تراجع اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين بمجريات الأحداث في ليبيا من صفحات الرأي إلى صفحات التقارير والتغطيات الاخبارية، بينما عادت أخبار معتقل غوانتنامو إلى الواجهة في تقرير نشرته صحيفة دايلي تلغراف الى جانب عدد من الصحف الامريكية والاوروبية بالاتفاق مع موقع ويكيليكس. ونشرت الصحيفة محتويات وثائق مسربة من موقع ويكيليكس بشأن سجناء معتقل غوانتنامو، حيث كشفت عن أن أكثر من 150 من هؤلاء الأسرى ابرياء تماما. ومن بين المعلومات التي سيكشف عنها ويكيليكس أن تنظيم القاعدة هدد في وقت سابق بشن عاصفة جحيم نووية على الغرب إذا القي القبض على أسامة بن لادن أو قتل. وتضيف الصحيفة في تقريرها، الذي أعده أربعة من مراسليها، أن تلك الوثائق المسربة تحتوي على تفاصيل التحقيقات مع أكثر من 700 من معتقلي غوانتنامو. وترى الصحيفة ان هذه المعلومات التي سيتم الكشف عنها ستثير نقاشا في العالم بشان إنشاء معتقل غوانتنامو الذي مكن الولاياتالمتحدة من جمع معلومات استخباراتية من قادة بارزين في تنظيم القاعدة، لكنه فجر غضبا شديدا في أوروبا والشرق الأوسط بشأن معاملة المعتقلين . وتقول الدايلي تلغراف إن هذه الملفات المسربة تكشف عن خلفيات القبض على كل فرد من المعتقلين ال780 وأوضاعهم الصحية و المعلومات التي أدلو بها خلال استجوابهم. وتكشف الصحيفة عن أن حوالي 220 شخصا فقط ممن اعتقلوا في غوانتنامو تم تصنيفهم من قبل الولاياتالمتحدة باعتبارهم إرهابيين دوليين خطرين . وتضيف الصحيفة أن 380 شخصا آخرين ينتمون إلى مستوى أقل خطورة، إما أنهم أعضاء في حركة طالبان أو متطرفون قدموا إلى افغانستان. وتخلص الصحيفة إلى أن ما لا يقل عن 150 آخرين هم افغان وباكستانيون أبرياء، بينهم مزارعون وطهاة وسائقون تم جمعهم من قبل القوات الأمريكية أو حتى بيعهم لها. ووفقا للوثائق التي سيتم الكشف عنها، توصل قادة أمريكيون بارزون الى أنه في عشرات الحالات لم يكن هناك سبب مسجل لترحيل المعتقلين. لكن الوثائق المسربة، وفقا للصحيفة، لم تكشف عن تفاصيل الأساليب المتبعة في الحصول على المعلومات من المعتقلين مثل الإيهام بالإغراق وغيرها من أساليب التعذيب. صحيفة الاندبندنت نشرت مقالا للكاتب روبرت فيسك حاول فيه استعراض انعكسات الأزمة في سورية على لبنان. يقول فيسك إن حرب الرئيس بشار الأسد مع مواطنيه السوريين تقترب بشكل خطر من لبنان . ويذكر الكاتب بأن مدينة طرابلس في شمال لبنان شهدت الجمعة مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للرئيس السوري بشار الأسد، بينما ملأت الحكومة شوارع المدينة بعناصر القوات الأمنية. ويشير فيسك في هذا الصدد إلى أن في مدينة طرابلس عدد مقدر من أبناء الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلة الرئيس الأسد، وتحتفظ غالبيتهم بعلاقات أسرية مع سورية. ويقول الكاتب أن ما يزيد الأمر إرباكا هو وجود حزب الله، الذي يصفه بأنه المليشيا الوحيدة ذات الوزن في البلاد . ويضيف فيسك أن حزب الله صدق ما قالته السلطات السورية من أن النائب البرلماني عن تيار المستقبل اللبناني جمال جراح متورط فيما سماه الأسد التمرد المسلح في مدن