أكد الدكتور عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، أن الاعتراف الأخير الذي قامت به دول كبرى مثل بريطانيا بالدولة الفلسطينية يمثل تصحيحًا لموقف تاريخي اتخذته هذه الدول، لا سيما بريطانيا التي امتنعت عن التصويت على قرار التقسيم عام 1947. وأوضح موسى، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "الحكاية"، أن هذا التطور ينضم إلى حركة سياسية عالمية أصبحت فيها أغلبية دول العالم تعترف بدولة فلسطين. وقال موسى إن هذا الاعتراف رغم رمزيته السياسية والتاريخية، يفتقر حتى الآن إلى صيغة تنفيذية على الأرض، لكنه يمثل بداية حقيقية لحركة سياسية دولية تهدف إلى إيجاد وضع قانوني جديد للسلطة الفلسطينية، وتزيد من الضغط على الاحتلال الإسرائيلي. وأشار عمرو موسى إلى أن 80% من دول العالم تعترف رسميًا الآن بالدولة الفلسطينية، مما يعني أن "الأرض أصبح لها صاحب رسمي شرعي اسمه دولة فلسطين". وتابع أن الدول التي لم تعترف بعد ستعترف تباعًا في المستقبل، مؤكدًا أن هذا يعد خطوة مهمة في النضال الفلسطيني والعمل السياسي العالمي لدعم القضية، والوقوف بوضوح مع القانون الدولي ضد الادعاءات الإسرائيلية. وأكد موسى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يمكنه أن يقول ما يشاء بشأن عدم قيام دولة فلسطينية، إلا أن إرادة الأغلبية الدولية ترفض ذلك وتؤكد على ضرورة إقامة الدولة. وشدد على أن النضال العربي مستمر، وأن ما يحدث من "عبث" إسرائيلي في غزة ولبنان وسوريا كان له أثر كبير في دفع المزيد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ودعا موسى إلى التفاؤل وعدم اليأس أو الانهزامية، مؤكدًا أن هناك أدوات كثيرة يمكن من خلالها تحويل الهزائم إلى نجاحات. ولفت إلى أن نتنياهو يحظى بدعم غير مسبوق، لكن هذا الدعم لن يستمر على أرض هشة، وأن إسرائيل لن تستقر أو تشعر بالأمان إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة لها صيغة تنفيذية.