سؤال تبادر إلى ذهني وذهن الكثيرين هذه الأيام، وهو لماذا لا تعود إيمان الطوخي إلى الفن مرة أخرى، رغم مرور سنوات طويلة على ابتعادها عن الفن، وليس اعتزالها، على حد وصفها في حوارها مع الزميل الصحفي المتميز هاني سامي؟ استدعاء إيمان الطوخي إلى الساحة الإعلامية، وليس الساحة الفنية، جاء بسبب حديث الفتاة التي تدعى مروة، والتي ادعت أنها ابنة الرئيس الراحل حسني مبارك ومن الفنانة إيمان الطوخي. وهو ما دعا علاء مبارك، نجل الرئيس مبارك، إلى السخرية مما قيل، وأنه لا يستحق حتى التعليق عليه. لكن ادعاء مروة، أدى إلى استدعاء حوار إيمان الطوخي الذي انفرد به هاني سامي، ورغم أنه أجراه منذ سنوات، إلا أنه عاد إلى الصورة هذه الأيام، خاصة أن إيمان نفت نفياً قاطعاً زواجها من الرئيس مبارك، بل وقالت إنها استقبلت الأمر في بدايته بالضحك من تلك الشائعة السخيفة جداً، ثم تضايقت منها عندما كثر الكلام وذهب خيال البعض إلى حد القول إنها أنجبت منه ولداً عمره 16 عاماً وابنة. وهو ما أثار غضب إيمان العارم، ونصحها المقربون منها بإقامة دعاوى قضائية على كل من نشر ذلك، لكنها آثرت الصمت وقالت إن الشائعة ستختفي من تلقاء نفسها بالصمت، وأن القضايا ستفتح المجال للقيل والقال. وعن تفسيرها لسبب الشائعة، قالت إنها ربما تكون بسبب إحيائها لحفلات أكتوبر، التي كان يحضرها الرئيس الراحل مبارك. خاصة أنها حضرت حفلتين متتاليتين، إحداهما أوبريت، وأخرى حفلة مع وديع الصافي وسيد مكاوي فقط. كما أن الرئيس مبارك سألها خلال لقائه بها، عن سبب قلة أعمالها في تلك الفترة، وبعد ذلك ابتعدت عن الساحة الفنية مباشرة. إيمان قالت إن أسباب ابتعادها عن الفن، رغم عشقها الشديد له منذ صغرها، خاصة أنها ابنة الفنان المسرحي محمد الطوخي، ترجع إلى أنها تعبت كثيراً في أعمالها، كما أنها فضلت الابتعاد عن الشائعات التي تُثار حول الفنانين. ورغم ذلك، أعتقد أن هناك أسباباً أخرى لم تذكرها إيمان في الحوار، لكنها بعيدة كل البعد عن شائعة زواجها من الرئيس مبارك. والمؤكد أن إيمان لم تتزوج قط، وإنما فقط تمت خطبتها مرتين، مرة وهي في الجامعة من مخرج مسرحي، والمرة الثانية على الموسيقار محمد ضياء. كما أرجعت إيمان انتشار الشائعة إلى بعض المنافسين والخصوم لها. وقد لمست من الحوار تأكيد إيمان على أنها لم تعتزل، وإنما ابتعدت فقط عن الفن، كما أنها لم ترتدِ الحجاب لكنها أدت فريضة الحج. وهو ما جعلني أتساءل، لماذا لا تعود إيمان إلى الفن مرة أخرى؟ خاصة أنني لا أخفي أنني مثل الكثيرين المحبين جداً لفن إيمان الطوخي، سواء في الغناء أو التمثيل، خاصة دورها الرائع في تجسيد شخصية "إستر بولونسكي" في مسلسل "رأفت الهجان" الذي اختارته بنفسها، رغم أنها كانت مرشحة لدور آخر في المسلسل. فلماذا لا تعود مجدداً، وما الذي يمنعها؟ ولا أدري لماذا ذكرني حوار هاني سامي، بالحوار الذي انفردت به مع الفنانة المعتزلة جيهان نصر، بعد اعتزالها الفن لسنوات طويلة. والذي لمست فيه حبها للفن، وأنها ربما كانت تتمنى العودة إليه، لولا تفضيلها للزواج والأمومة، خاصة أنها أم لخمسة أبناء وبنات. ولعل أسباب ابتعاد جيهان عن الفن تختلف عن أسباب ابتعاد إيمان، لأن سبب ابتعاد جيهان يعود لزواجها من رجل الأعمال والشاعر سعود الشربتلي. لكن إيمان لم تتزوج، ولعلنا نتذكر الفنانة الراحلة شيرين سيف النصر، التي ابتعدت لسنوات طويلة ورحلت وهي تستعد للعودة. عموماً، مسألة عودة إيمان من عدمها، ترجع إليها وحدها، وإلى نوعية الأدوار التي يمكن أن تُقدَّم إليها، فهل من الممكن أن تطل علينا "إستر بولونسكي" مجدداً بطلتها وصوتها العذب، ولو بشكل جديد ونوعية مختلفة لاختلاف الزمان والمكان؟