قالت شبكة "سي إن إن" نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إن الرئيس دونالد ترامب يدرس خططا لاستهداف منشآت الكوكايين داخل فنزويلا، رغم أنه لم يتخّذ قرارا حتى الآن لمباشرة هذه الخطط. وتتصاعد المؤشرات على احتمال تصعيد عسكري كبير، إذ أمر وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث بتوجيه أحدث حاملة طائرات ومجموعتها الضاربة إلى منطقة البحر الكاريبي لتنضم إلى حشد هائل من القوات الأمريكية في المنطقة، فضلا عن موافقة ترامب على إجراء عمليات سرية في فنزويلا عبر وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه". مع ذلك، أكد مسؤولان أمريكيان، أن ترامب لم يستبعد سلوك نهج دبلوماسي مع كراكاس لوقف تهريب المخدرات إلى الولاياتالأمريكية، حتى بعد أن قطعت واشنطن محادثاتها مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال الأسابيع الماضية. وأكد المسؤولان، أن على الرغم من أن فنزويلا لا يُعرف أنها مصدر رئيسي للكوكايين، تصر إدارة ترامب على ربط الرئيس مادورو بتجارة المخدرات. وكشف مسؤول في الإدارة الأمريكية، أن هناك خطط في الوقت الحالي مطروحة بشأن عمليات على أهداف داخل فنزويلا يدرسها ترامب، غير أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد الدبلوماسية. وخلال الأيام الماضية، صعّد ترامب من لهجته بشأن احتمال تنفيذ هجوم داخل فنزويلا، بعد أن استهدف الجيش الأمريكي 10 قوارب بعمليات منفصلة أسفرت عن مقتل 43 شخصا، بزعم تهريبها مخدرات في منطقة الكاريبي. في وقت سابق، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن الرئيس الأمريكي يدرس شن ضربات داخل فنزويلا في إطار استراتيجية أوسع نطاقا تهدف إلى إضعاف الرئيس نيكولاس مادورو، كما فكر في تنفيذ عمليات برية. وبحسب ما نقلته الشبكة عن مصادر، يضغط بعد المسؤولين في واشنطن لتغيير النظام في فنزويلا، مرجّحين أن تؤدي حملة المخدرات إلى الإطاحة بمادورو؛ إذ يمكن تحقيق ذلك عبر الضغط على المحيطين بالرئيس الفنزويلي الذين ينتفعون من مصادرهم داخل مافيا تجارة المخدرات في البلاد، ما قد يدفعهم إلى التفكير في سبل الإطاحة به. في المقابل، ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في مقطع فيديو نُشر حديثا، وهو يتحدث باللغة الإنجليزية داعيا إلى السلام. ووفقا لمكتب الأممالمتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، لا تُعد فنزويلا دولة منتجة للكوكايين. وتتركز جميع محاصيل "الكوكا" تقريبا، المكون الرئيسي لمخدر الكوكايين، في بيرو وبوليفيا وكولومبيا، كما لم يذكر التقرير السنوي الصادر عن إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في مارس الماضي، فنزويلا ضمن صفحاته الأربع المخصصة لتهريب الكوكايين، لكنه ذكر أمريكا الوسطى والإكوادور والمكسيك. رغم ذلك، يقول مسؤولو الإدارة الامريكية، إن بعض عمليات تهريب المخدرات تتم عبر فنزويلا، وينوّهون إلى أن مادورو اتُهم في عام 2020 بتهم اتحادية تتعلق بالإرهاب المرتبط بالمخدرات والتآمر لاستيراد الكوكايين. وخلال رحلته إلى الإكوادور في سبتمبر الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "هو تاجر مخدرات متهم في أمريكا وهارب من عدالتنا". في الوقت نفسه، حّذر مسؤولون في الإدارة الامريكية من أن ترامب ليس في عجلة من أمره لاتخاذ قرار بسبب تركيزه الحالي على جولته الآسيوية ومفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا. وصرّح المسؤولون الأمريكيون، بأن تنفيذ أي هجوم على أهداف داخل فنزويلا من المرجح أن يتطلب موافقة الكونجرس، أو إحاطات على أقل تقدير، قبل أن تتمكن الإدارة من المضي قدما في تنفيذه. لكن الرئيس الأمريكي قال يوم الخميس لشبكة "سي إن إن"، إن بإمكانه الاستمرار في تنفيذ هجمات على تجار المخدرات في الخارج دون أن يحتاج إلى موافقة الكونجرس على إعلان حرب رسمي، وبينما أوضح أنه سيبلغ الكونجرس بأي عمليات برية، أكد على انه لن يواجه أي معارضة. وأوضح ترامب: "ليس ضروريا أن أطلب إعلان حرب، أظن أننا سنقتل من يُدخلون المخدرات إلى بلدنا. سنقتلهم كما تعلمون". وأثارت التعزيزات العسكري الأمريكية في منطقة الكاريبي تساؤلات حول نوايا ترامب. وأوضح السكرتير الصحفي للبنتاجون في بيان على "إكس"، أن تحريك الحاملة "جيرالد فورد كان يهدف إلى تفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية ومكافحة إرهاب المخدرات".