرير وحجرتى عمليات ومدرسة تمريض وسيتم تشغيل هذا المبنى خلال ثلاثة اشهر ويجرى حاليا استقبال المرضى فى الاسرة التى خصصت للمعهد بمستشفى الطلبة بجامعة القاهرة وعددها 70 سريرا ، بالاضافة الى غرفتى عمليات ويتم تشغيل هذا الجزء بالكامل بالاضافة الى تخصيص 40 سريرا وغرفتى عمليات بمستشفى المنيل الجامعى وتعمل الان بكفاءة تامة. وبهذه الامكانيات التى تم تدبيرها يكون المعهد قد نجح فى استيعاب أكثر من 80 % من طاقته السابقة ويقدم خدمات للمرضى بصورة طبيعية. وتجرى مفاوضات بين وزارتى التعليم العالى والصحة بشأن تخصيص مستشفى العجوزة لمعهد الاورام القومى بجامعة القاهرة حتى يستعيد قدرته الكاملة لخدمة المرضى. وفى ختام الاجتماع، أكدت السيدة سوزان مبارك ايمانها بأن الصحة قيمة عليا فى حد ذاتها ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الفرد وبحاضره وبمستقبله وتؤثر بصورة مباشرة على المجتمعات فى نموها ورخائها. شهد الاجتماع الدكتور هانى هلال ، والدكتور محمود شريف عميد المعهد السابق ووزير الدولة للتنمية المحلية سابقا ، والدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة ، والسيد محمود صالح عضو مجلس ادارة جمعية مصر الجديدة ، والدكتور حسين خالد نائب رئيس جامعة القاهرة ، والدكتور صلاح عبدالهادى عميد المعهد ، والدكتور همام سراج الدين استشارى المشروع ، والسيدة علا غبور رئيس جمعية اصدقاء المعهد القومى للاورام ، والسيدة مها فتحى عضو الجمعية اصدقاء المعهد القومى للاورام .