درعا واللاذقية وبنياس وحلب. ويشير الكاتب إلى ان التلفزيون السوري عرض مقابلات مع رجلين في غاية الخوف، وأضاف التلفزيون أن أحدهما اعترف بجلب أموال وأسلحة إلى سورية بناء على تعليمات جراح. ويقول فيسك إن تيار المستقبل وجراح قد نفيا تلك الادعاءات بغضب، إلا أن حزب الله أصر على مثول جراح أمام العدالة في لبنان. ويتابع الكاتب قائلا إن غالبية اللبنانيين ظلوا حريصين على النأي بانفسهم من الوضع السوري المعقد . ونطالع على صفحات التايمز مقالا افتتاحيا بعنوان الطريق إلى دمشق . تقول الصحيفة إن أمام الرئيس السوري بشار الأسد خيارين، إما الاعتراف بانه تأخر كثيرا عن الإصلاح والعمل على تسريعه أو التنحي عن السلطة على خطى الرئيس المصري السابق حسني مبارك . وترى الصحيفة أن الاستمرار في قمع المظاهرات قد يؤدي إلى الفوضى ووقوع سورية في فتنة طائفية شبيهة بما حدث في لبنان خلا ل عقد السبعينات من العام الماضي. وتضيف التايمز أنه على الرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام السوري بسبب رعايته للإرهاب ، إلا أن النظام السوري ظل يعامل بقدر من الاحترام من قبل القوى الغربية. وتذكر الصحيفة بأن الحكومة السورية تعاونت مع الجهود الدولية لإجلاء قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين من الكويت في الفترة بين عامي 1990 و1991. كما تشير التايمز إلى مساندة سورية لقرارات مجلس الأمن ضد نظام صدام حسين إضافة إلى قبولها إنهاء الوجود السوري الذي استمر 29 عاما في لبنان . وتخلص الصحيفة الى القول إنه لكل هذه الاسباب مالت القوى الغربية لرؤية سورية كدولة جديرة بالثقة في العلاقات الدولية. لكن التايمز تعود لذكر نقاط أخرى ترى انها لا تصب في مصلحة السلطات السورية، ومن بينها أنها أرسلت فرق الموت لتنفيذ اغتيالات في لبنان وساهمت في إيصال السلاح الإيراني إلى حزب الله. وتخلص الصحيفة إلى استعداد النظام السوري للعمل كعميل للحكومة الدينية في طهران هو سبب استراتيجي يحتم أن تدعم الحكومات الغربية المظاهرات في سورية. تناولت صحيفة الفاينانشيال تايمز في مقالها الافتتاحي العلاقة بين الأوضاع الاقتصادية في الدول العربية والانتفاضات التي شهدتها العديد من دول المنطقة. وترى الصحيفة في مقالها بعنوان إقتصاديات الربيع العربي أن إقدام محمد البوعزيزي، بائع الفواكه التونسي، على إحراق نفسه ربما ينظر إليه على انه الزناد الذي أشعل الصحوة العربية التاريخية . وتضيف الفاينانشيال تايمز أن ما سمته قربان البوعزيزي والمظاهرات التي أطلق لها العنان اثبتا أن مظالم العرب السياسية والاقتصادية وجهان لعملة واحدة . وتقول الصحيفة إن الدول العربية تختلف بدرجات كبيرة في الأوضاع السياسية ودرجة التسلط وآفاق التغيير وبنيتها الاقتصادية . لكن كاتب المقال يستدرك بالقول لكنها جميعا (الدول العربية) تحتاج إلى الإصلاح. وهي جميعا، مع استثناءات قليلة، تعاني من مشكلات اقتصادية متشابهة . وتضيف الصحيفة أن الاختلال الأساسي في الدول العربية يتعلق بما سمته الدولة الريعية ، مشيرا إلى المداخيل العالية في الدول العربية البترولية، مقابل مداخيل متواضعة في دول عربية أخرى.