في واحدة من أكثر عمليات السطو جرأة في تاريخ المتاحف، شهد متحف اللوفر في باريس حادثة سرقة مروعة يوم الأحد، حين تمكن لصوص ملثمون متنكرون في زي عمال بناء من سرقة مجوهرات لا تُقدّر بثمن خلال سبع دقائق فقط، في وضح النهار وأمام الزوار والموظفين. وأكد مسؤولون فرنسيون أن اللصوص ربما تم تعيينهم من قبل أحد هواة جمع التحف، في حين لا تزال السلطات تسعى لتحديد هويتهم، وأعلن الادعاء العام في باريس، يوم الاثنين، العثور على زجاجة سائل ومعدات في موقع الحادث، يجري فحصها حاليًا، مؤكدًا أن كل خيوط التحقيق لا تزال مفتوحة. وقالت المدعية العامة في باريس لور بيكو لوسائل إعلام محلية إن المحققين يرجحون أن اللصوص نفذوا العملية بتكليف من جامع تحف خاص، أو بدافع القيمة المادية العالية للمجوهرات والمعادن الثمينة، مشيرًة في تصريحات لقناة "BFM"، أن السلطات تدرس فرضية تورط الجريمة المنظمة، مشيرة إلى أن اللصوص قد يكونون محترفين يعملون لصالح مشترٍ محدد. وأضافت بيكو أنه في حال تكليف جامع تحف بالسرقة، فمن المرجح أن تُحفظ القطع المسروقة بحالة جيدة لحين استعادتها، أما إذا تصرف اللصوص بمفردهم، فقد يكون هدفهم بيع المجوهرات أو استخدامها في غسل أموال الجريمة. ونقلت وكالة رويترز عن بيكو قولها إن العملية قد تكون مرتبطة ب الاتجار بالمخدرات، نظرًا لحجم الأموال التي يدور في فلكها هذا النوع من الجرائم، ورغم بقاء كل الاحتمالات مفتوحة، فإن المحققين استبعدوا إلى حد كبير وجود تدخل أجنبي في القضية. وفي تعليق مثير، قال لاري لوتون، وهو لص مجوهرات سابق يعمل حاليًا مستشارًا للشرطة، لشبكة فوكس نيوز إن العملية "لا بد أن تكون داخلية أو مبنية على معلومات دقيقة"، وأضاف: "كيف عرفوا سمك الزجاج أو وجود الإنذار؟ لو كنت مكانهم، لأخفيت المجوهرات لعام أو عامين قبل التفكير في بيعها". وأشار لوتون إلى أن شركات التأمين قد تعرض مكافآت ضخمة تصل إلى مليون دولار لاستعادة المجوهرات دون طرح أي أسئلة. وأعلن متحف اللوفر، وهو الأكثر زيارة في العالم، أنه سيظل مغلقًا يوم الاثنين، في أعقاب عملية السطو الجريئة التي نُفذت خلال فترة وصفتها السلطات بأنها من أكثر فترات المتحف فوضوية. ووفق التحقيقات، استخدم اللصوص رافعة سلة للوصول إلى نافذة المتحف، ثم حطموها بآلة صنفرة زاوية وقطعوا ألواح الزجاج الواقية للمجوهرات بقاطع أقراص، واستهدفوا تسع قطع أثرية، نجحوا في سرقة ثمانٍ منها، بينما فشلوا في الاستيلاء على القطعة التاسعة "تاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث" أثناء فرارهم. وتُقدّر قيمة التاج بعشرات الملايين من اليورو، رغم أنه ليس القطعة الأكثر أهمية ضمن المجموعة المسروقة، وقد فرّ اللصوص على متن دراجات نارية، بينما لا تزال هوياتهم مجهولة حتى اللحظة.