إتهم مكتب الأممالمتحدة لتنيسق المساعدات الإنسانية الحكومة السودانية بمنع وصول مساعدات الأممالمتحدة وغيرها من وكالات الإغاثة الدولية لولاية النيل الأزرق حيث تسببت الأعمال العسكرية الدائرة هناك منذ نحو أسبوع في تشريد اكثر من 50 ألف شخص. وقال المكتب إن تلك الأعمال والتي شملت ضربات جوية قد تواصلت في ثمانية مواقع منذ يوم الأحد الماضي وخاصة حول مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، وذلك بالرغم من إعلان الخرطوم أن الهدوء قد عاد إلى الولاية. وقال المكتب في آخر تقرير له إن وكالات الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية المشاركة معها قد طلبت من حكومة الخرطوم التصريح لها بالسفر إلى ولاية سنار المجاورة للنيل الأزرق وتأمين بعض المداخل حتى يتسنى تقييم الإحتياجات الإنسانية في المنطقة، ولكن الحكومة السودانية رفضت تلك الطلبات . وقال المكتب إنه على غرار ماحدث في جنوب كردفان حيث تدور رحى الحرب فإن الحكومة أصرت على ضرورة تقديم المساعدات من خلال منظمات متحالفة معها مثل الصليب الأحمر. وجاء في تقرير المكتب أن القتال في ولاية النيل الأزرق قد أجبر 50 ألف مدني وربما أكثر على النزوح من منازلهم في مناطق الكرمك وجيسان ومنزا في إتجاه معسكرات اللاجئين في إثيوبيا. وكانت الإشتباكات قد اندلعت في ولاية النيل الأزرق يوم الجمعة الماضي بين الجيش النظامي السوداني ومسلحين موالين لمالك آجار الحاكم السابق للولاية والذي يعد من أنصار الحركة الشعبية لتحرير السودان التي قادت حرب الانفصال في الجنوب. وطالب برينستون لايمان المبعوث الأمريكي للسودان بعد مباحثاته في الخرطوم مع وزير الخارجية السوداني على أحمد الكارتي بضرورة السماح من كلا الجانبين بدخول منظمات الإغاثة الإنسانية إلى مناطق الحرب. وقال لا يجب أن نصبر على احتمال وقوع كارثة بشرية، ونعتقد ان هذا من الضروري بمكان وأنه يتعين فهم الأمر في هذا الإطار . وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن حالة الطوارئ في ولاية النيل الأزرق وأقال حاكمها المنتخب وعين بدلا منه حاكما عسكريا هو يحيي محمد خير في محاولة لتأكيد سطلة الخرطوم على الولاية المنقسمة سياسيا. كما أغلقت الخرطوم كافة مكاتب الحركة الشعبية لتحرير السودان فرع الشمال في المدن السودانية وقالت إن الحركة لا تمثل حزبا سياسيا شرعيا ولا يحق العمل لها في جمهورية السودان. وقد ردت الحركة على ذلك بإعلانها إنها تعتزم العمل سياسيا وعسكريا لإسقاط نظام حكم الرئيس البشير، وقال المتحدث باسمها ياسر عرمان إن هناك تنسيقا بين الحركة والحركات المناوئة للحكومة السودانية في جنوب كردفان لتشكيل جبهة موحدة ناهضة للرئيس البشير.