تسارعت وتيرة تراجع البورصات العالمية الاثنين لا سيما ان الاجتماع الذي عقدته مجموعة الدول السبع خلال نهاية الاسبوع لم يسمح بتهدئة مخاوف الاسواق بشان افلاس اليونان، وهي فرضية تتطور وتتسبب في انهيار جديد للسندات المصرفية. وقال سيريل رينيا الخبير في الاستراتيجية المصرفية في شركة ناتيكسيس ان "الاجواء مسمومة مع شائعات مثيرة للقلق الشديد حول البنوك ومخاوف قوية بشان اليونان وعدم اتخاذ مجموعة السبع مواقف من الازمة الحالية". وسجلت كافة البورصات الاوروبية خسائر صباح الاثنين وعلى راسها باريس حيث تجاوز الانخفاض 4% بسبب مخاوف خاصة حول وضع البنوك الفرنسية التي تواجه خطر تدهور نقاط تصنيفها من وكالة التصنيف المالي "موديز". وفضلا عن ذلك ما زال الملف اليوناني يثير قلق منطقة اليورو ويرمي بثقله على الاسواق. و لا تزال فرضية افلاس ذلك البلد وربما خروجه من منطقة اليورو تلقى مزيدا من الرواج. ولم يستبعد وزير الاقتصاد الالماني فيليب روسلر نهاية الاسبوع الماضي اعلان افلاس اليونان لانقاذ العملة الموحدة قبل ان تذكر وزارته الاثنين بان اثينا تتمتع بكامل مكانتها في منطقة اليورو. كذلك اراد ميشال بارنييه المفوض الاوروبي المكلف الاسواق المالية، ان يهدىء الاجواء عندما اكد مجددا ان منطقة اليورو تبذل كل ما في وسعها لتفادي وصول اي بلد عضو فيها مثل اليونان الى مرحلة التخلف عن سداد ديونه. والتزمت اثينا التي تحاول جاهدة طمأنة الجهات الدائنة، الاحد باتخاذ اجراءات اضافية لتحقيق ادخار بقيمة ملياري دولار خلال 2011. ورحبت المفوضية الاوروبية بتلك التصريحات واعلنت ان الجهات الدائنة لليونان في لجنة الترويكا -المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي- ستعود الى البلاد "خلال الايام القليلة المقبلة". لكن الاجواء تفاقمت منذ ذلك الوقت، وكانت الترويكا غادرت اليونان مطلع ايلول/سبتمبر بطريقة غير متوقعة عندما كانت تقوم بمهمة فيها. وفي هذه الاجواء العامة، يتوقع ان يكون الاسبوع حاسما لا سيما ان صندوق النقد الدولي سيعقد اجتماعا طارئا حول اليونان مع وزراء مالية منطقة اليورو ثم سيعقد الاتحاد الاوروبي اجتماعا الجمعة والسبت في بولندا في محاولة لانجاز ثاني خطة مساعدة لليونان بقيمة 160 مليار يورو تقريبا وعدت به البلاد في 21 تموز/يوليو. غير انه يبدو ان الاسواق تشكك في قدرة رجال السياسة على التوافق وبالتالي استعادة المبادرة في وجه الازمة لا سيما بعد اجتماع مجموعة السبع الجمعة والسبت الماضيين والذي لم يتخذ "اي اجراء ملموس" كما قال احد المحللين. واكتفى وزراء مالية وحكام البنوك المركزية في الدول السبع الاكثر ثراء في العالم الجمعة في مرسيليا بالتحدث عن رد "قوي" و"منسق" على الازمة لكن دون تحديد استراتجيتهم. واهتز اليورو الذي يعتبر عملة تحدق بها مخاطر وسط هذه الاجواء، وانخفض سعر صرفه الاثنين الى ادنى مستوى منذ منتصف شباط/فبراير مقابل الدولار ومنذ عشر سنوات مقابل الين. وفي سوق الديون انخفضت نسبة فوائد السندات الالمانية والاميركية التي تعتبر ملجأ الى ادنى مستوى تاريخي، بينما ارتفعت في المقابل نسب الفوائد الايطالية الاثنين خلال اصدار اسهم الديون العامة. وفي البورصات الاوروبية تواصل التراجع الواضح الجمعة وشهدت باريس في الساعة 09,45 ت غ انخفاضا ب4,04% وفرانكفورت 2,78% ولندن 1,61% بينما تراجعت بورصة مدريد 3,04% وميلانو 3,07%. وشهدت آسيا المنحى نفسه حيث اقفلت بورصة طوكيو على تراجع قدره 2,31% وهونغ كونغ 4,21%.