تُعد مدينة قلين إحدى أبرز المدن التاريخية في محافظة كفر الشيخ، تقع في الجنوب الغربي من المحافظة وتتبعها إداريًا، وتشغل مكانة متميزة كونها عاصمة مركز قلين يحدها من الشمال والشرق مركز كفر الشيخ، ومن الشمال والغرب مركز دسوق، ومن الجنوب محافظة الغربية، ما جعلها حلقة وصل بين مراكز المحافظة والمناطق المجاورة. جذور تاريخية عريقة قلين ليست وليدة العصر الحديث، بل ورد ذكرها في العديد من المصادر التاريخية، في العصور الوسطى، وورد اسمها في الروك الصلاحي الذي أحصاه ابن مماتي بكتابة قوانين الدواوي، ضمن أعمال الغربية، كما جاء ذكرها في الروك الناصري الذي أحصاه ابن الجيعان كتابة التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية. كما ذكرت في العصر العثماني، وردت قلين في التربيع العثماني الذي أجراه الوالي سليمان باشا الخادم في عهد السلطان سليمان القانوني، باعتبارها من قرى ولاية الغربية، وفي عهد محمد علي باشا عام 1228ه /1813م، سُجلت ضمن قرى مديرية الغربية بينما الشواهد التاريخية تؤكد أن قلين كانت حاضرة منذ مئات السنين، واحتفظت باسمها دون تغيير يذكر عبر العصور. قلين عاصمة المركز تعتبر قلين العاصمة الإدارية لمركزها، ويضم المركز 5 قرى رئيسية، و21 قرية تابعة، و90 عزبة وكفر ونجع. القرى الرئيسية وتوابعها هم : ميت الديبة: وتشمل (الشقة – طويلة نشرت – كفر يوسف داود - المنشأة الصغرى – نشرت)، والبكاتوش: وتشمل (منية قلين – منشأة الشاذلي – كفر الجزائر – المنشلين)، وقونة: وتشمل (بلنكومة – صروة – منشأة شبراطو)، وكفر المرازقة: وتشمل (كفر المشايخ – الكفر البحري – المنشأة الكبرى)، وشباس عمير: وتشمل (حصة الغنيمي – الغنيمي – الكردي – قزمان – منشية عجلان). أصل التسمية يرتبط اسم قلين بالقديس (أبسخيرون القليني) الذي عاش في المنطقة وارتبطت سيرته بتاريخها، ليبقى الاسم شاهدًا على امتداد جذورها الروحية والإنسانية. والقديس (أبسخيرون القليني) كان جنديًا شجاعًا محبوبًا، له شهرة واسعة ومكانة بين رفقائه ورؤسائه، من جنود الفرقة التي كانت بأتريب (بنها)، وكان موقفه العظيم عندما أصدر دقلديانوس منشورًا عبارة عن السجود للأوثان في كل أنحاء الإمبراطورية، وإذ أعُلن المنشور بين الجند رفض أبسخيرون التعبد للأوثان، فأمر الوالي بسجنه تتميز قلين بتاريخها العريق، ومكانتها الزراعية باعتبارها مدينة دلتاوية تعتمد بشكل أساسي على الزراعة، فضلًا عن كونها نقطة إدارية رئيسية تربط القرى والعزب المحيطة بها بمدينة كفر الشيخ. كما تحتفظ بطابعها الريفي الأصيل فيشهد مركز قلين بالكامل زراعات متنوعة من المحاصيل الزراعية مثل : القمح، والأرز، وبنجر السكر، وزراعات أخرى متنوعة مثل الخضروات الشهيرة إلى جانب ما تشهده من تحديث إداري وخدمي يخدم سكانها. أبطال من قلين أكد عبدالسلام رُميح، أحد أبناء مركز قلين ل"مصراوي" إن قلين مدينة تحمل مزيجًا من الأصالة والتاريخ، ومركزًا إداريًا حيويًا يربط قرى عدة، ما يجعلها نموذجًا للمدن الريفية المصرية التي تمتزج فيها الجذور العميقة مع حاضر يتطور تدريجيًا لمواكبة العصر. وقال إن تلك المدينة بها أبطال حاربوا ودافعوا عن الوطن منهم البطل الشاب الشرطي صلاح الاختيار والذي فقد ساقيه خلال شجاعته بتفكيك قنبلة أمام مستشفى وهو خبير مفرقعات بمديرية أمن الأسكندرية، انفجرت فيه قنبلة أثناء قيامه بتفكيكها بمنطقة سيدي جابر في شهر فبراير 2015، ما أدى إلى إصابته ببتر في ساقية وكف يده الأيسر، وأمر وزير الداخلية بعلاجه بالخارج على نفقة الوزارة.