اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة خلال اجتماعه بعدد من قادة الدول العربية والإسلامية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، خطة لإنهاء الحرب في غزة. وتدعو الخطة الأمريكية المكونة من 21 نقطة، إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة خلال 48 ساعة بعد التوصل إلى اتفاق، فضلا عن وضع خارطة طريق للقطاع فور انتهاء الحرب، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مصدر مطلع. ويوم الجمعة، عبّر الرئيس ترامب عن تفاؤله بشأن وقف الحرب، قائلا "إننا قريبون للغاية" من التوصل إلى اتفاق بعد أيام من تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بأن "التقدم ممكن". رغم ذلك، تعهد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، بمواصلة القتال حتى القضاء على حركة حماس، إذ أن الخطة تمثّل مشكلة بالنسبة له لأنها تعترف بالتطلعات إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعارضه الوزراء اليمينيون في حكومته. وأوضح المصدر، أن عملية الإفراج عن الأسرى، الذين يُعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، ستكون في مقابل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة تدريجيا. وأكد أن خطة ترامب ستحرم حماس من أي دور مستقبلي في غزة، إذ إنها تنص على وجود مستويين مؤقتين من الحكم في القطاع وهما: هيئة دولية شاملة، ولجنة فلسطينية. مع ذلك، فإن الخطة الأمريكية لم تحدد جدولا زمنيا لتسليم الهيئة الدولية قيادة غزة إلى السلطة الفلسطينية التي تواجه قيودا مشددة من قِبل إسرائيل. كما أن تل أبيب ترفض بشكل قاطع أي دور للسلطة في إدارة القطاع. إلى جانب ذلك، لا تشير الخطة إلى أن أمريكا ستدعم إنشاء دولة فلسطينية، لكنها تعترف بها كطموح للفلسطينيين. وفي إطار ذلك، انتقدت الإدارة الأمريكية الحكومات الأوروبية بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا، لاعترافها بالدولة الفلسطينية، إذ وصف وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو الخطوة ب"المتهورة". وانتقد نتنياهو ركة قيام دولة فلسطينية، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الجمعة، زاعما أن إعطاء الفلسطينيين دولة على بعد ميل واحد من القدس يشبه "إعطاء تنظيم القاعدة دولة على بعد ميل واحد من مدينة نيويورك بعد أحداث 11 سبتمبر"، وفق تعبيره. كذلك، تؤكد الخطة الامريكية، وفق المصدر، على استحالة تنفيذ أي عملية تهجير قسري لسكان غزة. وبعد تولّيه السلطة في يناير الماضي، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيطرة الولاياتالمتحدة على غزة بذريعة إعادة إعمارها وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق" بشرط نقل جميع سكان القطاع إلى الخارج، وهو ما قُوبل بتأييد إسرائيل ورفض دولي تام. يوم الثلاثاء الماضي، عقد ترامب اجتماعا مع قادة من الدول العربية، بما في ذلك مصر والسعودية وقطر والأردن وتركيا وباكستان وإندونيسيا، في لقاء وصفه بأنه "الأهم على مدار اليوم". وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن الخطة عُرضت على القادة العرب في الأممالمتحدة، مضيفا "إننا متفائلون، بل واثقون من أننا سنتوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة". وكشف مصدر مطلع لشبكة "سي إن إن"، أن الخطة تنص بشكل صريح على أن إسرائيل لن تهاجم قطر مجددا، بعد أن استهدفت قادة حماس خلال اجتماعهم في الدوحة في وقت سابق من سبتمبر الجاري. بدوره، أعرب ترامب عن تفاؤله بأن "الاتفاق قريب جدا"، وأشاد في منشور على حسابه بمنصة "تروث سوشيال"، أمس الجمعة: "بالمناقشات المثمرة مع الشركاء في الشرق الأوسط لإنهاء الحرب بغزة"، موضحا أن "المفاوضات المكثفة ممتدة منذ 4 أيام وستستمر لحين التوصل إلى اتفاق ناجح". وأكد الرئيس الأمريكي، أن جميع دول المنطقة معنية بتلك المناقشات، منوّها إلى أن حماس على دراية تامة بها، كما تم إبلاغ جميع المستويات في إسرائيل بمن فيهم نتنياهو. في الوقت نفسه، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الخطة الأمريكية عُرضت على حماس، والتي قد تكون خضعت لتعديلات في الأيام الأخيرة، إذ أن من المرجح أن ينقل المسؤولون القطريون المقترح إلى وفد الحركة المفاوض في الدوحة. وصرّح مسؤول كبير في حماس ل"سي إن إن"، السبت، بأن الحركة لم تتلق أي مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة. من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، السبت، إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى احتمالية تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المكونة من 21 بندا. وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر، أن معظم بنود الخطة مقبولة في إسرائيل، غير أن هناك بنود يرغب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في تعديلها قبل لقائه مع ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل. وأشارت المصادر، إلى أن نتنياهو يصر على استمرار عمل مؤسسة "غزة الإنسانية" لتقديم المساعدات إذ يصف الفكرة المطروحة بإغلاقها بأنها "خطأ". وفي ما يخص عملية الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، تؤكد المصادر استعداد إطلاق سراحهم لكنها تعارض الإفراج عن أسماء بارزة مثل مروان البرغوثي. ويقدّر مصدر تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن يتم الاتفاق مع المسؤولين الأمريكيين على مبادئ إنهاء الحرب بحلول 7 أكتوبر المقبل، حتى وإن امتد تنفيذها لنهاية العام الجاري. اقرأ أيضا: لأول مرة: ترامب يقدم خطة لإنهاء الحرب في غزة بدعم عربي.. فما أبرز بنودها؟ وعد أمريكي وتحذير عربي.. ماذا حدث في اجتماع ترامب والقادة العرب؟ إعلام عبري: نتنياهو يطالب بتعديلات في خطة ترامب لإنهاء الحرب.. فما هي؟