تجمع مئات الآلاف من الاشخاص في احدى الساحات الكبرى في دمشق للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد بينما اعلن محام عن اطلاق سراح المعارض البارز وليد البني المحتجز منذ السادس من اب/اغسطس بكفالة. ياتي ذلك فيما اعتبر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ان ولادة المجلس الوطني السوري تشكل "خطوة مهمة" وطالب الحكومة السورية "بالتفاهم معه" لمصلحة سوريا، وذلك في تصريحات لقناة الجزيرة. وتجمع مئات آلاف الاشخاص في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة السورية تلبية لدعوة وجهها موالون للرئيس السوري بشار الاسد عبر صفحة "وطني سوريا" على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. وقال المنظمون على صفحتهم ان هذه المسيرة تهدف الى "دعم الوحدة الوطنية والتضامن مع اهالي الشهداء وتقديم شكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سوريا". واستخدمت روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي، في 4 تشرين الاول/اكتوبر حقهما في النقض لوقف مشروع قرار قدمته الدول الغربية لادانة النظام السوري وفرض "اجراءات محددة الاهداف" عليه كي يوقف قمعه الدامي للاحتجاجات الشعبية ضده. وتأتي هذه الدعوة بعد ان تزايدت الضغوط الغربية على سوريا حيث دعا البيت الابيض الجمعة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي فورا محذرا من انه يتجه بالبلاد نحو "منحى خطير جدا". كما اكد الاوروبيون ضرورة مبادرة الاسد الى "التنحي عن الحكم للسماح بانتقال السلطة"، وتصميمهم "على المضي قدما وبشكل فعال" في سياستهم تجاه دمشق "بما في ذلك" تعزيز العقوبات. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "الشعب والجيش معك يا قائد الوطن" و"سوريا بلدنا والاسد قائدنا" كما رفعوا الى جانب العلم السوري اعلام الصين وروسيا وصورا للرئيس السوري. وبالتزامن مع ذلك، اعلن المحامي ميشال شماس لوكالة فرانس برس ان القضاء السوري قرر الافراج بكفالة عن المعارض البارز وليد البني المتهم بالتحريض على التظاهر واثارة النعرات الطائفية. وذكر شماس للوكالة ان "محكمة استئناف الجنح في ريف دمشق قررت الاربعاء اخلاء سبيل المعارض وليد البني بكفالة مالية قدرها 1150 ليرة سورية (23 دولارا) ومحاكمته طليقا بتهمة "التحريض على التظاهر واثارة النعرات الطائفية". واعتقلت السلطات الامنية السورية المعارض البارز والسجين السياسي السابق البني ونجليه مؤيد واياد من منزله في مدينة التل (ريف دمشق) في السادس من اب/اغسطس قبل ان تطلق في وقت لاحق سراح نجليه. عربيا، اعتبر الشيخ حمد في تصريحات بثتها قناة الجزيرة ليل الثلاثاء ان "المجلس الوطني السوري (المعارض) خطوة مهمة (...) انه لمصلحة سوريا اذا استطاعت الحكومة السورية الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للامة السورية توازنها وتبني مستقبلها من جديد". وتم الاعلان عن تشكيل المجلس الوطني السوري في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر، وهو تجمع معارض ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متعددة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات في سوريا، والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة وكذلك احزابا كردية واشورية. واضاف امير قطر ان "المطلوب الان هو ايقاف القتل وايجاد مجال للناس لتناقش امورها بين بعضها البعض وتبتعد عن عملية القتل شبه اليومية". من جهة اخرى، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مظاهرة حاشدة خرجت مساء الاربعاء في بلدة بسامس بجبل الزاوية في محافظة ادلب ضمت نحو 9 الاف متظاهر. وقال ان مظاهرة اخرى خرجت في مدينة سراقب رغم اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن مشيرا الى ان مظاهرات عدة خرجت في عدد من احياء مدينة حمص كان اضخمها في حي بابا عمرو. واوضح ان مظاهرات خرجت في بعض مدن ريف دمشق ومدن ريف درعا ودير الزور وفي احياء بمدينة اللاذقية. ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه "سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة امن الدولة في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة السورية ترافق مع انتشار امني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوال" دون ان يذكر اي تفاصيل عن الانفجار ولا عن اي خسائر بشرية او مادية قد تكون نجمت عنه. وفي حمص (وسط)، اضاف المرصد "سمعت اصوات انفجارات قوية هزت حي دير بعلبة ظهر اليوم الاربعاء ترافقت مع سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعة". واشار المرصد الى ان "حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من قبل الحواجز الامنية والعسكرية المنتشرة فيه ويمنع دخول السيارات اليه". واضاف "استمرت حملة الاعتقالات في الحي لليوم الثالث على التوالي كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات في حي القصور". ياتي ذلك فيما "نفذت قوات الامن صباح الاربعاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب (شمال) اسفرت عن اعتقال 23 شخصا"، بحسب المرصد. وفي الولاياتالمتحدة، اتهم مواطن اميركي من اصل سوري بالتجسس على محتجين مناوئين للنظام السوري في الولاياتالمتحدة وتصويرهم وتقديم تلك المواد لاجهزة الاستخبارات السورية بهدف اسكات المعارضة، حسب ما افاد مسؤولون اميركيون الاربعاء. ولكن السفارة السورية في واشنطن نفت هذه الاتهامات بالتجسس ووصفتها بانها "مثيرة للسخرية". وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الاممالمتحدة فيما تتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.