هزّت عملية سطو جريئة متحف اللوفر في باريس وأثارت صدمة في الأوساط الثقافية الفرنسية والعالمية، بعد سرقة مجوهرات تاريخية نادرة تعود إلى القرن التاسع عشر، وفي أول تعليق رسمي، توعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بملاحقة الجناة واستعادة القطع المسروقة، معتبراً أن ما حدث "اعتداء على تراث يمثل جزءًا من تاريخ فرنسا وهويتها". وقال ماكرون في منشور عبر منصة "إكس"، الأحد: "سنستعيد الأعمال الفنية، وسيُقدَّم الجناة إلى العدالة. نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك بقيادة مكتب المدعي العام في باريس"، مشيراً إلى أن مشروع نهضة اللوفر الجديدة الذي أطلق مطلع العام يتضمن إجراءات أمنية متقدمة لحماية مقتنيات المتحف وذاكرة الأمة الثقافية. من جهتها، أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية أن اللصوص سرقوا ثماني قطع حلي نادرة لا تقدر بثمن من قاعة أبولون في المتحف، جميعها تعود إلى القرن التاسع عشر، بينها عقد من الياقوت والماس للملكة ماري - إميلي، وآخر من الزمرد للزوجة الثالثة لنابليون الأول، ماري لويز. وأوضحت الوزارة أن تاج الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، سقط أثناء فرار الجناة ويجري فحص حالته حالياً، مشيرة إلى أن العملية كانت "سريعة ومفاجئة"، رغم وجود أنظمة إنذار متقدمة في القاعة المستهدفة، مؤكدًة أن خمسة موظفين من المتحف تدخلوا فوراً لإبلاغ الشرطة وتأمين الزوار، مما أجبر اللصوص على الفرار وترك معداتهم في الموقع. بدورها، صرحت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، أن التحقيقات جارية لتحديد هوية أربعة أشخاص ملثمين فرّوا على دراجات نارية بعد تنفيذ العملية، مؤكدة أن السلطات تواصل ملاحقتهم. ويُعد متحف اللوفر، الذي استقبل نحو تسعة ملايين زائر عام 2024، أحد أبرز رموز التراث الإنساني، وتُعتبر هذه الحادثة من أخطر عمليات السطو الفني في تاريخه الحديث.