على مضض قبلت "عايدة" بما خلصت إليه جلسة عُرفية، عُقدت لإنهاء خلافات بينها وزوجها "ص. ع." وشهرته "المعلم عضمة"، وعادت إلى عش الزوجية بناء على طلب الجلسة، بعدما تركته لعدة أسابيع، ولم تتخيل أنها ستلقى حتفها بعد ساعات من عودتها وقضاء حفلة تعذيب، بحسب تحقيقات النيابة العامة. قبل نحو 3 سنوات، أراد "المتهم"، "ص. ع." الذي يعمل جزارا، أن يكمل نصف دينه. ظل يبحث عن شريكة حياته حتى دلته إحدى قريباته على "عايدة" التي تصغره ب4 سنوات، تقدم لخطبتها، وبعد فترة خطوبة لم تتعد ستة أشهر، انتقل الزوجان للعيش في شقة سكنية في منطقة الوراق. في البداية كانت حياتهما هادئة مستقرة، الزوج يعمل في المحل الذي يمتلكه "محل جزارة"، بينما زوجته ترعى شؤون طفلتهما والمنزل. رويدًا رويدًا، عرفت المشاكل طريق الأسرة المستقرة، وأصبح الزوج دائم الاعتداء بالسب والضرب على زوجته، واعتاد الجيران سماع أصوات شجارهما، حتى تركت بيتها وتوجهت نحو منزل والدها. الخلافات بين الزوجين كانت قديمة ومتكررة، قبل أشهر اعتدى عليها بسلاح أبيض تسبب في 18 غرزة، ثم اتهمها بسرقة 90 ألف جنيه، ورغم تحرير محاضر متبادلة، تدخل وسطاء لإقناع الزوجين بضرورة عودتهما حتى تستمر الحياة بينهما، وبعد تعهد الزوج بحسن معاملتها، عادت "عايدة" إلى عش الزوجية، على أمل أن تعيش حياة رغيدة بعد أيام من تركها عش الزوجية. ليلة الجريمة، استدرج المتهم زوجته داخل الشقة، حلق شعرها وأوسعها ضربًا على مدار ثلاث ساعات من التعذيب، قبل أن يسدد المفك في رأسها، تاركًا جثتها تنزف حتى الموت. لم يستطع أن يواجه فعلته أو يتخلص من الجثة، فظل محتفظًا بها داخل المنزل ثلاثة أيام، إلى أن فضحته رائحة الموت، حين أبلغ الجيران الشرطة. وصل المقدم محمد طارق عبدالعظيم، رئيس مباحث قسم شرطة الوراق، إلى موقع البلاغ، وبالفحص تبين وجود الجثة وعليها آثار تعذيب وطعنة نافذة في الرأس، فيما كشفت التحريات أن الزوج "ص. ع. ص" وشهرته "المعلم عضمة" هو القاتل. تم ضبطه واقتياده إلى القسم، حيث اعترف تفصيليًا بجريمته، لتأمر النيابة العامة بتشريح الجثة ودفنها، وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، قبل أن يجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا، تمهيدًا لإحالته إلى محاكمة جنائية.