ان الاحداث الاخيرة التى مرت بها مصرفى الاونة الاخيرة من صراعات طائفية ليست وليدة الصدفة بل هى احداث مفتعلة هدفها الرئيسى زعزعة الامن فى مصر وضرب الوحدة الوطنية وهدم تماسك المجتمع المصرى فالوحدة الوطنية فى مصر ليست جديدة على المجتمع المصرى ولكن لها جزور لاتنسى ومتعمقة فى التاريخ القبطى والاسلامى فى مصر فلنلق نظرة سريعة على الحقبة القبطية فى مصر منذ بدايتها ودخول المسيحية مصر على يد القديس مرقس عام 65 م فى منتصف القرن الاول الميلادى وانتشرت المسيحية فى مصر فى سلام حتى بداية القرن الثالث الميلادى وتولى الامبراطور دقلديانوس الحكم فى الامبراطورية الرومانية حتى انتشر اضطهاد الرومان للمسيحين واستشاهد العديد من المسيحيين وقد اختلفت الاراء فى عدد الشهداء فى هذه الفترة فقد يزيد عددهم على 100 الف شهيد قبطى ولذلك سميت هذه الفترة من التاريخ الرومانى فى مصر بعصر الشهداء وكان قبل دقلديانوس الامبراطور نيرون الذى قام باشعال النيران فى روما والصق التهمة بالمسيحيين حتى يثور الشعب الرومانى على المسيحيين فى انحاء الامبراطورية ولكن باءت محاولته بالفشل وذلك لما هو معروف عن المسيحيين بالتسامح واحترام الاديان والعيش فى سلام واستمر الوضع هكذا فى تقلب مستمر حتى تولى الامبراطور قسطنطين الحكم واعتنق المسيحية واعتبرها دينا رسميا للامبراطورية واصدر مرسوم ميلان للتسامح الدينى وحرية اعتناق الديانات المختلفة ...ومع انتشار الاسلام فى شبه الجزيرة العربية - قام الرسول بارسال الرسل الى ملوك وامراء الدول المختلفة يدعوهم للدخول فى الاسلام فما كان من المقوقس حاكم مصر فى ذلك الوقت الا ان احسن استقبال رسل الرسول واكرمهم على الرغم من رفضه دعوة الرسول الدخول فى الاسلام وقام بارسال بعض الهدايا للرسول منها السيدة مارية القبطية التى تزوجها الرسول واصبحت للمسلمين علاقات قوية مع الاقباط فى مصر الامر الذى شجع عمر بن العاص قائد جيوش المسلمين فى عهد الخليفة عمربن الخطاب بالاستئذان فى فتح مصر وقد تردد عمربن الخطاب فى بادىء الامر لانشغال جيوش المسلمين بمطاردة فلول الفرس والروم ولكن سمح له بعد فترة بفتح مصر واعطاه الاف المقاتلين لفتح مصر.و الامر الذى شجع عمر بن العاص على فتح مصر سوء معاملة الرومان فى هذه الفترة للمسيحيين ممل اضطرهم الى اللجوء الى الاديرة والرهبنة والانعزال خوفا من اضطهاد الرومان لهم واستنجادهم بعمرو بن العاص وقد ساعده رجال الدين المسيحى فى ذلك الوقت فى اقتحام حصن بابليون ودخول القاهرة وقد ضرب عمرو بن العاص فى فتح مصر سنة 641 م مثالا للتسامح الدينى بحيث ترك للمسيحيين الحرية فى ممارسة الشعائر الدينية وبناء الكنائس تخليدا لذكرى شهداء المسيحية وقلت ظاهرة الرهبنة وبناء الاديرة فى الصحارى ..وما يقال عن فرض عمرو بن العاص لضريبة الجزية على المسيحيين فقد كان يعفى من هذه الضريبة النساء والشيوخ والاطفال ويدفعها الشباب فقط وكانت نظير حمايتهم والدفاع عنهم ويصرف من هذه الاموال على تجهيز الجيش وبناء السدود والطرق والكبارى والمنشاءات الهامة فى البلاد وهى تناظر الذكاة التى يدفعها المسلمين وهذا يدل على الوحدة والتسامح بين ابناء المجتمع الواحد وخاصة فى ظل الفتح العربى لمصر ولاننسى ان من اطلق على مسيحيى مصر لقب قبط هم العرب الذين سموا مصر بلد القبط وهى كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية جيبتوس واطلق العرب على اهل مصر لقب قبط و" قبطى" معناها "مصرى " . ولكن الاحداث الاخيرة التى حدثت فى مصر وتناقلتها وسائل الاعلام بنوع من العرض المبالغ فيه منها على سبيل المثال احداث نجع حمادى وبهجورة بقنا ودير ابو فانة بالمنيا واحداث ديروط وشطب باسيوط ومطروح والاسكندرية هى احداث فردية كغيرها من الاحداث ولكن هناك ايدى خفية قامت باشعال فتيل الصراع وتحريك النزعة الدينية واصباغ هذه الاحداث بالطابع الدينى مما ادى الى اشتباكات و احداث مؤسفة راح ضحيتها العديد من الابرياء وتخريب العديد من المنشئات وتهديد حياة الابرياء . فمن الجانى فى كل هذه الاحداث ...؟ من المحرك لهذه الاحداث ....؟ من الذى اشعل الفتيل .. وفى هذا التوقيت بالذات ؟ فى فترة عصيبة تمر بها مصر .نعم انها فترة عصيبة وذلك لان البلاد على وشك خوض انتخابات برلمانية لمجلسى الشعب والشورى وبعدها انتخابات الرئاسة وكل ذلك فى فترات متقاربة ، فياليت كل مواطن قبطى ..كل مواطن مصرى يحب مصر.. ان يدرك انه من مصلحتنا جميعا ان تستقر الاوضاع السياسية الداخلية حتى نستطيع التركيزعلى النهضة الاقتصادية واللحاق بركب التطور السريع الذى يمر به العالم فلنتحد جميعا.... فلننسى الخلافات والصراعات والمصالح الشخصية والاهواء الذاتية وننظر نظرة موضوعية للامور ونغلب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ولا ننجرف مع تيار التغيير الذى يناد به بعض المحرضين دون وعى او ادراك للامور .