رغم انشغال الصحف البريطانية الصادرة اليوم بالشأن المحلي، إلاَّ أن الأوضاع في كل من سورية وليبيا والاحتجاجات على جشع الشركات في أنحاء مختلفة من العالم تحظى باهتمام بالغ في صحف الاثنين. فعن تطورات الأوضاع في سورية، نطالع في الديلي تلغراف تحقيقا لمراسل الصحيفة في مدينة حمص، واسمه المستعار حسين الحق، يصف فيه بداية منزلا وصل إليه بمساعدة دليل أرشده عبر الأزقة والحارات الضيقة إلى مخبأ للجنود المنشقين، والذين يخططون للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويروي المراسل أيضا كيف مرَّ على عدد من حواجز التفتيش والشرطة قبل أن يصل إلى المنزل المذكور الذي يقول إن عددا من المسلَّحين الذين يقولون إنهم أخذوا على عاتقهم مهمَّة حماية السكان المحليين من عناصر الجيش كانوا قد تجمَّعوا بداخله. يقول تحقيق الديلي تلغراف: يعرض المنشقون السبعة في المنزل الآمن بفخر الأسلحة المسروقة، بما فيها القنابل ومنصَّات إطلاق الصواريخ والمدافع المضادة للطائرات . وحول أولئك المسلَّحين، ينقل التحقيق عن أبو علي، والذي يصفه بأنه متظاهر تطوَّع ليخدم المتظاهرين كدليل: يستطيع هؤلاء الرجال المكوث هنا ليومين أو لثلاثة أيام فقط، فأسرهم قلقة بشأن قدوم الأمن واقتيادهم بعيدا . وفي الإندبندنت نطالع أيضا تحقيقا مطوَّلا لمراسل الصحيفة في منطقة الشرق الأوسط، روبرت فيسك، جاء بعنوان ألأسد، غاراته على لبنان، وانزلاق سورية البطيء إلى أتون الحرب الأهلية . يقول فيسك في تحقيقه المرفق بصورة كبيرة لمظاهرة مليونية مؤيِّدة للأسد شهدتها دمشق يوم الأربعاء الماضي إنه على الرغم من مظاهرات الدعم والتأييد لنظام الرئيس الأسد في دمشق، فإن درجة التوتر ترتفع على الحدود والتصدُّعات بدأت بالظهور في جسم النظام. بعدها ينتقل المراسل إلى القول: على الأقل، بتنا نعلم الآن، من أفواه معارضي الأسد، أن العصابات المسلَّحة التي يقول النظام إنها تقاتله موجودة حقا، وإن كانت ترتدي زيَّا نظاميا . وإلى تحذير الأممالمتحدة مؤخرا من احتمال انزلاق البلاد في أتون حرب أهلية، ينطلق بنا فيسك إلى التنبيه من خطورة الأوضاع في البلاد نتيجة إصرار الحكومة على المضي قدما في حلِّه الأمني للأزمة وإعلان بعض أطراف المعارضة صراحة بأنها باتت تخوض صراعا مسلَّحا مع النظام. ومن الوضع في سورية إلى الشأن الليبي، وتحديدا إلى المواجهات المستعرة في مدينة سرت بين الموالين للعقيد معمَّر القذافي والعناصر التابعة للمجلس الليبي الانتقالي، نطالع في الديلي تلغراف تحقيقا لكون كوفلين جاء بعنوان نجاة بأعجوبة في ليبيا . يقول كوفلين: على الرغم من تميُّز قواتنا، إلاَّ أن العملية ضد القذافي أُفسدت على جميع الجبهات . ويضيف: المشكلة الأكبر هي إقناع الدول الأخرى الأعضاء في الناتو بلعب دور كامل . وبلغة الكاريكاتير تتابع التايمز اليوم رصد الاحتجاجات في الغرب على جشع الشركات ، فتنشر الصحيفة على صفحتها الخامسة والعشرين رسما كاريكاتيريا ساخرا أرفقته بعبارة احتلال وول ستريت . في الرسم يظهر مصرفيان بدينان راح كلاهما يدخِّن السيجار، وقد جلس أحدهما وراء مكتبه ولسان حاله يقول لدينا ما يكفينا من المال . أمَّا زميله الآخر، فقد بدا وهو يحدِّق من نافذة البرج العالي في حي المال والأعمال في مدينة نيويورك، وراح يخاطب حشدا من المتظاهرين أسفل البناء في الشارع قائلا لهم: أولئك الأشخاص هناك في الأسفل يبدون صغارا للغاية، وذلك إلى درجة يمكن معها سحقهم بإصبع واحدة . بدورها تفرد الديلي تلغراف صفحتيها الرابعة والخامسة لرصد آخر تطورات الاحتجاجات على النظام المالي العالمي. فعلى الصفحة الرابعة من الصحيفة نطالع صورة كبيرة لحشد كبير من المتظاهرين في ميدان تايمز سكوير في نيويورك وقد توسَّتطهم مجموعة كبيرة من عناصر الأمن والشرطة، وإلى يسارها صور أصغر لمحتجين متضامنين معهم احتشدوا أمام مقار المصرف المركزي الأوروبي في كل من فرانكفورت وفانكوفر وسانتياغو. وتحت مجموعة الصور نطالع أيضا تحقيقا بعنوان متظاهرو وول ستريت يشعلون شرارة الغضب العالمي . وفي التفاصيل نقرأ عن أعمال الشغب التي لفَّت العاصمة الإيطالية روما، وعن التحدي العالمي الكبير الذي يواجه الأمريكيين، والذي يتجلَّى بمواجهة ثنائي الجشع وعدم المساواة. أمَّا على الصفحة المقابلة من الصحيفة نفسها، فنطالع تحقيقا مصوَّرا آخر ذا صلة جاء بعنوان اقتحام كاتدرائية القديس بول، لكن الكاهن يطلب من الشرطة المغادرة . يتحدث التقرير عن قيام مئات المحتجِّين على النظام المالي العالمي باقتحام الكنيسة التاريخية الواقعة في قلب العاصمة البريطانية لندن، حيث تصدَّى لهم بداية عناصر الشرطة وحاولوا ثنيهم عن دخول الكنيسة. إلاَّ أن كبير الكهنة في الكنيسة فاجأ الجميع عندما طلب من الشرطة مغادرة المكان ورحَّب بالمحتجين، طالبا إليهم الانضمام إليه في القدَّاس الذي أحياه صباح الأحد. وبينما يشمِّر متظاهرون عن سواعدهم شرقا وغربا للاحتجاج على الأوضاع في بلدانهم، نقرأ اليوم في الغارديان عن مجموعة أخرى تقول الصحيفة إنها تعتزم إلقاء السلاح ووضع حدٍّ لمسيرة تمرُّدها التي دامت 40 عاما. يقول التحقيق إن جماعة إيتا ، التي تخوض صراعا مسلَّحا ضد السلطات الإسبانية على مرِّ العقود الأربعة المنصرمة للمطالبة باستقلال إقليم الباسك ، تخطط لإعلان نهاية مؤكَّدة للصراع الذي أودى بحياة أكثر من 800 شخص خلال الأعوام ال 43 الماضية.