ميدوجوري (نيجيريا) (رويترز) - قال مسؤول حكومي يوم السبت ان الاشخاص الذين يشتبه بأنهم اعضاء في جماعة اسلامية متشددة ويواجهون المحاكمة للاشتباه في اشتراكهم في تفجيرات مميتة من بينها هجوم انتحاري على مقر الاممالمتحدة هم أعضاء صغار في الجماعة. وقد يواجه الاربعة الذين يشتبه في أنهم أعضاء في جماعة بوكو حرام عقوبة الاعدام اذا ثبت ادانتهم في شن هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على مقر الاممالمتحدة الشهر الماضي أسفر عن سقوط 23 قتيلا وأكثر من 100 مصاب. والرجال الاربعة من بين 19 قدموا الى محكمة في أبوجا يوم الجمعة بتهمة شن هجمات متفرقة بصفتهم أعضاء في الجماعة الاسلامية المتشددة التي يعني اسمها بلغة الهاوسا المحلية في شمال نيجيريا "التعليم الغربي حرام" والتي ينحى عليها باللائمة في أغلب التفجيرات وحوادث اطلاق النار شبه اليومية في شمال شرق البلاد. وقال ضنا عثمان المتحدث باسم حاكم ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا "الذين يحاكمون ليسوا الكبار وانما نشطاء ميدانيون. القادة هم الذين يخططون العمليات لينفذها الاعضاء." وقال ان بدء المحاكمة جيد وسيء بالنسبة للحكومة. وتابع "انه جيد لانه يمكن للجمهور الان أن يرى أنه لا يوجد مجرمون لا يمكن المساس بهم خصوصا عندما يتعلق الامر بالامن في الحياة. وهو أيضا سيء لان أعضاء بوكو حرام قد لا ينظرون بعد الان في خيار التفاوض." ولم تفلح حتى الان الجهود الرامية لاجراء حوار مع الطائفة في وقف الهجمات وأدت هذه الجهود في بعض الحالات الى مزيد من الاضطرابات. ولقي باباكورا فوجو وهو من عائلة زعيم جماعة بوكو حرام الراحل محمد يوسف حتفه بالرصاص يوم السبت في حادث وصفه مسؤولون بانه هجوم انتقامي لمحاولته عقد محادثات مع الحكومة. وكان الرئيس النيجيري السابق اولوسيجون اوباسانجو قد قام بزيارة مفاجئة الاسبوع الماضي لمنزل عائلة يوسف في ميدوجوري. وقال مصدر عسكري في ميدوجوري لرويترز طالبا عدم الكشف عن اسمه "هذا دليل على ان الاعضاء الاخرين بالطائفة شعروا انه ما كان ينبغي له (فوجو) ان يكون الشخص الذي يتحدث بالنيابة عنهم." وأكد الجيش مقتل فوجو لكنه لم يدل بأي تعليق اخر. وكان الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان شكل في يوليو تموز الماضي لجنة للتحقيق في الاضطرابات في شمال شرق البلاد وأجرى حوارا مع جماعة بوكو حرام لكن تقرير اللجنة لم يظهر قط مما يشير الى أن الحكومة تتبنى نهجا متشددا بعد تفجير مقر الاممالمتحدة. والهجوم كان أول تفجير انتحاري معروف في البلاد وشكل تقدما في طموح الجماعة وفي تطور المتفجرات التي تستخدمها. ويقول مسؤولو مخابرات ان الادلة تشير الى أن بعض أعضاء جماعة بوكو حرام تدربوا في النيجر ولهم علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وأصبحت الولاياتالمتحدة قلقة على نحو متزايد من التهديد الذي تشكله جماعة بوكو حرام ومن عملياتها مع القاعدة. وامتد التهديد الذي تشكله الجماعة خارج منشأها في شمال شرق نيجيريا حيث تلتقي حدود أكثر الدول الافريقية سكانا مع حدود كل من الكاميرون والنيجر وتشاد. واظهرت الجماعة خطورتها بتفجير في ساحة لانتظار السيارات بمقر قيادة الشرطة في ابوجا في يونيو حزيران كاد أن يصيب قائد الشرطة والهجوم على مقر الاممالمتحدة. وقال المدعون للمحكمة "انتم ..ساليسو محمد وموسى موكايلو ودانزومي هارونا وعبد السلام ادامو من ولاية كانو تآمرتم فيما بينكم وارسلتم مفجرا انتحاريا في (سيارة هوندا) محملة بالمتفجرات اقتحم بالقوة مقر الاممالمتحدة بأبوجا وفجر مواد ناسفة فقتل 25 شخصا." وتؤكد الاممالمتحدة ان عدد القتلى 23 والمصابين اكثر من 100. وقالت المحكمة ان القضية خارج نطاق اختصاصها وامرت باحالتها الى المحكمة العليا الاتحادية لنظرها يوم الثالث من نوفمبر تشرين الثاني. واتهم رجل اخر بمشاركته في هجوم بقنبلة عشية العام الجديد على ثكنة عسكرية قتل فيه ما لا يقل عن اربعة اشخاص. ووجهت للمتهمين الاخرين تهم شن هجمات تفجيرية في ولاية باوتشي في شمال نيجيريا أو حيازة أسلحة نارية ومتفجرات أو التامر في جرائم ارهابية. وينقسم سكان نيجيريا الذين يتجاوز عددهم 140 مليونا بشكل متساو تقريبا بين الشمال ذي الاغلبية المسلمة والجنوب الذي يغلب عليه المسيحيون. ولا تحظى بوكو حرام التي تريد توسيع نطاق تطبيق الشريعة الاسلامية بتأييد أغلب المسلمين النيجيريين.